فرانكلين لامب (مستشار سابق بالكونجرس): * الصهاينة تمنوا فوز مرسي على أمل تحميل الإخوان المسئولية عن كل مشاكل مصر * الإيباك شنت حملة منظمة لدفع إدارة أوباما نحو إلزام الإخوان بتعهدات صريحة ومكتوبة بعدم إلغاء معاهدة السلام و“,”مكافحة الإرهاب“,” دنيس روس: * قادة الإخوان طالبونا بألا نلومهم إذا ألغيت المعاهدة في استفتاء شعبي وبناء عليه يجب أن تخاطبهم الإدارة الأمريكية بلغة أشد إليوت إبرامز: * سيطرة الإخوان على الحكم تصب في مصلحة إسرائيل * تولى الإخوان الحكم يعنى تحملهم ثمن أى فشل وهم سيفشلون بفضل أصدقائنا في المؤسسات المالية عضو الكونجرس أنتوني واينر: * مخاوف الإسرائيليين من نشوب حرب مع مصر طبيعية لكن الأزمة ستنتهي لصالح إسرائيل وأمريكا روبرت ساتلوف: * الولاياتالمتحدة تستطيع فرض رؤيتها على الإخوان باستخدام ورقة المساعدات العسكرية والاقتصادية ونفوذها في المؤسسات المالية العالمية ستيف روزين: * بالحوار حول الديموقراطية يمكننا أن نحيد قوى الإسلام السياسي - ثلاثة من أعضاء لجنة الاستخبارات بالكونجرس هم “,”مارك وارنر“,” و“,”باربارا ميكولسكي“,” و“,”ريتشارد بير“,” زاروا مصر في 28 مايو الماضي والتقوا مع ممثلين للإخوان المسلمين لبحث موقفهم من إسرائيل قد يبدو منطقيا أن يؤيد مسئولون بالإدارة الأمريكية صعود الإخوان في الساحة السياسية في مصر، لكن أن يؤيد أنصار اللوبي الإسرائيلي في أمريكا صعود الإخوان حتى إلى منصب الرئاسة، وأن ينظم ناشطون في “,”الإيباك“,” – لجنة الشؤون العامة الأمريكية الإسرائيلية وأقوى جماعات الضغط السياسي داخل أمريكا- حملة لدفع أعضاء الكونجرس والإدارة الأمريكية لقبول تولي مرشح الإخوان محمد مرسي منصب الرئاسة، وإزالة مخاوفهم من الجماعة، فيبدو غريبا، لكنها الحقيقة التي يرصدها هذا التحقيق الموثق بشهادات مكتوبة ومقالات منشورة في عدة صحف أمريكية لأقطاب اللوبي الإسرائيلي ورموز ومنظري “,”المحافظين الجدد“,” من الديموقراطيين والجمهوريين على السواء. فرانكلين لامب المستشار السابق للجنة القضائية في الكونجرس الأمريكي وأستاذ القانون الدولي في كلية نورث ويسترن بولاية أوريجون، يرى أن الصهاينة يتمنون فوز مرسي.. وكتب في مجلة“,”يورو-آسيا ريفيو“,” في 30 مايو 2012 أن “,”اللوبي الصهيوني في الولاياتالمتحدة هيأ الأجواء لفوز مرسي بسباق الرئاسة، بدلا من تأييد العودة إلى نظام مبارك.. وأن إسرائيل واللوبي الصهيوني في أمريكا يعلمون جيدا أن تطبيع العلاقات بشكل كامل بين مصر والفلسطينيين في غزة بات وشيكا، بل إنهم يعدون له، وأن هناك إشارات عن عدم تنفيذ الضغوط الإسرائيلية-الأمريكية السائدة في عهد مبارك لمنع السفر والتجارة إلى غزة عبر معبر رفح“,”. وأكد لامب أن “,”حملة منظمة من أجل تحييد خيار الناخب المصري في الانتخابات الرئاسية، على نفس النحو الذي كان يجري خلال العقود الثلاثة من حكم مبارك، بدأت بالفعل في “,”الكابيتول هيل“,” - مقر الكونجرس الأمريكي- وفي أوساط المنظمات الموالية للصهيونية واسعة النفوذ والممولة تمويلا جيدا في الولاياتالمتحدة والتي يزيد عددها عن ستين منظمة، وأن هناك عدة أمثلة على ذلك، فقد أطلقت الإيباك (لجنة الشؤون العامة الإسرائيلية الأمريكية) حملة لدفع إدارة أوباما، خلال الشهور الستة السابقة على الانتخابات الرئاسية الأمريكية، لطلب ثلاثة أشياء من رئاسة مرسي: “,”أن تحدد جماعة الاخوان العناصر الرئيسية لبرنامجها السياسي وتتبرأ من “,”الإسلام السياسي“,”، وأن تتعهد علانية بمكافحة “,”الإرهاب“,” أي “,”المقاومة الفلسطينية واللبنانية“,”، وأن تتعهد كتابة بالالتزام الكامل باتفاقية كامب ديفيد“,”. وأشار لامب إلى أن “,”إسرائيل واللوبي الإسرائيلي في أمريكا يرون أن واشنطن لا يجب أن تكتفي بالإصرار على التزام مصر بمعاهدة السلام مع إسرائيل، بل يجب على أوباما أن يبلغ الإخوان بأن أي استفتاء على اتفاقية كامب ديفيد ستفسره الولاياتالمتحدة باعتباره محاولة لتدمير الاتفاق“,”. المحلل والباحث السياسي فرانكلين لامب اعتمد فيما ذهب إليه على ما نشر في تقارير صحفية أمريكية مختلفة عن مفاوضات جرت بين ممثلين لجماعة الإخوان المسلمين ومسئولين ووسطاء أمريكيين (لا يمثلون الإدارة الأمريكية بشكل مباشر مثل جيمي كارتر) كان من بينهم وفد من أعضاء لجنة الاستخبارات في الكونجرس الأمريكي يضم السيناتور مارك وارنر وباربارا ميكولسكي وريتشارد بير، والذي زار مصر في 28 مايو الماضي، عقب الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة في مصر، وأجرى محادثات مع أطراف مختلفة من بينهم ممثلين للجماعة – حسبما ذكرت صحيفة كولورادو ستاسمان في 6 يونيو 2012-.. وقد علق على تلك المفاوضات دنيس روس المستشار السابق للرئيس الأمريكي باراك أوباما ومبعوثه إلى الشرق الأوسط أو “,”حامل رسائل الحكومة الإسرائيلية في واشنطن“,” –حسب وصف لامب له- بقوله إن “,”قادة الإخوان في المحادثات الأخيرة طالبوننا بألا نلومهم إذا ألغيت المعاهدة عبر استفتاء شعبي، وهو الاحتمال الأرجح، وبناء عليه يجب أن تخاطبهم الإدارة الأمريكية بلغة أشد“,”. ورغم أن مطالبة إسرائيل وأمريكا للإخوان بعدم الاقتراب من معاهدة السلام مع إسرائيل تبدو غير منطقية على الإطلاق من وجهة نظر لامب، إلا أن “,”إليوت إبرامز“,” أحد خبراء الإيباك ومستشار الأمن القومي لشئون الشرق الأوسط أثناء إدارة بوش، والذي يلقي محاضرات –مع آخرين- على أعضاء الكونجرس الأمريكي في شئون الشرق الأوسط، دعا في مقال بمجلة “,”ويكلي استاندارد“,” الصهيونية أعضاء الكونجرس إلى عدم معارضة تولي الإخوان السلطة في مصر، وكتب يقول إن “,” سيطرة جماعة الإخوان المسلمين على الحكم في مصر الجديدة يمكن أن تصب في مصلحة إسرائيل“,”. وانتقد أبرامز الولاياتالمتحدة صراحة لأنها لم “,”تقف إلى جانب نظام مبارك مثلما فعل الروس مع (النظام) في سوريا... ولو كان مبارك والجيش قد أحسنوا اللعب بأوراقهم من قبل لكان شفيق خليفة لمبارك دون أن تحدث الانتفاضة التي شهدتها مصر بكل أضرارها، ولأصبحت اتفاقية السلام مع اسرائيل بكل ثمارها آمنة الآن، وما لم يفز شفيق ستنتهي كامب ديفيد، ولكن... ما زال لدينا بعض الخيارات الممتازة “,”. وتابع أبرامز وعناصر اللوبي الإسرائيلي خطابهم لأعضاء الكونجرس بالقول إن “,”أمريكا يجب أن تدعم “,”الليبراليين“,” الذين يؤمنون بالديمقراطية والحرية وسيادة القانون بدلا ممن يريدون اتخاذ الإسلام مرجعية أساسية لمصر، ولكن.. إذا فاز شفيق سيعتقد كثير من المصريين أن الجيش وآلة النظام القديم سرقوا الانتخابات، وفي أي حدث ستكون السلطة منقسمة بين الإخوان من جهة والجيش والرئيس من جهة أخرى، ولن يكون هناك درس واضح يمكن تعلمه عندما تستمر الأوضاع في التدهور، نظرا لأن إجمالي النقد الأجنبي السنوي (6.5 مليار دولار) الذي يتدفق في الاقتصاد المصري سيتراجع إلى 500 مليون فقط مع هروب المستثمرين الأجانب وتراجع السياحة بنسبة 40 في المائة عن زمن مبارك“,”. وبناء عليه رأى “,”أبرامز ومتحدثون آخرون باسم الإيباك واللوبي الصهيوني أنه ليس من الضروري أن تبذل إسرائيل أو الغرب جهدا من أجل فوز شفيق في جولة الإعادة أو اعتبار فوزه خيارا جيدا، لأنه في ظل سيطرة الإخوان ومعهم السلفيون على أغلبية البرلمان سيكون مفيدا أن يثير اللوبي الإسرائيلي مشاعر الخوف لدى أعضاء الكونجرس من خطورة سيطرة الجماعة على البرلمان ورئاسة الجمهورية معا.. ويمكننا أن نصور الإخوان وجميع الإسلاميين في مصر بأنهم مسئولون عن كل ما يحدث فيها من مشاكل، وبالتالي ستقع المسئولية عن مصير مصر بنسبة 100 في المئة على عاتق جماعة الإخوان التي انخفضت شعبيتها بالفعل بعد الانتخابات البرلمانية لتراجعها عن “,”الوعد“,” بعدم تقديم مرشح للرئاسة، وستنخفض شعبيتها أكثر بمرور الوقت -كما أتوقع- عندما يدرك المصريون أن الإخوان ليس لديهم حلولا للمحنة الاقتصادية التي تمر بها مصر“,”. ويواصل أبرامز: “,”إذا فاز الإخواني محمد مرسي -وهو سيفوز- سيكون الإخوان في موقف المسؤولية- وسيضطرون إلى قبولها، وعندما يفشلون -كما سيحدث- بفضل أصدقاء إسرائيل في المؤسسات التجارية والمالية الدولية، سيكون واضحا تماما من الذي يتحمل مسئولية الفشل، وهذا يصب في صالح إسرائيل، التي يجب أن تدعم العسكر الذين تعاملت معهم بشكل وثيق لسنوات عدة، وتشجع الجيش على القتال بكل أدواته من أجل مصالحه“,”. وفي رده على الحجج المضادة لوجهة نظره يقول أبرامز “,”إنني أدرك الحجج المضادة لهذه الفكرة، على سبيل المثال، أن جماعة الإخوان يمكن أن تستفيد من وجودها في السلطة للإعداد لحرب ضد إسرائيل أو القضاء على جميع معارضيها في الساحة السياسية وفي المؤسسات الأمنية، لكنها حجج ليست مقنعة، فالواضح أن الحرب مع إسرائيل ستدمر الاقتصاد المصري الذي تحتاج الجماعة إلى إنعاشه، والقضاء على جميع معارضيها يتطلب منها سحق الجيش، وهذا غير وارد“,”. ولخص أبرامز رؤيته في رسالة بريد إلكتروني من منظمة الإيباك إلى جهات مانحة: “,” لكل ذلك لا ينبغي أن يكون فوز مرسي مثيرا للأسى فيما يخص إسرائيل ، فالأوضاع في مصر تجعلنا نؤكد أن الخاسر في الانتخابات سيعزي الفائز.. فهنيئا لمرسي مرتين“,”. أبرامز ليس وحده الذي تبنى هذا الموقف، بل سانده كثيرون من“,”المحافظين الجدد“,”، وصقور الديموقراطيين من أنصار إسرائيل في الولاياتالمتحدة ممن يتهمون عادة بالتحيز لمصالح إسرائيل على حساب مصالح أمريكا، ويختلفون مع المسئولين الإسرائيلين أنفسهم في تقديرهم للموقف وحالة القلق التي انتابتهم منذ سقوط مبارك من إمكانية انتهاء معاهدة السلام مع مصر، من بين هؤلاء بيل كريستول مؤسس ورئيس تحرير “,”ويكلي ستاندارد“,” والمعلق في شبكة فوكس نيوز، والباحث روبرت كاجان (عمل من قبل بهيئة التخطيط في وزارة الخارجية وكان مستشار السياسة الخارجية لجون ماكين) والذين أيدوا بشدة تخلي أوباما عن مبارك، وكانوا يطالبون أثناء إدارة بوش بتكثيف الضغوط على الحكام العرب من أجل الإصلاحات الديموقراطية. وإلى جانب هؤلاء هناك أيضا أعضاء في الكونجرس من الموالين بشدة لإسرائيل ممن قدروا أسباب توتر المسئولين الإسرائيليين، مثل أنتوني واينر -عضو الكونجرس عن ولاية نيويورك- ورأوا أن مخاوفهم طبيعية من أن يواجه الجيش الإسرائيلي احتمال نشوب حرب مع مصر، لكنهم في الوقت نفسه توقعوا أن تنتهي “,”الأزمة“,” في مصر لصالح إسرائيل وأمريكا. وحتى الذين توقعوا أن يكون خليفة نظام مبارك أسوأ بالنسبة لإسرائيل كانوا مستعدين لاغتنام الفرصة، على سبيل المثال روبرت ساتلوف المدير التنفيذي لمعهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، يقول إن “,”الأمر يتوقف على تطور الأحداث، ومن الممكن أن تأتي حكومة أقل استعدادا للتعاون مع إسرائيل إلى حد ما، لكن التراجع عن معاهدة السلام ليس قدرا محتوما، وواشنطن لديها أصول كبيرة تمكنها من فرض رؤيتها في مصر، فالمعونة العسكرية التي تبلغ 1.2 مليار دولار ضرورية لميزانية مشتريات القوات المسلحة، وإذا كان الإسلاميون يريدون إبعاد الجيش عن السياسة، فإنهم في الوقت نفسه لا يريدون أن يتهموا بإضعاف البلاد، والدعم الاقتصادي الأمريكي المباشر أقل بكثير (250 مليون دولار) لكن أمريكا صاحبة صوت مسموع في المؤسسات المالية الدولية التي ستطلب منها مصر المساعدة بالتأكيد، وإذا حاول الإخوان في الفترة المقبلة اختبار مدى استعداد الولاياتالمتحدة لتقبل الواقع السياسي الجديد في مصر يجب على الولاياتالمتحدة أن تستخدم كل هذه الأدوات لتعزيز مصالحها، وأن تبعث برسالة واضحة بأنها مستعدة لتقديم الدعم المباشر وغير المباشر بشرط أن يحافظ الإخوان على السلام مع إسرائيل وعلى التعددية السياسية والحقوق الدينية وحقوق الأقليات، وأن تحدد أمريكا علاقتها بمصر وفقا لموقفهم في هذه القضايا، وليس وفقا لخطابها الناعم للصحفيين والدبلوماسيين والسياسيين الأمريكيين الذين يلتقون بمسئولي الإخوان“,”. ويتابع ساتلوف أن “,”التزام الإخوان بعدم إلغاء معاهدة السلام مع إسرائيل ليس كافيا، فالعلاقة بين مصر وإسرائيل قد تدهورت كثيرا، ولم يعد الحديث يدور عن الحفاظ على معاهدة السلام بل عن منع وقوع الحرب، وبالتالي يصبح الاختبار المفيد في التعامل مع حكم جديد يقوده الإخوان هو التزامهم بتوفير الموارد اللازمة لتأمين سيناء، حتى لا تصبح “,”ملاذا آمنا للارهابيين“,” مثل قطاع غزة في الخمسينات أو جنوبلبنان في السبعينات، وتندلع الحرب في نهاية المطاف.. وربما يكون الحفاظ على أمن إسرائيل والدفاع عن التعددية وحقوق الأقليات هدفا أقل بكثير من الشراكة الكاملة بين الولاياتالمتحدة ومصر مثلما كان الحال في زمن مبارك، لكنه هذا النهج هو الأفضل لضمان المصالح الأمريكية على المدى الطويل. أما ستيف روزين المسئول السابق في الإيباك فيقول إن “,”التحول في مصر كشف عن نقاش يدور تحت السطح في أوساط الحركة الموالية لإسرائيل، حول “,”حقيقة مريرة“,” هي أن تحالفاتنا في العالم العربي كانت مع شرائح رقيقة من النخب الحاكمة.. ونحن نواجه اليوم حركات جماهيرية تعادي الغرب بشدة وليست راضية عن السلام مع اسرائيل، وعندما نبدأ الحوار مع تلك القوى حول الديمقراطية يمكننا أن نحيدها.. ووجهات النظر التي ترفض التحول نحو الديمقراطية في أوساط اللوبي الإسرائيلي ضعيفة للغاية، وحتى الذين يعتبرون الحفاظ على الوضع الراهن مسارا أكثر حكمة وواقعية يلتزمون الصمت في كثير من الأحيان، فمن الصعب الدفاع عن القمع.. ومن الصعب أن نقول إننا نريد حكما مستبدا أو أننا لا ندافع عن الحرية“,”.