أكدت صحيفة الرياض السعودية، في عددها الصادر اليوم السبت، وجود أجنحة متناقضة في دوائر صنع القرار القطري، "ما أدى إلى ضبابية الموقف واختلاف التوجهات وعدم الاتفاق على رؤى لمعالجة الأزمة، فكل الدلائل تؤكد ما سبق، وهذا الأمر كان جليًا منذ بداية الأزمة وحتى يومنا". واوضحت في افتتاحيتها التي حملت عنوان (رغبات متناقضة) إن المتابع للوضع القطري يلاحظ تذبذبًا واضحًا في المواقف والاتجاهات بخصوص الأزمة، فتارة نلحظ تشددًا إلى حد التزمت والارتماء في الحضن الإيراني، وأخرى نسمع نبرة تدعو إلى الجلوس على طاولة الحوار، وحل الأزمة بين أطرافها. وأضافت: أن الدول الداعية لمكافحة الإرهاب مهتمة بحل الأزمة مع قطر، ولكن ليس على أساس الطرح القطري الذي يترك المتن ويذهب إلى الهوامش كمن يدور في دائرة لا أركان فيها محاولًا الهروب من واقع لا بد أن يعيشه، فدول المقاطعة دائمًا كانت تدعو إلى الحل، ولكن على أسس لا بد من تحقيقها، والالتزام بها كون الأمر لم يعد شأنًا قطريًا بقدر ما تعداه إلى الإضرار بدول كان من المفترض على واضع السياسات القطرية أن يعتبرها شقيقة، لكنه تعامل معها من منطلق إثبات الذات على حساب (الأشقاء)، والإضرار بأمنهم واستقرارهم ومصالحهم، دون أن يحقق أي إنجاز سوى أنه وضع نفسه في موقع كان يجب عليه تفاديه حفاظًا على أمنه واستقراره ومصالحه العليا. وشددت الصحيفة على إنه على صانعي القرار القطري أن يعرفوا تمام المعرفة أن الجلوس على طاولة الحوار لن يكون حتى تتم تلبية مطالب الدول المقاطعة، فتلك المطالب مشروعة وتحقق الأمن للجميع دون استثناء بما فيهم قطر، وإذا كانت قطر لديها رغبة صادقة للتحاور مع دول المقاطعة فعليها أن تملك قرارها في المقام الأول.