كوريا الجنوبية تؤسس "وحدة الإعدام" لإخافة قادة كوريا الشمالية

مع تسارع تطوير كوريا الشمالية لبرنامجها النووي والصاروخي، تستعد كوريا الجنوبية مرة أخرى لاستهداف قادة بيونج يانج بعد أن أعلنت عن إنشاء "وحدة الإعدام" في الجيش بحلول نهاية العام الجاري.
وقالت صحيفة (نيويورك تايمز) الأمريكية في تقرير نشرته على موقعها الإلكتروني، اليوم الثلاثاء، إنه آخر مرة معروفة خططت فيها كوريا الجنوبية لاغتيال القيادة الكورية الشمالية، لم تمض الأمور كما كان مخططا لها.
وأضافت الصحيفة، أنه في أواخر الستينيات بعد نهب القوات الخاصة لكوريا الشمالية القصر الرئاسي في سول، دربت كوريا الجنوبية في السر رجالا منبوذين تم التقاطهم من السجون أو من الشوارع للتسلل إلى "بيونج يانج" وذبح قائدها آنذاك كيم إيل سونج، وعندما تم إلغاء المهمة تمرد الرجال وقتلوا مدربيهم، وقاتلوا في "سول" قبل أن يفجروا أنفسهم، وهي رواية أخفتها الحكومة لعقود.
وحاليًا، مع تسريع الزعيم الكوري الشمالي الشاب كيم جونج أون حفيد كيم إيل سونج برنامجه الصاروخي النووي، تعود كوريا الجنوبية للخطة ذاتها حيث أبلغ وزير الدفاع الكوري الجنوبي سونج يونج مو نواب البرلمان، بعد يوم واحد من التجربة النووية السادسة لكوريا الشمالية التي أجرتها هذا الشهر، أن "وحدة الإعدام" بالقوات خاصة سيتم تأسيسها بحلول نهاية العام.
وذكرت الصحيفة، أن الوحدة التي ستكون بحجم لواء عسكري، على عكس نظيرتها، ستعمل بشكل رسمي، مشيرة إلى أن جيش كوريا الجنوبية يعيد تجهيز مروحيات وطائرات نقل لاختراق كوريا الشمالية أثناء الليل حتى تتمكن القوات المعروفة باسم "سبارتان 3000" تنفيذ مداهمات في بيونج يانج.
وأشارت إلى أنه من النادر أن تعلن حكومة عن استراتيجية لاغتيال زعيم دولة، لكن كوريا الجنوبية ترغب في إبقاء كوريا الشمالية على الحافة ومتوترة بشأن عواقب الاستمرار في تطوير ترسانتها النووية. وفي الوقت نفسه، فإن نهج "سول" المتصاعد الحدة يهدف إلى المساعدة في دفع بيونج يانج إلى قبول عرض رئيس كوريا الجنوبية مون جاي إن بإحياء محادثات السلام. لكن هذا العمل يصعب تحقيق التوازن فيه، حيث يثير الفارق بين الحل الدبلوماسي الذي يفضله مون وحاجة شعبه إلى الإجابة عن سؤال وجودي: كيف يمكن لدولة ليس لديها أسلحة نووية أن تردع ديكتاتورا لديه ترسانة نووية؟.
ونقلت الصحيفة عن القائد الاستراتيجي المتقاعد بالجيش الكوري الجنوبي، شين وون سك، أن أفضل ردع لدى كوريا الجنوبية في الوقت الحالي بعد فكرة امتلاكها لأسلحة نووية، هو أن تجعل كيم جونج أون خائفا على حياته.
ولفتت الصحيفة إلى أن الإجراءات أثارت كذلك أسئلة حول ما إذا كانت كوريا الجنوبية والولايات المتحدة يضعون أسس خطة اغتيال كيم جونج أون وأبرز مساعديه حتى لا يتمكنوا حتى من إعطاء أوامر بالهجوم النووي المحتمل.
وأوضحت أنه رغم تأكيد وزير الخارجية الأمريكي ريكس تيلرسون، أن الولايات المتحدة لا تسعى لتغيير القيادة في كوريا الشمالية، وأن الكوريين الجنوبيين يقولون إن وحدتهم العسكرية الجديدة تهدف إلى معادلة التهديد الكوري الشمالي، فإن القدرات التي يبنونها يمكن استخدامها بشكل استباقي.