صاحب «ترسانة»: نصدر للخليج وأوروبا.. والعمالة غير المدربة وعدم تملكنا للأرض والمنطقة الحرة أهم مشاكلنا على الضفة المقابلة للأرصفة البحرية الجارى إنشاؤها بمنطقة شرق محافظة بورسعيد، تتواجد منطقة ورش وترسانات بناء وإصلاح السفن منذ عام 2004، بعدما تم نقلها من مكانها القديم بمنطقة الحظائر فى القابوطي، وبداخلها مئات العمال والملاك يصرخون من الإهمال، وملفات مشاكلهم الملقاة بأدراج المسئولين دون اتخاذ خطوات لحلها مما جعل المهنة مهددة بالانقراض. ويقول المهندس محمد الكتبي- صاحب إحدى ترسانات صناعة وإصلاح السفن- إنه تولى مسئولية الترسانة مكان والده الذى عمل بالمهنة منذ حوالى 50 عاما، حيث يقومون بجميع الأعمال البحرية مع المصريين والعرب والأجانب، إضافة إلى أعمالهم مع الإنتاج الحربى والقطاع العام. وأشار إلى أن الترسانة تعتمد على الأيدى والخامات المصرية ما عدا القليل الذى يتم استيراده من الخارج كالمولدات والماكينات التى لا تصنع فى مصر. وأضاف «الكتبي»: «لدينا مشاكل تواجهنا حيث كنا فى بادئ الأمر متواجدين فى منطقة الحظائر بالقابوطى وانتقلنا عام 2004 إلى هنا، وأول مشكلة واجهتنا فى المنطقة الجديدة عند نقلها إلينا عام 2004 هو قيامنا بصرف حوالى 2 مليون جنيه لإحلال الأرض حتى تحمل الوحدات، لأنها كانت سهل طينة ناتجا عن تكريك حفر القناة، وعملنا 3 سنوات بدون كهرباء أو مياه حتى أدخلت الحكومة المرافق، كما نواجه كمستأجرين للأرض مشكلة عدم الإحساس بالأمان لعدم تمليكها لنا، أو توقيع عقود حق انتفاع خاصة فى تلك المرحلة الحرجة التى وصل فيها سعر طن الحديد من 5 آلاف جنيه إلى 18 ألف جنيه، ونخشى أن يتم طردنا من الأرض فى أى لحظة، خاصة وأنه تم رفع الإيجار من 3 جنيهات ونصف الجنيه إلى 4 جنيهات ونصف الجنيه، مشيرًا إلى أن القمامة تحاصر الترسانة وهو ما يظهر بشكل سيئ غير حضارى عند زيارة عملاء من الخليج وأوروبا لنا، بجانب مشكلة الروتين والتصريحات التى تستغرق وقتًا طويلًا للسماح بدخول وحدة بحرية لإصلاحها داخل الترسانة. وأرجع صاحب الترسانة، قلة العمالة فى بورسعيد وخطر انقراض الصناعة لعدة أسباب منها المنطقة الحرة، التى جذبت الكثيرين إليها وابتعدوا عن المهنة، بجانب المنظومة غير المتكاملة فى المدارس الفنية والصناعية، فلا بد عند تخرج الطالب أن يتم تدريبه حتى يجد مستقبله، مشيرًا إلى أنه تواصل مع مديرية التربية والتعليم لاختيار طلبة من المدارس ليتم تدريبهم فى الترسانة بمقابل مادى بسيط يتحمله لتخريج جيل يمكن الاستعانة به فى المهنة، ولكن دون جدوى. من جانبه، قال محمد، 33 سنة، أحد العاملين فى مجال صناعة السفن: «أعمل فى المهنة منذ حوالى 13 سنة، وطوال تلك الفترة تعلمت كيفية تركيب حديد ولحامه وتقطيعه، ومتزوج ولدى ولدان وأقوم بتعليمهما تلك المهنة، وهذه المهنة دخلها جيد يتراوح ما بين ألفين إلى 3000 جنيه فى الشهر، وأحضر الساعة 8 صباحًا وأذهب الساعة 5 أو 6 مساءً أى حوالى 9 ساعات يوميًا، مشيرًا إلى أنه حدث تطوير فى المهنة سواء من التصميمات أو نوعية الحديد، وأن الذى يميز أى ترسانة عن أخرى هو الأدوات والورش والعمالة الماهرة، ولكننا نحتاج لمزيد من الدعم الحكومى حتى نستقر فى أعمالنا وحتى لا تنقرض هذه المهنة المهمة».