كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، أن "روبرت ليفنسون" - العميل السابق في مكتب التحقيقات الفيدرالية، والذي فُقِد في إيران خلال عام 2007 - كان يعمل بالتعاقد، وأرسل في مهمّة من قبل موظفين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية دون موافقة القيادة. وقد أصبح "روبرت ليفنسون" مفقودا في أثناء تأديته مهمّة عمل في جزيرة كيش الإيرانية عام 2007، وكانت تقارير استخباراتية قد أفادت بدعوة مسؤولين أمريكيين إيران للمساعدة في تحديد مكانه، وقالت وكالة المخابرات المركزية الأمريكية في بيان لها: "لا تعليق لدينا عن أيّة صلة مزعومة بين ليفنسون والحكومة الأمريكية". وأضاف المتحدث الإعلامي باسم الوكالة "تود إبيتز": "تظل الحكومة الأمريكية ملتزمة بإعادته إلى بيته وعائلته سالما"، بينما أعربت إدارة الرئيس الأمريكي "باراك أوباما" عن الأسف لكشف وكلة أنباء "أسوشيتدبرس" لهذه المعلومات، وصرّحت المتحدثة باسم مجلس الأمن القومي "كيتلين هايدن" في بيان لها، قائلةً: "دون التعليق على العلاقة المفترضة بين ليفنسون والحكومة، فإن البيت الأبيض وغيره في الحكومة، طلبوا - بحزم من الوكالة - عدم نشر هذا المقال بسبب مخاوف من قبلهم على حياة ليفنسون"، وتابعت: "نأسف لقرار أسوشيتدبرس نشر هذا الخبر، الأمر الذي لا يساهم في زيادة فرص عودة ليفنسون إلى دياره، بينما التحقيق في اختفائه مستمر وجميعنا مصمّمون على إعادته سالما إلى عائلته". وروبرت ليفنسون، الذي يبلغ 65 عاما- إن كان لا يزال على قيد الحياة - أصبح محقِّقاً خاصّاً بعد إحالته إلى التقاعد من "إف بي آي"، وقد أثارت رحلاته المهنية الكثيرة اهتمام محللين في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية "سي آي إيه"، يعملون خصوصا على الشبكات المالية غير الشرعية، ووظّفته المحللة في وكالة الاستخبارات "آن جابلونسكي" بالتعاقد، لكتابة تقارير حول معلومات يجمعها خلال تنقلاته، غير أن جابلونسكي ليست عميلة ميدانية، وبالتالي ليس من مهامها تكليف عميل ميداني، وخلافا للقواعد كان "ليفنسون" يتواصل معها من خلال بريدها الإليكتروني الشخصي. وفي ومطلع عام 2007، أبلغها "ليفنسون" أنه على معرفة بمخبر في إيران يمكن أن يحصل منه على معلومات حول الفساد في البلاد، وتوجه "ليفنسون" في مارس من ذات العام إلى جزيرة "كيش" حتى يلتقي به - بموافقة جابلونسكي - لكن بعد وصوله إلى الفندق استقل سيارة أجرة واختفى بلا أي أثر. وأشارت "أسوشيتدبرس" إلى بطء الوكالة الأمريكية في التحرك، فالعملية لم تحصل على الموافقة ولم تكن إدارة "سي آي إيه" على علم بها، حسب ما أشار تحقيق داخلي لاحقا. وتضيف الصحيفة، أنه قد تمّ إجبار عشرة محللين - من بينهم "جابلونسكي" - على الاستقالة وخضعوا لعقوبات إدارية، وبعد أشهر أطلعت الوكالة، الكونجرس والبيت الأبيض وال "إف بي آي" على وضع ليفنسون الفعلي، لكن علنا تم تقديمه على الدوام على أنه مواطن أمريكي اختفى أثره في رحلة خاصة، وفي أواخر نوفمبر اعتبرته الخارجية الأمريكية: الرهينة الأميركي الأطول اعتقالا في تاريخ البلاد. وتضيف الصحيفة أن عائلته - التي لم تحصل على أي إثبات على بقائه حيا منذ 2010 - قد تلقّت 2,5 ملايون دولار كرشوة لعدم قيامها بأيّة ملاحقات قضائية قد تكشف حقائق الأمر، وقد طلب وزير الخارجية الأمريكي "جون كيري"، مساعدة طهران في تحديد مكان روبرت ليفنسون، ولكن إيران قالت إنها لا تعرف مكانه.