تستعد دار "رؤية" للنشر لإصدار كتاب "المهمشون في الأدب" للدكتورة هويدا صالح الناقدة والروائية المصرية. عن موضوع الكتاب تقول د.هويدا: إن دراسة موضوعة الهامش الاجتماعي في الأدب لم تخضع للبحث النقدي بما يكفي، فليس ثمة دراسات كثيرة تناولت المهمشين ووضعياتهم في المجتمع مقارنة بالمركز اللهم إلا أبحاث علم الاجتماع التي تناولت التهميش الاجتماعي، أبعاد الظاهرة ودلالاتها في سياق التحولات التي شهدها ويشهدها المجتمع العربي سياسيا واجتماعيا واقتصاديا. وأضافت صالح في تصريحات خاصة: حاولت في هذه الدراسة أن أستقصي كل أشكال التهميش الاجتماعي سواء كان تهميشا على أساس العرق أو الدين أو النوع، فحددت الهوامش الاجتماعية فيما يلي: الهامش الديني "في مصر تحديدا هو الهامش المسيحي في مقابل المتن أو المركز الإسلامي"، واستخدمت مصطلح المسيحي بديلا عن القبطي دعمًا لمقولة أن القبطي تعني المصري وليس المسيحي، وأن كل المصريين أقباط، مسلمون ومسيحيون. كذلك رصدت الهامش الجغرافي سواء كان البيئات البينية على أطراف المدن، ما سٌمِّي فيما بعد بالعشوائيات، أو البدو "في سيناء وغيرها من مناطق تواجد البدو" أو النوبة، باعتبار أن لهم هوية ثقافية خاصة حرص أهل النوبة على أن تتمايز عن بقية مكونات المجتمع المصري، أو هامش القرية في مقابل المدينة، ثم الهامش النسوي باعتبار أن المرأة في مجتمع يتبنى الثقافة الذكورية تعتبر هامشا في مقابل المتن "الرجل". وتابعت: المفارقة أن مصطلح الهامش قد يمثل قيمة إيجابية بمعنى مخالفة ما هو سائد، فهناك في بلد مثل فرنسا من يختار أن يكون هامشيا يقصد مخالفة قيم المجتمع ورفض الامتثال للأعراف السائدة. كما حاولت أن أستقصي مصطلح التهميش لغة واصطلاحا، بحثًا عن تاريخ التهميش، وتجلياته في الواقع الأدبي، واستقصاء تجليات هذا الهامش في الواقع الثقافي، ومحاولات المهمشين في إزاحة المركز أو على أقل تقدير التواجد بجانبه. وكان انتهاء عقد الستينيات بداية الاهتمام بكل ما هو مهمش، فبداية من السبعينيات، وهزيمة 1967، ووصولا لعقد التسعينيات تعمقت الفجوة بالانكسار، انكسار الأحلام، وتراجع القضايا الكبرى، وتهميش دور المثقف والمبدع، كل هذا أدّى إلى تغيرات جوهرية في بنية التفكير لدى المبدع، مما انعكس بدوره على جدلية المركز والهامش.