اهتمت الصحف المغربية الصادرة اليوم الأحد بخطوات الحكومة لحل مشاكل الريف خاصة مدينة الحسيمة شمال البلاد التي بدأت منها الاحتجاجات الاجتماعية في منطقة الريف منذ ما يزيد على ثمانية أشهر وأدت إلى اضطرابات أمنية واسعة داخل منطقة الريف وامتدت لمناطق أخرى في جنوب ووسط المملكة المغربية. ونقلت معظم الصحف المغربية تصريحات رئيس الحكومة المغربية سعد الدين العثماني للتليفزيون مساء أمس والتي اعتذر فيها عن التصريحات التي خرجت من قادة بعض الأحزاب المغربية واتهمت المواطنين في مناطق الريف بالسعي للانفصال عن الدولة المغربية، واصفا إياها بالخطأ، وأكد أن هذه التصريحات ما كان يجب أن تكون ولا يجب الرجوع إليها وقال إنها تصريحات زادت من غضب سكان الريف ولم تسهم في حل مشاكلهم. وجدد العثمانى الندء لسكان الريف عامة ولسكان مدينة الحسيمة ونواحيها بضرورة توفير أجواء من الهدوء لأن الدولة تأخذ بكل جدية تنمية المنطقة وتهتم بتسريع المشروعات التي بدأت وقد حققت نتائج إيجابية مهمة بدأت تظهر على السطح مشير إلى أن وكالة تنمية أقاليم الشمال طرحت أكثر من 200 من طلبات العروض لمشاريع في مختلف المجالات. ونقلت الصحف المغربية عن العثماني قوله أيضا إن الحسيمة ستشهد إنشاء مشروعات اقتصادية وتنموية كبرى في القريب العاجل وأن إنجاح تلك المشروعات يحتاج إلى أجواء هادئة. من جانبها، اعتبرت صحيفة مغرس أن تصريحات العثماني هي بمثابة انطلاق لحوار مجتمعي مؤسساتي منتظم تديره الحكومة مع كافة شرائح الشعب خاصة مع سكان الريف، مشيرة إلى أن العثماني تأخر كثيرا في تصريحاته إلا أنها هدأت قليلا من الشارع المغربي خاصة فى الريف، وأكدت أنه يمكن البناء عليها من أجل التوصل إلى حل لتهدئة الاحتجاجات الاجتماعية التي اندلعت في الريف ولم تهدأ حتى الآن. وتحت عنوان (الحراك الشعبي في الريف والمقاربة الأمنية.. تداعيات كارثية) أكد الكاتب محمد الخمليشي في مقاله اليوم بصحيفة هسبريس الإلكترونية المغربية أن استبدال الحكومة للمقاربة السياسية الاجتماعية بالمقاربة الأمنية في تعاطيها مع الأزمة المندلعة بين الدولة والمجتمع في الحسيمة وبقية مدن الريف، كان بمثابة أمر كارثى. وأعرب عن أمله في استعادة الدولة لإرادتها المؤسساتية وأن يكون الإنصات والاستجابة للمطالب المجتمعية هو العنوان الواضح والمباشر لبناء الثقة وترسيخ مسار بناء دولة الحق والقانون وإطلاق سراح المعتقلين وتنفيذ المطالب الاجتماعية والتنموية والاقتصادية العادلة والمشروعة. ومن جانبها، سلطت صحيفة (العلم) الضوء على الحملة التضامنية مع مدينة الحسيمة بعنوان (السياحة المواطنة)، والتي انتشرت منذ أيام قليلة على مواقع التواصل الاجتماعي المختلفة والتي تحث المغاربة بمن فيهم أبناء الجالية الوافدة هذا الصيف للبلاد على قضاء العطلة الصيفية بمدينة الحسيمة لتنشيط السياحة بها والعمل على تعزيز الواردات الاقتصادية للمدينة ولمنطقة الريف عامة من جانب، والعمل على إدماجها اجتماعيا ووطنيا في داخل الوطن الأم من جانب آخر. أكدت صحيفة (ماروك إيبدو) الأسبوعية المغربية الناطقة بالفرنسية في عددها اليوم أن التوجه الاستراتيجي الجديد للدولة نحو أحداث الريف يعد نقلة مهمة جدا في معالجة حراك الريف ومشاكله الاقتصادية والاجتماعية، ودعت إلى إنشاء صندوق خاص لتنمية منطقة الريف يتم تمويله من العائدات الحكومية، إضافة إلى إسهامات عدد من رجال الأعمال الوطنيين المهتمين بمجالات الزراعة والسياحة.