«تررررن.. ترررن إنت مين؟.. أنا محصل الكهربا.. طب هات الكعب.. ترررررن.. تررررن.. أيوا مين.. أنا محصل الكهرباء.. مفيش حد هنا.. أومال مين اللى بيرد عليا؟، أنا عفريتة ساكنة فى البيت، طب يا عفريتة عليكوا وصل ب200 جنيه، الوحل الوحل.. العجل.. العجل.. انصرف أيها المحصل وإلا حرقتك». مواقف وطرائف، ضحكات وصرخات وربما بكاء وعويل.. لحظات بل ساعات يعيشها محمد عواد «محصل الكهرباء» بين الناس، يتنقل من قرية لقرية ومن بيت لبيت، يتلقفه الناس بشكواهم التى تتلخص معظمها فى قيم الفواتير العالية والسؤال عن الشريحة، يحاول أن يشرح.. يأخذ الإيصال ويذهب لقراءة العداد ربما تكون هناك قراءة خاطئة، فيلغى الإيصال ويخفف الوطأة عن المستهلك، أو يعود بالإيصال إلى الشركة لتشريحه وتقسيطه على أشهر متتالية. «البوابة» تقابلت ب«محمد» وهى تجوب بين الناس لتسجيل حلقات «مع الله»، لم يكن لقاء عاديا، بل كانت مشاجرة، أحد الأشخاص هاج وماج وحطم عداد الكهرباء حينما علم بأن الفاتورة قيمتها 1000 جنيه، وقفنا وحاولنا الاستفسار، فقال محمد: «إحنا ذنبنا إيه، احنا بنحصل يعنى لا حطينا قراءة ولا إحنا اللى حددنا سعر الشريحة، بل على العكس إحنا بنحاول ننصح الناس بتخفيف الاستهلاك أو متابعة قراءة العداد، وسداد الفواتير شهريا منعا لتراكمها، لكن الناس لها اللى قدامها، تسب وتلعن وتتخانق وترفض الدفع، شهر ورا الشهر ينزل المبلغ كله على فاتورة واحدة وساعتها بتبقى كارثة ومصيبة، وبصراحة العدادات الذكية كانت هتحل أزمة كبيرة لنا وللناس، لأنك بتشحن على أد استهلاكك، والتعامل بينك وبين الشركة بيبقى بس شحن كارت الرصيد، وساعتها الناس إجبارى بتوفر فى استهلاكها، وناس كتير شكرت فى العدادات دى». وعن المواقف التى حدثت له يقول محمد: «أنا بستلم فواتير قرية أو قريتين، بلف فيهم على البيوت طول النهار وأنا صايم، وبصراحة ناس كتير ما بتدفعش، بتقول هنجيب منين، مش لاقيين ناكل، فأنا ما بجادلش معاهم، لأن الناس بتبقى فى حالة غضب وأنا معايا عهدة، واتعلمت من اللى حصل لزمايلى، ياما ناس فيهم خدت ضرب لما قالت يا كفى، وناس اتسرق منها العهدة، ونساء صوتت واشتكت إنهم بيتحرشوا بيهم، وده كله والشركة مالهاش دعوة، يعنى المحصل بيمشى معاه الفواتير والفلوس لوحده ومعاه ربنا هو اللى بيسترها». ويتابع محمد: «الناس فاكرة إن موظفين الكهربا بياخدوا مرتبات خيالية، وإننا بناخد فلوس على الفواتير علشان كده بنحط فيها سعر عالى، وده لأن معظمهم غلابة ما يعرفوش لا شرايح ولا إيه اللى بيستهلك كهربا ولا إيه اللى ما بيستهلكش، فياريت يبقى فيه توعية وبرامج فى التليفزيون تشرح ده ببساطة علشان يوصل لكل الناس». ويواصل محمد: «كمان مشكلة عدم وجود قراء بيخلى الموظف يحط قراءة عشوائية، وده حله يا إما يتعين قراء جدد، يا إما تكمل الدولة مشروع استبدال العدادات القديمة بالعدادات الذكية، لأن موضوع الموقع وإدخال القراءة بنفسك محدش بيطبقه فى الريف». ويختتم محمد: «أنا بقول للناس كل سنة وإنتم طيبين، أنا والله زيى زيكم بدفع نفس الفواتير، معنديش أى ميزة، غير إنى بس بتابع العداد بحكم الوظيفة وبعرف أرشد الاستهلاك.. وكمان مين اللى شوفته بعد لما خلصت رجعت أذاكر تااانى علشان آخد شهادة جامعية واشتغل فى الشركة مش فى الشارع، علشان ولا تزعلوا منى ولا أزعل منكم».