رمضان فى كوت ديفوار، له طقوس خاصة، تختلف عن البلاد الأخرى، وقال «كوناتى لوسينى»، الطالب الإيفوارى، الذى يدرس بجامعة الأزهر الشريف، عن طقوس الاحتفال برمضان فى كوت ديفوار، «إن من أهم الطقوس الرمضانية فى كوت ديفوار هو قيام الشباب بالزواج فى أواخر شهر شعبان، حتى يقضون رمضان مع زوجاتهم، والحصول على بركة هذا الشهر الكريم، لذلك تجد فى شهر شعبان أماكن الزفاف محجوزة عن آخرها، فالكل يسعى لقضاء الشهر الكريم مع شريكة عمره». وعن شكل الإفطار هناك فى هذا الشهر الكريم، أضاف لوسينى، «الإفطار مختلف فى كوت ديفوار عن أى دولة أفريقية أخرى، حيث لا يفطر أحد فى منزله، بل تقوم الأسر بطبخ الطعام ثم تنتقل به إلى أسرة أخرى فقيرة حتى يفطرون سويا، وهذا تقليد رائع فى بلادنا ينم عن حب الشعب الإيفوارى لبعضه، ومواساة غنيه لفقيره، وخاصة فى رمضان». وبشأن تعرض المسلمين لأى نوع من المضايقات فى هذا الشهر الكريم من غير المسلمين، تابع قائلا: كوت ديفوار دولة غير إسلامية بل دولة علمانية معظمها من المسلمين، ومع وجود أعداد كبيرة من أصحاب الديانات الأخرى بيننا، إلا أنهم يقدرون جيدا المسلمين وخاصة فى شهر رمضان، حيث يمنعون أنفسهم من الطعام والشراب طوال نهار رمضان، وعند مجيء وقت الإفطار تغلق جميع المحال سواء كان أصحابها مسلمين أو غير مسلمين حتى يفطر المسلمين ويصلون المغرب، ومن ثم يعودون إلى أعمالهم من جديد. وعن أهم الأكلات التى يتميز بها شعب ساحل العاج فى رمضان، قال «كوناتى لوسينى»: أبرز الأكلات التى نتناولها فى بلادنا فى شهر رمضان المعظم أكلة تعرف باسم «مومى»، وهى عبارة عن خبر مخبوز بطريقة مميزة من محصول الشعير، ويتم أكله بأحد الزيوت الكوت ديفوارية، أما أبرز المشروبات التى نتناولها فى هذا الشهر الكريم الكركديه والزنجبيل وعصير «عقل الملوك»، بجانب عصير آخر يعرف باسم «دجية» وهو عبارة عن مسحوق محلى فى بلادنا يتم خلطه باللبن والدقيق والسكر ثم يشرب. أما عن أشهر الشيوخ المصريين فى ساحل العاج، أكد كوناتى أن أشهر الشيوخ المصريين الذين لهم شهرة وشعبية واسعة فى كوت ديفوار، الشيخ عبدالباسط عبدالصمد، رحمه الله، وتقوم المساجد هناك بتشغيل قراءاته للقرآن قبيل أذان المغرب، الأمر الذى جعله الأشهر فى كوت ديفوار، هذا بجانب شهرة الأزهر الشريف، الذى يتمنى أى مسلم هناك أن ينول شرف الدراسة فيه فى يوم من الأيام. ونفى متابعة المسلمين فى بلاده لأى مسلسلات رمضانية، مؤكدا أن هذا الشهر الكريم يتم التركيز فيه على العبادة فقط، لدرجة أن بعض الأسر يغلقون التلفاز تماما فى هذا الشهر الكريم للتفرغ للعبادة فقط. واختتم كوناتى تصريحاته الخاصة ل«البوابة»، مؤكدا أن رمضان فى بلاده له مذاق مختلف عن مصر، مبديا سعادته فى الوقت نفسه بقضاء هذا الشهر الكريم فى مصر هذا العام، مشيرا إلى أن أفضل الأكلات المصرية التى عشقها ويحرص على تناولها فى هذا الشهر الكريم، هو «لسان العصفور» إلا أنه يقوم بطبخه بطريقة مختلفة حيث يتم وضع اللبن عليه بدلًا من الماء.