قال المهندس المعماري أنس أسامة: إن ما شهدته محافظة الإسكندرية خلال الأيام الماضية من كارثة ميل برج الأزاريطة، يكشف دون مواربة عن مأساة حقيقية كادت تودي بحياة المئات، لولا عناية الله وستره، حيث إن السبب في ذلك الميل يرجع إلى انفصال المبنى عن التربة بعد زيادة الأحمال عليها. وأضاف المهندس المعماري الشاب في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أنه من المعروف هندسيًّا قبل الإنشاء أنه يتم أولًا عمل دراسة وتحليل للتربة، وهو المتعارف عليه هندسيًّا ب"أعمال الجسات"، حيث يتم أخذ عينات من التربة التي سيتم الإنشاء عليها بعمق يزيد على 30 مترًا، من كل متر طولي، ويتم دراستها وتحليلها في معمل متخصص بأعمال التربة والجسات، على أن يتم تحديد النظام الإنشائي المناسب لطبيعة التربة بناء على متطلبات المالك وحسب عدد الأدوار المستهدف إنشاؤها، على أن يتم أخذ عدة عينات من التربة وفقًا لكود البناء المصري. وتابع المهندس أنس: لاحظنا في واقعة عقار الإسكندرية المائل انفصال المبني عن التربة ما يعني أن هناك خللًا في أساسات المبنى وليس في هيكل المبني نفسه، والسبب في ذلك هو عدم دراسة التربة أولًا قبل الإنشاء- كما هو متعارف عليه هندسيًّا- ووفقًا لكود البناء المصري، فلم تحتمل التربة الحمل الزائد عليها، فتفككت، وذلك معناه أنه لم يكن هناك انتقال سلس للأحمال بشكل هندسي. وأوضح أنه لسلامة إنشاء أي عقار هندسيًّا يجب أن يتم انتقال الأحمال الثابتة والمتحركة من الأسقف إلى الأعمدة، ومن الأعمدة إلى أساس المبني ثم مرحلة انتقال الحمل من أساس المبنى إلى التربة الثابتة في أعماق الأرض،وذلك لأن التربة بطبيعة الحال طبقات، فالهدف من أعمال "الجسات" هو تحديد مدى عمق التربة الثابتة في باطن الأرض، ومن ثم تصميم المنشأ وأساس المبني عليه، حتى يتم انتقال هندسي سلسل للأحمال يحافظ على استقرار المبنى، آخذين في الاعتبار أثناء التصميم مضادات للزلازل وللرياح. وأكد أنه بسبب استهتار المسئولين وقلة ضمير مالك العقار ومهندسي الإنشاءات بالحي، كادت تضيع حياة المئات من المواطنين الأبرياء.