شنت وسائل الإعلام البريطانية وأهالي ضحايا حادث مانشستر الإرهابي هجومًا عنيفًا علي أجهزة الأمن والاستخبارات البريطانية، محملين إياها مسئولية الفشل في حماية البلاد من الإرهابيين، كما اتهموا الحكومة بالتهاون مع الجماعات المتطرفة والدول الداعمة لها. ومن جانبها، حاولت وزيرة الداخلية، آمبر راد، في مقابلة تليفزيونية أمس الأحد، الدفاع عن أداء الأجهزة الأمنية والاستخباراتية، مؤكدة أنها تعلمت الدرس من تفجير مانشستر، وأن الحكومة ستتخذ بعض الإجراءات لمواجهة الإرهاب ومن بينها منع البريطانيين ذوي النشاط الإرهابي من العودة إلى بريطانيا. وأوضحت وسائل الاعلام في الحملة التي شنتها ضد الحكومة أنه مع كشف المزيد عن سلمان عبيدي، منفذ تفجير مانشستر أرينا، وعائلته وعلاقاته، فأن أجهزة الأمن والاستخبارات البريطانية تكون في دائرة الاتهام على الأقل بالتهاون مع إرهابيين ومتطرفين. وكان حادث مانشستر قد احتل مساحات واسعة من تغطية الصحف البريطانية كالتلجراف والجارديان والتايمز وغيرها تناولت الشبكة الأوسع المحيطة بالإرهاب المحلي في بريطانيا والممتدة، إلى سوريا والعراق وليبيا وقطر وتركيا. وبعد البحث الموسع حول منفذ الحادث وأهله ومعارفه، أثبتت هذه الصحف أن أغلب من تهاونت الأجهزة الأمنية البريطانية مع ماضيهم المتشدد من عناصر الجماعة المقاتلة التي تزعمها عبدالحكيم بلحاج وبرعاية علي الصلابي المقيم في قطر، مؤكدة معرفة الأجهزة البريطانية بكل صفقات هؤلاء الإرهابيين الليبيين منذ أيام نظام القذافي وفيما بعد مع الدعم القطري والتركي، خاصة أن بعض قيادات تلك التنظيمات ما زالوا يقودون ميليشيات مثل إسماعيل الصلابي وغيره.