صور الرئيس الإيراني حسن روحاني، أمس الجمعة، منافسيه المتشددين في الانتخابات الرئاسية على أنهم بيادق لقوات الأمن الإيرانية متعطشون للسلطة في تخط كبير للحدود المعتادة في المشهد السياسي الإيراني وذلك خلال مناظرة تلفزيونية أخيرة قبل أسبوع من التصويت. واكتسح روحاني انتخابات الرئاسة السابقة قبل أربع سنوات بوعود بتقليل عزلة إيران الدولية ويسعى للفوز بولاية ثانية من خلال إشعال حماسة الناخبين الإصلاحيين بعد أن تبددت آمالهم بشأن الإصلاحات الاقتصادية وبسبب بطء وتيرة التغيير الاجتماعي. ورغم أن روحاني صور نفسه طويلا كبرجماتي أكثر منه إصلاحي متحمس فقد بدا أنه يحاول الابتعاد عن تلك الصورة المعتدلة في الأيام الماضية في مسعى لجذب أصوات ناخبين يريدون مواجهة أقل في الخارج وحريات أكثر في الداخل. وفي مناظرة حامية الوطيس استمرت ثلاث ساعات مع منافسيه استهدف روحاني مؤسسات تعتبر محصنة من النقد ومنها المؤسسة القضائية والحرس الثوري وهو وحدة خاصة في الجيش تتحكم في قسم ضخم من الاقتصاد الإيراني. وقال روحاني لمنافسه المتشدد الرئيسي إبراهيم رئيسي في المناظرة "سيد رئيسي.. يمكنك أن تشوه سمعتي بقدر ما تشاء. كقاض في المحكمة الشرعية يمكنك حتى أن تصدر أمر اعتقال. لكن من فضلك لا تسيء استغلال الدين من أجل السلطة". ورئيسي مسؤول قضائي يحظى بدعم الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي. وفي مرحلة أخرى من المناظرة قال روحاني "بعض الجماعات الأمنية والثورية تنقل الناس بحافلات إلى مؤتمراتكم الانتخابية... من يمولهم؟" وصور منافسه الرئيسي الآخر رئيس بلدية طهران محمد باقر قاليباف، وهو قيادي سابق في الحرس الثوري وفي الشرطة، على أنه بلطجي تباهى شخصيا بقمع متظاهرين شباب. وقال روحاني "أردت أن تبرح الطلبة ضربا". ووجه أبرز منافسان لروحاني انتقادات لاذعة تركزت أغلبها على سجله الاقتصادي وقالا إن البلاد فقدت الكثير من الوظائف وارتفعت الأسعار على الرغم من اتفاق توصل له روحاني في 2015 مع قوى عالمية لرفع العقوبات مقابل كبح البرنامج النووي الإيراني.