افتتحت المفوضية السامية لشئون اللاجئين مخيم حمام العليل الجديد لتوفير المأوى لآلاف العراقيين الذين نزحوا مؤخرًا والذين يستمرون في الفرار من العمليات العسكرية في غربي الموصل. وبدأت أول دفعة من العائلات والبالغ عددهم 500 عائلة نازحة بالتوافد لمخيم حمام العليل 2 اليوم الأربعاء، وتتسلم كل عائلة حسب حجمها خيمة والاحتياجات الأساسية الأخرى المتضمنة بطانيات وحصائر وموقد للطبخ ومصباح يعمل على الطاقة الشمسية وعدة مطبخ. وحتى اللحظة تم تحضير2.500 خيمة والتي ستكفي لإيواء أكثر من 15.000 شخص، وتقارب المرحلة الثانية من المخيم على الانتهاء وحينها ستزداد السعة الكلية لحوالي 30.000 شخص. وبحسب بيان لبعثة الأممالمتحدة للعراق (يونامي)، تلقت "بوابة العرب" نسخة منه، قالت كاضي عواد طه ذات الستون عامًا ووالدة لثلاثة أولاد عميان والذين لاذوا بالفرار من منطقة بادوش في غربي الموصل: "أصبحت الحياة صعبة للغاية خصوصًا مع شحه الطعام وكنا نأكل دقيق الحنطة فقط." وأضافت: "غادرنا القرية بحدود الساعة 7 مساءً ومشينا قرابة الست ساعات ونحن نشعر بالخوف ونتضور جوعًا وما زاد الرحلة صعوبة هو وجود أولادي العميان الثلاثة معي". وقال ابنها البكر أسامة: "نحمد الله لأنهم لم يرونا لأنهم لو فعلوا لكانوا قد قطعوا رءوس العائلة بأسرها". ويعد مخيم حمام العليل الواقع قرابة ال 25 كم جنوب الموصل موقع العبور لآلاف العائلات النازحة التي لاذت بالفرار من الصراع الدائر غربي الموصل حيث يرسلون هناك لإجراء آخر مراحل الفحص الأمني. وقد امتلأ الموقع بالإضافة للمخيم الحكومي المجاور له بالنازحين وتم نقل العديد من العائلات إلى مخيمات ومناطق أخرى تقع شرقي الموصل حيث تتوافر المزيد من المساحة. ويوفر مخيم حمام العليل 2 الجديد الفرصة للنازحين الجدد بأن يتم إيواؤهم بمناطق أقرب إلى مناطقهم الأصلية. من جهته قال ممثل المفوضية السامية لشئون اللاجئين برونو جيدو: "تم افتتاح مخيمنا مع استمرار تصاعد أعداد الناس الذين يلوذون بالفرار من غربي الموصل. ومن المعتقد بأن حوالي نصف مليون شخص لا يزالون في الجزء الغربي للمدينة ونحن نخشى بأنه من المحتمل أن يكون هناك المزيد من موجات النزوح للناس الفارين من الموصل". وأضاف "جيدو": "نحن نعمل على مدار الساعة لتحضير المزيد من المخيمات والمأوى لتكون جاهزة لاستقبال العائلات التي تصل وهي تعاني من الإرهاق والجوع والعطش وغالبًا في حالة من الصدمة." ووفق الإحصائيات الحكومية فقد نزح أكثر من 400،000 شخص من الموصل والمناطق المحيطة بها منذ شهر أكتوبر الماضي بشكل كلي عندما انطلقت العمليات العسكرية وهذا يتضمن حوالي 282،000 شخص نزحوا من غربي الموصل منذ منتصف شهر فبراير. ويقدر عدد العائدين إلى مناطقهم بحوالي 91،000 شخص. وتتكلم العائلات التي فرت من غربي الموصل عن تدهور الأوضاع مع ازدياد حدة الصراع مع شحه كبيرة في الغذاء والوقود والماء. ويعد مخيم حمام العليل 2 واحدًا من 11 مخيم شيدتها المفوضية السامية لشؤون اللاجئين من أجل الاستجابة لموجة النزوح ذات النطاق الواسع من الموصل والمناطق المحيطة بها. كما يوجد موقعان آخران قيد الإنشاء احدهما هو مخيم حسن شام 2 من المخطط له أن يفتتح في منتصف شهر أبريل الجاري.