أكد وزير الخارجية الصيني وانغ يى أن الصين لن تقلل من دعمها لأفريقيا مهما حدث من تغيرات فى الأوضاع الدولية على الصعيدين السياسي والاقتصادى، منوها بالمستقبل المشترك الذي يربط بين الصين ودول القارة السمراء وبتعاونهما الذي شبهه بالتعاون بين الإخوة. وشدد فى تصريحات صحفية أدلى بها اليوم على هامش فعاليات افتتاح الدورة الجديدة للمجلس التشريعي الصيني، على حرص الصين على الوفاء بوعدها الذى قطعته على نفسها خلال قمة منتدى التعاون الصيني الأفريقي فى جوهانسبرج في ديسمبر 2015 بتقديم دعم بقيمة 60 مليار دولار أمريكي إلى أفريقيا، مشيرا إلى أن ما يتميز به التعاون الصيني الأفريقي هو وفاء الصين بوعودها دائما، حيث أوضح أن قرابة نصف الدعم المالي المذكور تم دفعه أو تمت بالفعل الترتيبات بخصوص تقديمه للجانب الأفريقى. وأشار وانغ إلى أنه يجري تنفيذ نتائج قمة جوهانسبرج بشكل سريع في جميع النواحي، بما في ذلك مشاريع السكة الحديدية في إثيوبيا وجيبوتي وكينيا، فضلا عن المنطقة الاقتصادية الخاصة في جمهورية الكونغو ومشروع تطوير ميناء متكامل في تنزانيا وعدد من المناطق الصناعية في جميع أنحاء القارة. جدير بالذكر أن حجم التجارة بين الصين والدول الأفريقية بلغ 149.2 مليار دولار أمريكي في عام 2016، لتصبح الصين أكبر شريك تجاري للدول الأفريقية لثماني سنوات على التوالي. وأفادت بيانات صدرت على الموقع الإلكترونى الرسمى لوزارة التجارة الصينية الأسبوع الماضى بأن الصادرات الصينية إلى الدول الأفريقية بلغت 92.3 مليار دولار أمريكي، في حين بلغت الواردات الصينية من أفريقيا 56.9 مليار دولار أمريكي في عام 2016. من جهة أخرى، سجلت تدفقات الاستثمارات الصينية المباشرة غير المالية في افريقيا 3.3 مليار دولار أمريكي في عام 2016، وشملت قطاعات البناء والتعدين وتجارة الجملة والتجزئة والصناعات التحويلية وغيرها . ووفقا للوزارة وقعت الشركات الصينية على عقود لمشروعات جديدة بقيمة 82 مليار دولار أمريكي في افريقيا في السنة الماضية، بزيادة 8 فى المائة، لتصبح افريقيا ثاني أكثر سوق للشركات الصينية من حيث المشروعات المتعاقدة في خارج البلاد . ويعود تاريخ العلاقات الدبلوماسية الصينية الافريقية الى 60 عاما، حافظ خلالها الجانبان على الاسس التى بنيت عليها تلك العلاقة العميقة بينهما والتى ترتكز على الصداقة والثقة والدعم المتبادلين. وفضلا عن تعهدها خلال قمة جوهانسبرج بتقديم مبلغ 60 مليار دولار كمساعدات مالية للدول الافريقية، منها 10 مليارات دولار لصندوق التعاون الصيني الافريقي في مجال قدرات الانتاج، اتفقت الصين مع الدول الافريقية على رفع علاقاتهما إلى مستوى الشراكة التعاونية الاستراتيجية الشاملة واعلنت عن وضع 10 خطط كبرى للتعاون لمساعدة القارة على تسريع وتيرة التحول الصناعي والتحديث الزراعي وتقوية البنية الأساسية. وأعلنت الصين خلال تلك القمة انها ستقدم المزيد من فرص التدريب والتعليم لافريقيا لمساعدتها في إيجاد كوادر مدربة فى المجالات التى تحتاج اليها. وفى إطار جهود تعزيز التبادلات الشعبية والثقافية بين الصين وافريقيا، قدمت الحكومة الصينية أيضا الدعم لمزيد من الرحلات المباشرة بين الجانبين وتعهدت بتقديم المساعدة في بناء 5 مراكز ثقافية لافريقيا. وخلال ما يزيد على سنة مضت، تعهدت الصين أمام الدول الافريقية بالمشاركة في جهود تقليل الفقر. ووفقا لتقرير لوكالة شينخوا الصينية الرسمية فإن الصين منحت افريقيا قروضا تزيد قيمتها على 20 مليار دولار منذ عام 2012 لدعم تنمية البنية الأساسية والاستثمار والشركات الصغيرة والمتوسطة والزراعة والتصنيع، كما وضعت الحكومة الصينية قرابة 900 برنامج مساعدة في أفريقيا للزراعة والصحة والتعليم ومجالات اخرى، ووفرت فرص تدريبية لأكثر من 30 ألف مواطن أفريقى منذ عام 2012. ومنذ تفشي وباء الإيبولا في عام 2015، قدمت الصين مساعدات إنسانية بقيمة 117 مليون دولار وأرسلت المئات من الفرق الطبية إلى الخطوط الأمامية في غرب أفريقيا التي تفشى بها المرض.