صرحت المهندسة داليا السعدني صاحبة المركز ال13 على مستوى العالم في التصميم، أنها على أتم الاستعداد للتطوع بإمداد هيئة الأبنية التعليمية بالأفكار التي من شأنها جعل الفصول الدراسية بيئة جاذبة للطلاب لا طاردة لهم، بحيث يستمتعون بوجودهم في الفصل، بدلا من شعورهم بالملل والخمول وغياب التركيز. قائلة إن حالة الملل عدم القدرة علي التواصل ترجع إلى البيئة المحيطة له وليس بسبب المواد التي يدرسونها، خاصة وأنها انتهت مؤخرًا من إعداد أحد مراكز التدريب الأجنبية في مبنى بمنطقة وسط البلد، واستطاعت توظيف الخامات البسيطة في إعادة تأهيل المكان، رغم ضيق مساحته، وضعف سلامته الإنشائية بحكم عمره الزمني، ويقع المركز في الجريك كامبوس بالجامعة الأمريكية في وسط البلد، والذي حاز أيضًا على إشادة من طلاب أكثر من 40 فرعا لهذا المركز حول العالم، بالإضافة إلى مشاركتها به في 4 مسابقات دولية مع دراسة علي أهمية تأثير التصميم على الإبداع والتركيز والدراسة بشكل أفضل. وأكدت المهندسة داليا السعدني: "هناك دراسة خاصة عن سيكولوجية الألوان، ومدى تأثيرها على النفس البشرية، سواء في الفراغات للتحفيز أو التهدئة أو التنشيط، وخاصة في الأبنية التعليمية، فمعظم المدارس الحكومية تسبب الاكتئاب، ليس فق بسبب الألوان ولكن في التصميم وأيضًا عدم الاعتناء بعنصر الخضرة والساحات وتوزيع الفراغات، وهو ما تم مراعاته في المبنى الذي قمت بتصميمه، والذي استغرق ما يقرب من 11 شهرا، ما بين التصميمات التي كانت جاهزة خلال شهرين بينما في الباقي تم تنفيذ المشروع الذي لم يكن مجرد ديكورات أو تشطيب داخلي، حيث اكتشفنا أن المكان بحاجة إلى إعادة إنشاء بشكل كبير، بسبب وجود من المشاكل الإنشائية، لأنه مثلا لم يوجد به سقف، أو دعم للأعمدة، يتب كما أن المبنى قديم جدا، ولم تكن له أي رسوم". وعن عدد المشاركين في توصيل هذا المشروع لشكله فقالت داليا السعدني "وصل عدد الشركات التي شاركت في عملية إنشاء هذا المكان ما يقرب من 30 شركة متنوعة أما عدد الأشخاص الذين عملوا في المشروع فوصل عددهم تقريبا إلى 400 شخص في كل المجالات خاصة وأن العمل به العديد من التفاصيل". وأضافت "ولأن المكان المطلوب بنائه ليس شركة بل مكتبًا ومركز تدريب فبالتالي أنا في حاجة لمكان مخصص للشباب ويكون مشجع لهم، وهذا النوع من المباني له دراسات خاصة في المباني التعليمية فلا بد من مراعاة الفراغات والألوان والاستخدامات والعديد من الأشياء الأخرى، فنحن نتحدث عن مبنى في وسط البلد، ونشاط الشركة والغرض من المكان وعناصر كثيرة أخرى، لأننا كنا نريد عمل شخصية للمكان ونقول إنه موجود في مصر ومرتبط بالشخصية المصرية وهو ما ظهر من خلال الخامات الموجودة حيث تم الربط من خلال الحديد الموجود في الواجهات وله شكل إسلامي، بالإضافة إلى أن الإطار العام كان لا بد من إظهار هذه الشخصية فيه، وهو أمر كان عبء لأن المكان ليس كبيرا، حوالي 420 مترًا ولكن به العديد من الاستخدامات، وكان لا بد من التفكير في طريقة لاستخدام هذا المسطح بشكل جيد حتي يتم أيضا إحداث نوع من الانسيابية في الرؤية من خلال اللعب في مجموعة من العناصر، وهو ما كان أشبه بعمل غسيل مخ للشخص الموجود بالمكان حتي لا يشعر بأبعاد المكان فلم نستخدم حوائط ثابتة بأبعاد ثابتة، من خلال أبعاد هذه الغرفة وأولها وآخرها، فلعبت علي مجموعة من الخدع لا يمكن من خلالها أن يشعر من في المكان بضيقة بل يرى اتساع وفراغات كثيرة وبالتالي يشعر بأن المكان أكبر وهو ما حدث بالفعل، فكل من رأى المكان شعر بأنه أكبر من المرسوم على الورق".