تناول كبار كتاب المقالات بالصحف الصادرة اليوم الاثنين، عدداً من الموضوعات منها نقد العلاقة بين الإدارة الأمريكية الجديدة وإسرائيل بشأن المستوطنات، ودور الجامعة، وكذلك حادث طلاب كلية صيدلة الإسكندرية. ففي مقال الكاتب مكرم محمد أحمد بصحيفة "الأهرام" تحت عنوان "مجرد عتاب ناعم"، تناول الكاتب تحذير الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، إسرائيل من نشر المزيد من المستوطنات في الضفة والقدس، باعتبارها مجرد خطر محتمل على استمرار عملية السلام، وهو تجنب الإدانة الواضحة والمباشرة لعمليات الاستيطان. ونقل الكاتب رد فعل معظم الصحف الأمريكية التي وصفت موقف الإدارة الجديدة بأنه "مجرد عتاب ناعم!"، لأنه لم يعتبر للسلوك الإسرائيلي بوصفه عملا غير قانوني يخالف الشرعية الدولية وقرارات مجلس الأمن ويشكل عقبة رئيسية أمام جهود التسوية السلمية تغلق الطريق على حل الدولتين. واستعرض الكاتب الجدل داخل إسرائيل حول مغزى وطبيعة التحذير الأمريكي، واعتباره تخفيفا للموقف الأمريكي الذي أدان المستوطنات على امتداد السنوات الثماني الأخيرة، أو أنه يمثل إشارة خضراء تؤكد للإسرائيليين أن الولاياتالمتحدة لن تتخذ أية إجراءات محددة إزاء قرار التوسع الاستيطاني، أو كونه طلقة تحذير تلزم نتينياهو مراجعة مواقفه؟!. ويقول الكاتب "من الصعوبة بمكان اعتبار البيان الامريكى تحذيرا حقيقيا يلزم نيتانياهو وقف عمليات الاستيطان فى ظل سياسات ترامب التى لا تخفى انحيازها وتعاطفها الشديد مع إسرائيل، وثقته الشديدة فى معاونيه المعنيين بقضية الشرق الاوسط وأولهم كبير مستشاريه جراد كوشنير زوج ابنته اليهودى المحافظ الذى يفتقد اية خبرة سياسية ومع ذلك يؤكد ترامب ان عدم نجاحه فى انجاز تسوية سياسية للصراع العربى الاسرائيلى يعنى أن أحدا آخر لن يستطيع إنجاز المهمة!،ولا يعنى ذلك ان الطرق معبدة امام ترامب بما يمكنه من نقل السفارة الامريكية إلى القدس فى ظل مؤشرات مهمة تؤكد الاحتمالات المتزايدة لتصاعد أعمال العنف فى الشرق الاوسط وتقويض جهود ترامب فى الحرب على الارهاب، وان كان من المؤكد ان الكثير من ردود افعال ترامب سوف يتوقف على مدى إمكان توحيد الجهود العربية فى موقف واضح وحاسم. أما الكاتب فهمي عنبة، فتناول في مقاله بصحيفة "الجمهورية" تحت عنوان "جامعة القاهرة .. وقرارات نصَّار"، الإشادة برئيس جامعة القاهرة الدكتور جانب نصار، بوصفه يستحق هذا المنصب الرفيع لإعادة دور الجامعة في خدمة المجتمع، ومثنياً على قراره بدعم المشروعات البحثية التطبيقية ذات الأولوية المجتمعية؛ التي يقوم بها أعضاء هيئة التدريس وتسهم في طرح حلول للمشكلات التي تواجه التنمية والتقدم وبناء الوطن والإنسان المصري وهذه أهم رسائل أي جامعة. واعتبر الكاتب أن الدولة بحاجة إلى إعادة بناء نفسها عبر المبتكرين والمفكرين في سياق إبداعي وغير تقليدي بدون روتين أو بيروقراطية، دون خشية من الصوت العالي وجماعات الضغط من المستفيدين من الوضع الراهن. وتطرق الكاتب لاستعراض الدور الوطني التاريخي لأساتذة وعلماء وطلاب جامعة القاهرة علي مدي أكثر من 100 عام، إلى جانب الدور العلمي والمجتمعي متمثلاً في عشرات الآلاف من رسائل الدكتوراه والماجستير، والأبحاث التي تمثل إضافة في كل فروع العلم. ورأى الكاتب أن قرارات الدكتور جابر نصار، يراها البعض صادمة، ولكنها تصحيح لأوضاع خاطئة في المجتمع، تنبع من مسؤولية مجتمعية. واستمر كتاب الأعمدة في انشغالهم بكل ما يرتبط بالجامعة ليسطر الكاتب جلال عارف في صحيفة "الأخبار" تحت عنوان "عن أوتوبيس الصيدلة!"، متناولاً حادث أتوبيس طلبة صيدلة الإسكندرية في نويبع، ومعبراً عن الأسى والحزن، ومقدماً العزاء لأهلهم وزملائهم وأصدقائهم، ومعتبراً أن تلك الدماء البريئة صيحة توقظ ضمائر الجميع لسد مواطن الخلل، وتجنب المزيد من الضحايا. وناقش الكاتب أسباب وقوع الحوادث ومنها السرعة الفائقة، واحتراق الفرامل، وحالة السيارة، وعدم معرفة السائق بجغرافية المكان والمنحنيات الخطرة علي الطريق، بوصفها مكررة مع كل حادث مأساوي من حوادث الطرق. وطرح الكاتب تساؤلات "لماذا لم يتم تركيب أجهزة تثبيت السرعة في كل أوتوبيسات السياحة، كما وُعِدنا بعد كل حادث؟!"، مسلماً بأن الأعطال الطارئة واردة، ولكن "هل تم فحص السيارة فحصاً كاملاً ومطمئناً، قبل هذه الرحلة، وقبل كل رحلة"، وكذلك عن إمكانية وجود دليل يصحب السائق حتي يعبر هذه المنطقة، ويرشده حتي يتجنب الخطر؟!. وقال الكاتب إن ما يطرحه يتجدد مع كل حادث ومأساة، في ظل تقاعس مسؤولين عن تنفيذ برنامج شامل وضروري يضم السلامة علي الطريق، ويفرض الرقابة علي السائقين، ويتأكد من صلاحية كل سيارة، خاصة السيارات العامة والسياحية، ولكنه (الكاتب) لا يفقد الأمل في أن يأتي اليوم الذي تتوقف فيه هذه المأساة.