فى عالم كرة القدم لا يوجد ما يسمى ب"العقدة" بعد أن كثر الحديث مؤخرًا عن ارتفاع حظوظ منتخب المغرب بالفوز على مصر فى لقاء الأحد، حين يلتقى الشقيقين فى دور ال8 من بطولة الأمم الأفريقية المقامة حاليًا بالجابون. وكان هناك حديث مماثل في السابق عن العقدة الجزائرية والتونسية لمصر، لكن منتخبنا الوطني نجح في الفوز على المنتخبين أكثر من مرة خلال السنوات الأخيرة سواء على مستوى المنتخب الأول أو الأندية في البطولات الأفريقية. هناك بعض المعطيات التي تصب في صالح منتخب مصر تحت قيادة الأرجنتينى هيكتور كوبر، فهو المنتخب الذي لم يهزم وصاحب أقوى خط دفاع في المسابقة ولم تهتز شباكه حتى الآن. كما أن بقاءه في نفس المدينة "بورت جنتيل" التي يوجد بها منذ انطلاق المسابقة وخوضه للقاء على نفس الملعب، الذي خاض عليه مبارياته الثلاث السابقة واعتياده على أرضية الملعب السيئة التي ستقام عليها المباراة يصب فى مصلحته على عكس منتخب المغرب. ودائمًا ما تتسم المباريات بين بلدان شمال أفريقيا بالتوتر والشد العصبي، الذي يؤدي إلى بعض المشاحنات، مثلما حدث بين المنتخب المصري ونظيره الجزائري في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2010 في جنوب أفريقيا. وتأهل منتخب مصر إلى دور الثمانية متصدرًا المجموعة الرابعة بسبع نقاط، بعد التعادل مع مالي والفوز على كل من أوغنداوغانا. أما المغرب فاحتل المركز الثاني في المجموعة الثالثة بست نقاط بعد منتخب الكونغو الديمقراطية، الذي احتل صدارة المجموعة ليواجه منتخب غانا. تاريخ المواجهات يصب فى مصلحة أسود الأطلس: كان آخر فوز لمنتخب مصر على المغرب عام 1986، وبصفة عامة تقابل المنتخبان في 27 مباراة، كان الفوز من نصيب المغرب في 14 مرة مقابل انتصارين فقط لمصر، بينما تعادل الفريقان في 11 مباراة. وكان آخر فوز للمغرب على مصر عام 2001، في التصفيات الأفريقية المؤهلة لكأس العالم، بهدف سجله مصطفى حجي، آخر مواجهة في 2006 وانتهى اللقاء سلبيًا في بطولة الأمم بمصر، سجل المنتخب المغربى 32 هدفًا مقابل 13 لمصر. *الفرنسى "هيرفى رينارد" أخطر أوراق المغرب ! المدير الفني الفرنسي هيرفي رينارد يعتبر أخطر ما فى منتخب المغرب لأنه يعلم جيدًا إمكانيات لاعبيه ويستطيع تغيير طريقة اللعب حسب مجرى المباريات، ويلعب دائمًا بطريقة 5-3-2، وهو التشكيل الذي لعب به في جميع مباريات البطولة حتى الآن ، ويعتمد دائمًا على تشكيل مكون من: حراسة المرمي.. منير المحمدي حارس مرمى. خط الدفاع.. مهدي بن عطية، مانويل داكوستا، روماني سايس، حمزة منديل، نبيل ديرار. خط الوسط.. نبيل الأحمدي، مبارك بوصوفة، عدنان القادوري، فيصل فجر. ويقود الهجوم.. عزيز بوحدوز. تتحول الخطة خلال ال90 دقيقة إلى 3-5-2 بتقدم الثنائي ديرار وحمزة منديل إلى الأمام كجناحين، كما حدث في مباراة توجو، وكان معدل التمركز الخاص بالظهير الأيمن، في العمق الهجومي، وترك مكانه الدفاعي بالكامل، وقد تكون هذه الثغرة مفتاح فوز المنتخب فى اللقاء. رينارد يمتلك خبرة الأدغال الأفريقية، خاصة أنه توج باللقب في آخر نسختين مع منتخب زامبيا 2013 وكوت ديفوار 2015. رينارد بدأ البطولة بهزيمة أمام الكونغو أتبعها تغيير في التشكيل الأساسي، بتواجد فيصل فجر، لاعب ديبورتيفولاكورونا، بدلًا من المهدي كارسيلا، وهو التغيير الذي أعطى حيوية للمغرب بشكل كبير. ويعتبر فيصل فجر لاعب الوسط المهم للمغرب ومن أفضل لاعبي البطولة، صنع هدفين للمنتخب المغربي وسادس أفضل لاعب في البطولة صنعًا للكرات الخطيرة لزملائه وأكثر لاعب في البطولة لعبًا للكرات العرضية ويجيد الكرات الثابتة بشكل رائع، وكاد أن يسجل من إحداها في مرمى كوت ديفوار. ويعيب فيصل فجر فقط معدل التمريرات الخاطئة، حيث تزيد نسبة تمريراته الخاطئة عن 35%. وبالنسبة لحراسة المرمى استطاع الحارس منير المحمدي حماية مرمى فريقه خلال العديد من الكرات الخطيرة جدًا، وهو ثالث أفضل حراس لبطولة من حيث عدد التصديات بنسبة 80%، بعد موكوروفا حارس زيمبابوي وكوفي حارس بوركينا. هناك بعض العيوب الواضحة في خط دفاع المغرب، لكن لاعب العمق الدفاعي روماني سايس يؤدي بطولة ممتازة جدًا، فعدد تشتيت الكرات الصعبة من مناطق دفاع فريقه 16 كرة، وهو معدل جيد جدًا، ويتفوق عليه حجازي 20 كرة وجبر 24 كرة، واستخلص الكرة في 13 مناسبة من أصل 26. المنتخب المغربي يمتاز بالفعالية الهجومية، فعلى الرغم من اعتماد رينارد على 5 لاعبين في الخط الدفاعي، إلا أن المنتخب المغربي سادس أعلى منتخب في التسديدات على المرمى 40 تسديدة، بينما المنتخب المصرى سدد 27 تسديدة فقط. يوسف النصيري، لاعب خط الوسط المغربي، هو ثالث أعلى لاعبي البطولة من حيث المحاولات على المرمى، حيث سدد 9 مرات على المرمى وسجل هدف وحيد في مرمى توجو. المغرب لديها مهاجم من طراز عالي وهو عزيز بوحدوز، كما ظهر العليوي بشكل جيد، وسجل أمام كوت ديفوار. على مستوى الأظهره، نجد دائما حمزة منديل، الظهير الأيسر، ونبيل درار الظهير الأيمن، في الشكل الهجومي لمنتخب المغرب مما يعطي زيادة عدديه مع ثلاثي الوسط وثنائي الهجوم، ليهاجم المنتخب المغربي ب7 لاعبين. هجمات المنتخب المغربي تعتمد على الكرات الطويلة والهجمات المرتدة، فبعدما يترك المغرب الكرة للخصم ويقتنصها مجددًا، تًلعب طويلًا في الأطراف. عمق الدفاع يعاني المنتخب المغربي من عدم التفاهم في عمق الدفاع، ومع وجود مروان محسن أو كهربا في العمق، أو مع انطلاقات صلاح في هذه المنطقة بالتحديد، يستطيع المنتخب المصري تشكيل خطورة كبيرة على العمق المغربي . فى النهاية منتخب المغرب يعتمد على عدد من الأوراق الرابحة لدية ومع الإندفاع المتوقع للاعبيه فى ظل اعتماد كوبر المدير الفنى للفراعنة على اللعب بطريقة دفاعية بحتة، سيكون وقتها اندفاع المغرب سلاح ذو حدين، لا سيما أن لدينا مهارات فردية فى صفوف منتخبنا المصرى لو تم الاعتماد عليها فى ظل عدم التفاهم بين الدفاع المغربى ووقت الاندفاع ستكون الغلبة لمصر فى الوقت الذى يرتفع فيه الآداء العام من مباراة لأخرى وزيادة التجانس بين لاعبينا .