كشف ماجاريتس شيناس، المتحدث باسم الجهاز التنفيذي الأوروبي، النقاب عن أن المفوضية الأوروبية تنظر بقلق شديد لمحاولات بريطانيا إجراء مفاوضات لعقد اتفاقيات تجارة حرة مع عدد من الدول، خاصة الولاياتالمتحدةالأمريكية، وذلك قبل خروجها من الاتحاد. وقال شيناس - في تصريح نقلته وكالة أنباء /آكي/ الإيطالية- إن المفوضية تكرر تأكيدها على موقفها الرافض لأي مفاوضات حول اتفاقيات تجارة حرة ثنائية، و"بموجب المعاهدات السارية، لا يمكن لأي دولة عضو التفاوض مع طرف آخر حول اتفاقيات تجارية، فالأمر من صلاحية الاتحاد حصراً". ونقل شيناس عن رئيس المفوضية، جان كلود يونكر، شعوره بالانزعاج من قيام بعض الدول الأعضاء في الاتحاد ببدء التفاوض على اتفاقيات تجارة حرة قبل أن يتركوا التكتل الموحد، وهذا في إشارة واضحة لبريطانيا. يأتي التركيز على المواقف الأوروبية مرة أخرى، في وقت تترقب فيه بروكسل قيام لندن بتقديم إخطار رسمي بنيتها الخروج من الاتحاد وتفعيل المادة 50 من معاهدة لشبونة الناظمة لهذه العملية، حيث نوه المتحدث بأنه "لا تكهنات قبل ذلك". ومن المنتظر أن تقدم لندن الإخطار المطلوب قبل نهاية شهر مارس القادم، ما يعني أن الاتحاد الأوروبي لن يخرج فوراً من حالة عدم اليقين والترقب التي أدخله فيها الاستفتاء البريطاني على الخروج في 23 يونيو الماضي. يأتي حرص المفوضية الأوروبية التأكيد على موقفها في وقت يترقب فيه العالم لقاء بين الرئيس الأمريكي الجديد دونالد ترامب، ورئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي الجمعة القادم. وكان ترامب قد "أثنى" على نية بريطانيا الخروج من الاتحاد ووعد بعقد اتفاقية تجارية معها، ما أثار حفيظة الأوروبيين، الذين يخشون أن يشجع الأمر دولاً أخرى على الخروج من تحت مظلة بروكسل. وتؤكد مؤسسات الاتحاد الأوروبي أن مفاوضات خروج بريطانيا من الاتحاد ستستغرق عامين، يبقى هذا البلد خلالها عضواً كاملاً في التكتل الموحد.