في مقتبل عام المرأة فاجأتنا هدير مكاوي، تلك الفتاة التي أثارت بقضية زواجها العرفي وإنجابها طفلًا رفض والده الاعتراف به، جدلًا واسعًا على مواقع التواصل الاجتماعي، ولاقت كثيرًا من التأييد، بينما على الجانب الآخر انتقدها كثيرون لأسباب متعددة. هدير فتاة عشرينية ارتبطت سرًا بشخص قالت: إنه كان قبل عام ونصف، بعدما رفضته أسرتها، وبعد شهور قليلة حملت الفتاة، لكن زوجها طلب منها التخلص من الجنين، الأمر الذي رفضته وأنجبت، وأذاعت الأمر على العامة عبر صفحتها على "فيسبوك". تعجبت كثيرًا من النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي الذين دعموا هدير وأطلقوا هاشتاج single mother ، هذه الظاهرة الحديثة على مجتمعنا التي لا يقبلها بأي سبب من الأسباب، فالسيدة ريم العذراء هي الوحيدة التي ينطبق عليها لقب single mother في تاريخ البشرية، ورغم كل هذا عندما علمت ما في أحشائها قالت: "يا ليتني مت قبل هذا"، رغم أنها تعلم أن رب السماوات يؤيدها ويحميها، أما في أيامنا هذه تُجاهر الفتيات بهذه الأفعال تحت مسمى "الحب والانفتاح"، وانتقلنا إلى الجهر بالمعصية ودعمها. حقيقة أنا لا أؤيد هدير وأعتبرها مخطئة في حقها وحق أسرتها وفي حق طفلها "آدم" الذي شوَّهت مستقبله بمجرد أنها حاولت أن تفتعل ضجة و"شو" حولها حتى تكسب تعاطف المجتمع لكي تضغط على أسرتها أولا وعلى أسرة الشاب ثانيًا لقبول نسب الطفل، النسب لا أريد التحدث فيه؛ لأن القضية أصبحت في يد القضاء الذي سيقول كلمته. مفهوم الحرية أو الليبرالية التي يتشدق بها معظم النشطاء، ليس معناه أن نفرط في قيمنا الأخلاقية والمجتمعية والدينية وعاداتنا وتقاليدنا التي تربَّينا عليها، لا يوجد دين يسمح بأن فتاة تخطئ، وتجاهر بالخطيئة، وتنجب طفلا دون زواج شرعي ورسمي. إن تعاطفت وأيدت في هذه القصة، سيكون تعاطفي مع الطفل الذي وُلِد بين أم مخطئة على كافة المناحي وأب ليس في قلبه رحمة، ولا يعرف معنى الرجولة ولا المسئولية. سؤال واحد أطرحه على كل من يؤيد هدير في فعلتها: لو كانت أختك أو بنتك فعلت هذا.. هل كنت ستؤيدها وتدعمها أم ستتبرأ منها؟ ورسالتي إلى كل من يدعمون هدير، لا تنسوا أن لنا أخوات وبنات لا نريد أن يفعلوا ما فعتله هدير، حتى لا نصبح مجتمعًا بلا أخلاق ولا فضيلة ولا حتى عادات، وإلا سوف نضع الفرصة لكل فتاة رفض أهلها الارتباط بشاب من وجهة نظرهم أنه لا يصلح أن يكون زوجًا، فتقع الفتاة في براثن الحرية المزيفة فتتخطى أهلها، وتفعل مثلما فعلت هدير ظننًا منها بأنها تمارس حقها، والمجتمع سيساندها، توقفوا عن هذا الهراء أوقفوا هذا الهاشتاج الذي يثبت انهيار أخلاقنا. وأخيرًا: رسالتي إلى الحكومة والمجتمع بضرورة الحفاظ على الطفل الذي لا ذنب له؛ لأنه مواطن له واجبات وحقوق فلا نكون مثل والديه الذين مارسوا علاقة تحت مسمى الحب والحرية دون النظر إلى مصيره الذي سيعاني منه في المستقبل.