الأمومة فطرة، وحلمها يراود كل فتاة، لكن ماذا إن تاخر تحقيق هذا الحلم بفعل تأخر الزواج وإيجاد الشريك المناسب؟، ثم ماذا إن فقدت المرأة خصوبتها قبل أن يأتيها ذلك الزوج مناسب؟، فهل تحرم من تلك الفطرة؟. الطب لايتوقف والأبحاث لاتنتهي وحرص الفتاة على تحقيق الحلم أمر مشروع تستميت في تحقيقة، فما كان من ذلك إلا أن سعت الفتيات وراء ذلك الحلم، واستفز ذلك الأطباء في محاولة فك طلاسم تلك المعضلة، فتوصلوا إلى طريقة علمية للإحتفاظ بوازع الأمومة وبقائها... إنه "تجميد البويضات". "تجميد البويضات" تلك كان الحل السحري الذي يمكن لكل امرأة أن تحتفط ببويضاتها في مرحلة الخصوبة، وذلك حتى تستحدمها في مرحلة لاحقة من حياتها، وعندما تتوفر الظروف لذلك أو عندما تكون أكثر استعدادا للإنجاب وتكوين أسرة. لكن كان للطب رأي آخر ينافي تلك الرغبة التي تدرسها الفتيات، فيقول دكتور أحمد حامد مدير إدارة الوراق الصحية، اخصائي النساء والتوليد ل "البوابة نيوز"، أن هناك نوعين من التجميد، نوع سريع، وآخر بطئ، وأن تعرض أي شئ للتجميد يعرضة لتغيرات في الجينات والكروموسومات، كما أنه فعل غير مضمون، مشيرة إلى أنه في حالتين فقط يمكن اللجوء لفكرة تجميد البويضات، في حالة أن المرأة تحتاج لإستئصال المبيض، أو تعرض أحد المبايض لإستئصال ونخشي على المبيض الآخر، أما الحالة الثانية هو إصابة المرأة بورم وتحتاج إلى علاج كيميائي أو بالإشعاع مما يدمر المبيض، فيتم الحصول على البويضات حتي يتم الشفاء. ورفض حامد فكرة اللجوء إلى تجميد البويضة عندما يتأخر الزواج، مشيرا إلى أن رحم المرأة في سن الإنجاب ليس مثلما هو في سن الأربعين، فالرحم في فترات الإنجاب جاهز كل شهر للحمل، بينما في فترة إنقطاع الدورة الشهرية فهو غير مهيأ لإستقبال الجنين، كما أن هناك مخاطر وعواقب غير آمنة بسبب التخل الهرموني. وتسآل عما يضمن للمرأة بعد تجميد بويضاتها صلاحية تلك البويضات، أو الضمانه لتبعية هذه البويضات لها، فمجرد الشك في أن هذه هي بويضات المرأة من عدمها كارثة، موضحا أن تأخر إنجاب المرأة لما بعد الخامسة والثلاثين خطر إذا كان ذلك ليس الإنجاب الأول لها، وشديد الخطورة على المرأة والجنين إذا كان ذلك الإنجاب الأول، فماذا إن تم ذلك ببويضات مجمدة. أما عن الأبحاث الطبية فشرحت كيف يتم تجميد البويضات، وذلك بخضوع المرأة لتحليل دم عام يكشف عن صحتها ويقيس مستوى خصوبتها، وما أن يتأكد الطبيب بأنّ مستوى الخصوبة عند المرأة جيد، يطلب منها أخذ أدوية التلقيح الصناعي لفترة 10 أيام تقريباا، حيث تحفز مبيضا المرأة على إنتاج عدد أكبر، فيتم للحصول على نوعية أفضل من البويضات. وتظل تتلقى المرأة جرعة من العلاج من أجل حث البويضات على الخروج، وبعد ذلك، يحاول الطبيب استخراج ما بين 10 بويضات و12 بويضة، إما بواسطة منظار للبطن أو من خلال عملية شق بسيطة. وبعد استخراج البويضات، يتم تجميدها على درجة حرارة منخفضة جدًاحتى يحين وقت استعمالها، وقد تطول فترة الاحتفاظ بالبويضات لتصل في بعض الحالات إلى عشر سنوات. وكانت قد أجريت دراسة طبية مع 31 امرأة، قررن الاحتفاظ بخصوبتهن أن كلهن ينتظرن الشريك المناسب، الذي سوف يكون أبا جيدا لاطفالهن. ويتم استعمال البويضات المجمدة في المستقبل، عندما تقرر المرأة بأنّ الوقت قد حان لاستعمال البويضات المجمّدة، تبدأ عملية إذابتها على درجة حرارة ثابتة، ويتم تدفئتها وحقنها مع السائل المنوي للزوج داخل رحم المرأة، ثم يكون الحمل. وكلما زاد عدد البويضات، زادت الفرص بحدوث الحمل، لكن عمر المرأة عند اتخاذها قرار تجميد بويضاتها يلعب دورا في مدي نجاح تلك العملية. ولازالت كثير من الفتيات المصريات يدرسن هذه العملية بجدية تامة، باحثين عن مراكز أكثر آمانا لضمان تحقيق آمالهن في الأمومة، خوفا من أن يصيبهن الشك في مدي نسب البويضة لهن، ومدي مصداقية هؤلاء الأطباء، معربين عن خوفهم من الأثار الجانبية لأدوية التلقيح مثل تورم البطن وآلالامها بالإضافة للغثيان والتقيؤ وضيق التنفس.