شهد مشروع النشر في الهيئة العامة لقصور الثقافة طفرة كبيرة حدثت به، منذ إعادة هيكلة النشر والسلاسل التابعة له. وظهرت هذه النقلة النوعية عبر عدة محاور، أبرزها تطوير الشكل العام للسلاسل، بالإضافة إلى دقة اختيار موضوعات الإصدارات والتي تمس كثيرا من جماهير قصور الثقافة فضلا عن الباحثين والمتخصصين في السلاسل المتخصصة، لدرجة أصبح معها القراء يشتكون من عدم وجود الإصدارات لسرعة نفادها. "البوابة نيوز" التقت الكاتب عبدالحافظ بخيت مدير إدارة النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة؛ والذي أكد أن أهم الصعوبات التي واجهها فور توليه الإدارة تمثلت في كثرة أعداد السلاسل، حيث بلغت 24 سلسلة، كانت أغلبها متوقفة عدا سلسلة "خارج السلاسل"، والتي كانت تعمل منفردة، وكان الوضع غير منطقي ولذا فقد تم هيكلة النشر بالهيئة وفق عدة لجان كانت تعمل منذ شهور مضت واكتفينا ب18 سلسلة فقط وكانت أولى خطوات التي تدفع لاستمرار المشروع وفق منهج صحيح، ولم يكن هناك أي منهج أو آليات أو ضوابط تحكم النشر بالهيئة وإنما كانت تسير بشكل اعتباطي دون رؤية أو هدف وكثير من الكتب التي طبعت قبل إدارتي لم تكن ذات قيمة. وأضاف بخيت: هناك عدة عوامل ساهمت في تحقيق الطفرة التي حدثت بالنشر على رأسها الدور الذي يقوم به أمين عام النشر الناقد جرجس شكري، حيث ساهمت رؤيته في اختيار الكتب بالتشاور مع رؤساء التحرير إلى إعادة الأمور إلى نصابها الصحيح، "لأننا أصبحنا نناقش خطط النشر بالسلاسل ونرفض كتبا ونطلب تغيير أخرى إلى أن نصل بشكل موضوعي لاختيار الإصدارات؛ من أجل حرصنا على أن تتماس الكتب مع اللحظة الثقافية الراهنة". وتابع: في تقديري فإن الثقافة كانت تحتاج إلى الدولة، أما الآن فإن مصر تحتاج إلى الثقافة ولذا نراعي هذا البعد في اختياراتنا. وواصل: لقد قمنا كذلك بتغيير مطبعة الأمل وأصبحنا نطبع في هيئة الكتاب وبهذا نجحنا في تغيير شكل الكتب للأفضل ووفرت علينا كثيرا من الموارد، وأعتقد أن النشر صناعة مهمة تسبق صناعة الثقافة التي تأتي بعد طباعة الكتاب، مضيفا: "اتفقنا مع بعض المراكز الثقافية والجامعات بأن نناقش إصداراتنا فيها مثل جامعة عين شمس والقاهرة والجامعات الإقليمية وسنبدأ بمعرض الكتاب ولدينا 13 ندوة في معرض الكتاب بحضور الكاتب وبعض النقاد، كما أننا معنيون بإبداعات الشباب الجادة". وأكد أن مشروع النشر بالهيئة له خصوصية لا تتوفر لغيره من المشروعات لأن سعره في متناول اليد باعتباره أرخص كتب في العالم كله، "لأن الكتاب قد تصل تكلفته إلى 50 جنيها ونبيعه ب 3 جنيهات فقط؛ وفي هذا الإطار يجب أن نقدم الشكر للشاعر السوري الكبير أدونيس الذي وافق على إصدار كتاب "الثابت والمتحول" بدون الحصول على أي مقابل له أو لدار النشر صاحبة حقوق الملكية الفكرية". واستطرد: "نحن الآن في طور اختيار كتب تدفع الوعي المصري للتفكير لأن الكتاب يعد السلعة الباقية بعكس الأنشطة الأخرى ونستعد لإصدار كتابي "تهافت الفلاسفة" و"تهافت التهافت" نظرا لارتباطهما". وأكمل: "قمنا بتغيير لجان الفحص والطريقة التي نتعامل بها مع الكتاب بحيث يكون هناك رد على المبدع بأسباب القبول أو الرفض، وفي هذا الإطار نقول حاسبونا على المجاملات إن وجدت وكل كاتب يستحق النشر سننشر له وهو رقم واحد لدينا، ونعد الآن 30 منفذا جديدا للبيع حرصا على وصول المنتج للمستهلك الذي يبحث عنه وخلال الشهر الجاري سيصل الكتاب إلى جميع المحافظات". وحول إصدار طبعات ثانية من بعض الكتب الناجحة، قال مدير إدارة النشر بالهيئة العامة لقصور الثقافة: "لدينا لائحة مالية تمنع إصدار طبعات ثانية من الكتب التي تنفد طبعاتها الأولى؛ إلا قبل مرور 3 سنوات، وكان هذا البند حتى لا يتم إصدار طبعات جديدة من بعض الكتب بينما طابور النشر مازال مزدحما، ولكننا نستطيع أن نستثني بعض الإصدارات الخاصة من هذا القرار عن طريق إصدار قرارات من مجلس إدارة الهيئة".