قد تنزعج عندما سماعك لخبر وفاة طفلة إلا أن تأثرك يزداد عندما تعلم ببشاعة وفاة هذه الطفلة، ويزداد انزعاجك أكثر إذا تشابه اسم الطفلة مع اسم أحد أفراد عائلتك، ويسرح خيالك في الحدث الذي تفزع ببشاعته إذا تصور لك أنه حدث لطفلتك. تلك هي الحالة التي انتابت جموع المصريين بعد ساعات من معرفتهم بالجريمة البشعة التي تعرضت لها الطفلة "زينة" التي اكتمل عمرها الخمس سنوات قبل حادث وفاتها أو بمعنى أدق اغتصابها بيوم واحد، حيث لاقت حتفها ملقاة من منور بالدور العاشر بعد أن صرخت في وجه هؤلاء الجبناء فقرروا التخلص منها. وخلال يومين انتشرت عدة صفحات تضامنية مع قضية مقتل الطفلة زينة، وصل عدد روادها إلى 50 ألفا، جميعهم يطالبون بالقصاص لتلك الطفلة البريئة، بعد أن أصبحت القضية في محك كبير، فالاثنان اللذان قاما بالاغتصاب سيتم إيداعه في مؤسسة الأحداث، والآخر ستقوم أمه والتي تعمل بمجال الرقص بإحضار شهادة بأنه مختل عقليا، الأمر الذي أثار حفيظة الجميع مطالبين بالإعدام شنقًا لهما. عن حياة زينة وقضيتها التي أصبحت قضية رأي عام، تحدثت "بوابة الأهرام" مع الفنانة ريهام حجاج، أحد أقارب زينة من ناحية الأم، ريهام روت تفاصيل عن جلساتها بزينة وآخر الكلمات التي كانت تلفظ بها، وتمنياتها بلقاء الخالق. وفي البداية تقول ريهام حجاج: أنا ووالدة زينة أكثر من الأخوات، وزينة كانت بنتي، والمشكلة الأكبر أن زينة مكانش عندها حاجة علشان تموت بسببها، فصحيح الفترة الماضية شهدت وفيات عدة لكنهم جميعًا يطالبون بمطالب سياسية أو غيرها لكن هذه الطفلة لم يكن لها أية مطالب وماتت غدر والله وأعلم النصف ساعة الأخيرة في حياتها مع هؤلاء المجرمين ماذا حدث لها. وتضيف ريهام: "كيف يمكن لهؤلاء المجرمين أن ينجوا بفعلتهم، فهم ليسوا بأشخاص قاموا بسرقة أحد لكى يأخذوا عقوبة وينتهى الأمر، بل إنهم قتلوا روح بريئة وكما ينص ديننا لا بد من القصاص العادل، كيف يمكن لهؤلاء أن يعيشوا حولنا ثانية ويسيروا بجانبنا في الشارع فهل هذا أمر منطقي؟ وتستطرد ريهام: "أنا مبسوطة جدًا لزينة لأنها في مكان أحسن منا كلنا، فهذه الطفلة كانت شفافة لأبعد الحدود، فقبل وفاتها بعشرة أيام ظلت تقول "هي ليه الدنيا وحشة كده والناس ليه بقوا وحشين"، "أنا عايزة أروح عند ربنا ونفسي أشوفه"، لا أستطيع نسيان زينة فهي ابنتي التي لم أنجبها، وأتذكر آخر لقاء لنا كان في الغردقة عندما سافرنا جميعًا في عيد الأضحى، وظللنا نداعب بعضنا حتى إنني عندما طلبت منها قبلة رفضت فقمت بتكتيفها وتقبيلها بالقوة وظلت تضحك بصوت عال. وتحكي ريهام عن الطفلة زينة: "كانت أكتر أشقائها المدللين في عائلتها والمحبوبين منهم جميعًا، رغم أن هناك شقيقة لها تصغرها وتبلغ من العمر عاما ونصف العام، وكانت هناك لحظات جميلة تجمعنا معًا خصوصًا في حمام السباحة. ولم تستطع ريهام إكمال استرجاع الذكريات التي تؤلمها واختنق صوتها في الحديث: "كل من تكاتف معانا في قضية زينة، بالتأكيد أنها ستشعر به وهي قضية ليست شخصية فنحن كأفراد عائلتها راضون بقضاء الله لكن لا بد من وجود عقوبة رادعة لهؤلاء، لا بد أن يتم إعدامهم في محاكمة علنية أمام الجميع حتى يتعظ الجميع ولو على الأقل نسبة 20% منهم، أنا على ثقة بنزاهة القضاء المصري، وأثق من روح شعبنا العاطفية التي تأثرت بواقعة زينة، ودعم الجميع لنا، ولن نسكت على حقها حتى إذا تطلب الأمر منا جميعًا تنظيم وقفة احتجاجية وهو الاتجاه الذي يتبناه عدد كبير من الشعب حاليا حتى يصل صوتنا إلى جميع الجهات المعنية".