صدر حديثًا عن الدار العربية للعلوم ناشرون، "رسالة النور: رواية من زمان ابن المقفع" للكاتب محمد طرزي. تسلط الرواية الضوء على زاوية من زوايا شخصية ابن المقفع وعلى الجانب السياسي والإصلاحي من حياته، وذلك عبر فضاء متخيل له جذوره الواقعية الصادقة، وقد راعى خلالها الكاتب الأمانتين التاريخية والروائية، فأخلص للتاريخ وللفن الروائي. من خلال شخصية البطل (أبو عمرو) والمقصود به "ابن المقفع" الذي يصل إلى دمشق قاطعًا المسافات قاصدًا عبد الحميد الكاتب، "صاحب الديوان" في قصر الخليفة، طالبًا منه العمل في دوواين الخلافة، لا طمعًا بمال ولا سعيًا لمنصب، إنما ينشد بتقرّبه من الحكّام وضع كتاب لا يضلّون من بعده، كتاب يفيض حكمة وينضح عبرًا، فيكون للسلاطين صلاح وللرعية ضمانة لما سيُسرد فيه من ضروب في القضاء على الفساد وإصلاح القضاة والجند والخراج... هذا كان حلم الرجل... ولكن سيدرك بعد التجربة أن السبب الحقيقي لمجيئه إلى تلك البلاد أعمقُ من ذلك بكثير، وأن غايةً مقدسةً في أعنّة القدر هيّأت له كل أسباب تلك الرحلة وتلك النهاية.