أقام المكتب الثقافي للسفارة المصرية بالكويت بالتعاون مع المجلس الوطني الكويتي للثقافة والفنون والآداب ندوة بعنوان "الهوية الثقافية وتحولاتها في الوعي العربي المعاصر". وشارك في الندوة كل من الدكتور شاكر عبدالحميد، وزير الثقافة المصري الأسبق، والدكتور محمود الضبع مدير دار الكتب والوثائق القومية، وأدارها الكاتب والروائي إبراهيم فرغلي الذي رحب بضيفي الأمسية، وقدم الشكر للمجلس الكويتي الوطني للثقافة والفنون والآداب لدعم المجلس للعديد من الأنشطة الثقافية المصرية وبينها هذه الندوة التي تأتي بالتنسيق والتعاون مع المكتب الثقافي المصري، مما يعكس متانة العلاقات الثقافية المشتركة بين البلدين، كما وجه الشكر أيضا للملحق الثقافي المصري الدكتور نبيل بهجت، على جهده اللافت في دعم النشاط الثقافي المصري الكويتي. وقال فرغلي - خلال كلمته - "لا شك أن ما تمر به الساحة العربية والدولية اليوم من أزمات، وصراعات، بعضها يقوم على الطائفة والعرق، وبعضها يقوم على القوميات، لدليل ساطع على التغيرات الكبيرة التي تلاحق مفاهيم الهوية في العالم، وخصوصا في عالمنا العربي، بالإضافة لما أحدثته ولا تزال تأثيرات العولمية في العالم على مدى العقد الأخير". وقدم الدكتور شاكر عبدالحميد ورقة بعنوان "دور الثقافة في تطور الشعور بالهوية والوعي العربي"، تناول فيها تعريفا مفصلا لكل من مفاهيم الوعي والثقافة والهوية، عبر تاريخ تطور مفاهيم المصطلحات الثلاثة، في الفكر الغربي والعربي، ضاربا الأمثلة من كل منها على المعنى والكيفية التي تطور بها المصطلح، ثم قدم محاولة للربط بين المفاهيم الثلاثة. كما أشار إلى كتاب الدكتور محمود الضبع "الثقافة والهوية والوعي العربي"، وأثنى عليه، وعلى التناول التفصيلي لأنواع الهوية التي تناولها الدكتور الضبع في الكتاب، لافتا إلى نماذج لما قدمته الثقافة الكويتية للعالم العربي ممثلا في الإصدارات الدورية مثل مجلة العربي، والعربي الصغير، وعالم الفكر، والسلاسل المعرفية وبينها عالم المعرفة التي وصفها بأهم سلسلة عربية، موضحا أن هذا الإنتاج المعرفي جزء من الهوية الكويتية. وقدم الدكتور محمود الضبع ورقة عنوانها: الثقافة العربية وتحولات الهوية، وتوقف فيها بالرصد أمام ملامح هوية الثقافة العربية، معددا مجموعة من المخاطر الآنية والمستقبلية التي تهددها، مشيرا إلى أن الثقافة العربية لا تزال بعيدة عن الركب العالمي للثقافة بسبب فقر المحتوى الرقمي مقارنة بالمحتوى الرقمي للثقافة في العالم، موضحا بالنماذج العملية بعض المؤشرات الميدانية إلى حول الظواهر التي تواجه الباحثين في المجال الثقافي، كما تناول عددا من عناصر الثقافة العربية وتساؤلاتها ومفاهيمها التي تشهد تحولات جذرية في طبيعتها وطرائق تداولها، وقدم تحليلا لمرجعيات هذه الثقافة في الوعي العربي وتأثيرات ذلك الوعي على الواقع المعاصر، كما رصد علاقة المثقف بالسلطة، وعلاقته بالفعل الثقافي، ومكانته في خارطة الإنتاج العالمي الآن، وتقاطعات الثقافة العربية مع التكنولوجيا والمعلوماتية، والنقد الثقافي. ورأى أن أخطر ما يواجه الثقافة في إطار هذه التحولات، يتمثل في تلك المحاولات التي تسعى لإزالة الحدود بين الشعوب وموروثاتها الثقافية تحت مسمى العولمة، واعتمادها على فلسفة التفكيك كمرحلة أولية، ثم على فلسفة المجتمع المفتوح في مرحلة تالية. وأثارت الورقتان أسئلة الحضور الذين شاركوا في النقاش خصوصا حول موضوع كيفية تخطيط الحكومات للمشروعات الثقافية ووضع استراتيجيات تتلافى السلبيات التي تواجهها المجتمعات العربية اليوم، في مجالات الثقافة خصوصا.