لأول مرة منذ عدة سنوات ، ستواجه فرنسا مشكلة عصيبة تهددها بالحرمان من الكهرباء خلال هذا الشتاء ، بعد أن اضطرت لوقف حوالى ثلث محطاتها النووية المولدة للكهرباء ، في خطوة لم تشهدها البلاد منذ إقامة هذه المحطات في الفترة 1970 – 1990 . فقد أعلنت / شبكة النقل الكهربائي/ في فرنسا – المتحكمة في 100 ألف كم من خطوط التيار العالي - اعتزامها غلق عدد من المحطات النووية المولدة للكهرباء في شهرى ديسمبر و يناير ، حيث تعد من الفترات الأكثر حساسية فيما يتعلق باستهلاك الطاقة الكهربائية. كانت شبكة الكهرباء الفرنسية قد أوقفت بعض المفاعلات النووية الصيف الماضي ، بعد اكتشاف عمليات غش وتزوير أقدمت عليها شركة /آروفا / ، مما أدى إلى توقف ثلث الشرائح النووية العاملة في فرنسا . وتأمل شبكة الكهرباء بفرنسا في إعادة 5 مفاعلات نووية للعمل مع نهاية ديسمبر المقبل، علما بأنه في الوقت الراهن، هناك 13 مفاعلا خارج الخدمة وهو الوضع الذي لم تشهده فرنسا خلال فصل الشتاء منذ عشر سنوات . وفى محاولة للخروج من هذا المأزق ، لجأت شبكة الكهرباء الفرنسية إلى محطات الفحم وسدود المياه لتوليد الطاقة الكهربائية ، التي وصلت لأدنى مستوى لها أكتوبر الماضي ، فضلا إلى طاقة الرياح والطاقة الشمسية التي تصل طاقتها الإنتاجية ألف و 900 ميجاوات وهو ما يعادل إنتاج محطتين نوويتين. وأوضح المسئولون في / شبكة النقل الكهربائي/ أن الطاقة الكهربائية الإنتاجية ستسجل أدنى معدل لها مقارنة بالعام الماضي، لتسجل 11 ألفا و 300 ميجاوات بانخفاض قدره 11,5% ، فيما ستقوم الشبكة باستيراد نحو 8آلاف و 600 ميجاوات من الكهرباء من أسبانيا .. ومع اشتداد موجات البرد في الشتاء، سيتم أيضا استيراد نحو 12ألفا و 200 ميجاوات ، علما بأن سعر الميجاوات يبلغ 191 يورو . وطالبت / شبكة النقل الكهربائي/ المواطنين بضرورة تخفيض درجة حرارة أجهزة التدفئة، غسالات الملابس والأطباق ، مع الحرص على عدم استخدام هذه الأجهزة في ساعات الذروة ، أملا في حل المشكلة الجسيمة التي ستتعرض لها فرنسا هذا الشتاء .