سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
مصر الأفضل عربيًا في علاقتها مع الحزب الجمهوري.. خبراء: تناغم بين "السيسي" و"ترامب" يدفع بعلاقات متميزة.. و"الإرهاب" أبرز ملفات التعاون.. وشراكة غير مسبوقة بين البلدين في كافة المجالات
بعد فوز المرشح الجمهوري دونالد ترامب برئاسة الولاياتالمتحدةالأمريكية محققا فوزا كاسحا على منافسته الديمقراطية اتجهت الأنظار لما سيتبعه الرئيس الأمريكي الجديد حيال بعض الملفات الشائكة والتعامل مع القيادات بمنطقة الشرق الأوسط. وقال السفير محمد المنيسي، مساعد وزير الخارجية الأسبق ل"البوابة نيوز": إنه رغم أن السياسات الأمريكية ثابتة ولا تتغير بتغير الرؤساء، إلا أن العلاقة بين الرئيسين عبدالفتاح السيسي ودونالد ترامب ستشهد دفئا كبيرا وحميمية، بخلاف ما لو كانت هيلاري كلينتون هي الفائزة، حيث لم تكن العلاقة بين "السيسي" و"هيلاري" تشهد تقاربا، نظرا لإفساد "السيسي" المخطط الأمريكي الذي كانت تقوده "هيلاري" وهو مشروع الإمارة الإسلامية، التي كانت تضم قطاع غزة وجزءا من سيناء بمسافة 40 كم من الشريط الحدودي في منطقة رفح وجزء من شمال سيناء. وأضاف أن تنظيم الإخوان تقاضى من إدارة أوباما 4 مليارات دولار مقابل تنفيذ هذا المخطط في عهد الحكم الإخواني، وكان من المفترض إعلان هذه الإمارة في الخامس من يوليو 2013، إلا أن ثورة الثلاثين من يونيو 2013 قطعت الطريق على تنفيذ هذا المخطط، وأنهت تلك الثورة الشعبية حكم الإخوان وتم عزل الرئيس الإخواني محمد مرسي في الثالث من يوليو وهو التاريخ الذي أعلنت فيه القوى السياسية الاستجابة لمطالب الشعب والبدء في تنفيذ خارطة الطريق الجديدة واستكمال المؤسسات الدستورية للبلاد. وتابع أن مصر من بين الدول العربية التي تتمتع بعلاقات أفضل مع الحزب الجمهوري الأمريكي. وحول تأثير فوز "ترامب" والسياسات التي سينتهجها حيال مصر ودول منطقة الشرق يتحدث ل"البوابة نيوز" السفير جلال الرشيدي، عضو وفد مصر الدائم بالأمم المتحدة، مؤكدا أنه يجب الاعتراف بأن "ترامب" له طبيعة خاصة تتميز بالشدة والحدة والتطرف، ولن يستطيع أحد تغيير هذه السمات عند شخص تجاوز السبعين من عمره. وأكد "الرشيدي" أن السياسة الأمريكية لها ثوابت بغض النظر عمن الرئيس، لأنها دولة مؤسسات، آخذين في الاعتبار المصالح الأمريكية في المنطقة، وهنا نتذكر جميعا وزير الخارجية الأمريكية الأسبق كوندوليزا رايس عام 2005 وحديثها عن الفوضى الخلاقة التي من خلالها تنتج مجتمعات ودولا جديدة تسير في فلك سياسة المصالح الأمريكية، وكان الكلام عن مشروع الشرق الأوسط الكبير بتحويل الدول العربية إلى دول صغيرة ومفتتة لصالح أمريكا، إلا أن مصر وقفت بقوة في وجه هذا المشروع. وهنا السؤال: في وجود "ترامب" هل تستمر هذه الفوضى الموجودة في كل من العراق وسوريا واليمن وليبيا؟ أتصور -والكلام للسفير جلال الرشيدي- أن مثل هذه الفوضى ستستمر في هذه الدول، وسوف تستغلها أمريكا جيدا بقيادة "ترامب"، فمن المنتظر أنه بعد انتهاء مثل هذه الحروب فيتم الاتجاه إلى إعادة إعمار هذه الدول وفي الغالب تتولى الشركات الأمريكية مسئولية هذا الإعمار، خاصة في ظل ما تعانيه أمريكا من عجز مالي يقدر ب(1.01 تريليون دولار). وتابع: "أما بالنسبة للعلاقة مع مصر في ظل وصول "ترامب" للبيت الأبيض فقد تابعنا جميعا اللقاء الذي تم بين الرئيس عبدالفتاح السيسي ودونالد ترامب في نيويورك سبتمبر الماضي على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة، وكان اللقاء في غمار الحملة الانتخابية لكل من "كلينتون" و"ترامب"، وقد وصف اللقاء بالجيد، فقد أبدى "ترامب" احتراما وتأييدا كبيرا للرئيس السيسي، وأعلن أنه حال فوزه بالرئاسة، فإن أمريكا ستكون شريكا وصديقا وفيا لمصر". أما عن علاقة أمريكا بدول الخليج العربي والمنطقة فستكون هناك حسابات أخرى، ففي إطار ما أعلنه "ترامب" عن أن مصلحة أمريكا أولا، فقد طالب "ترامب" الدول التي بها قواعد عسكرية أمريكية أن تدفع لأمريكا ثمن هذه الحماية، كما طالب المكسيك بدفع ثمن الجدار العازل، الذي ينوي إقامته ردا على تدفقات هجرة المكسيكيين (المهاجرين الأكبر في أمريكا). وفي ملف التنظيمات الإرهابية ومدى جدية أمريكا في محاربتها، كشف "الرشيدي" أن هذا الملف سيمضي فيه "ترامب" بما يوافق السياسة والمصالح الأمريكية، وسيكون القضاء على تنظيم مثل تنظيم داعش وفق هذه الآليات. وحول عودة إلى العلاقات مع مصر يقول "الرشيدي": يجب على مصر ألا تعتمد اعتمادا كليا على السياسة الأمريكية وألا تترك الكرة في الملعب الأمريكي، وعلى مصر تغيير الخطاب السياسي بما يحقق مصالحها. وقال: إن من أهم أوجه التعاون الذي ستشهده مصر مع أمريكا في فترة "ترامب" التعاون الاقتصادي والأمني، فيجب أن تحرص مصر على استثمارات الشركات الأمريكية في مصر، واستعادة المعونة الاقتصادية (200 مليون دولار) وكذلك استعادة المعونة العسكرية. وأكد "الرشيدي" أن ملف الإرهاب باعتباره الأخطر على الأمن القومي المصري سيكون هو الملف الرئيسي في التعاون بين مصر وأمريكا، وهذا سيتمثل في إمداد مصر بأسلحة حديثة تستطيع من خلالها المقاومة بكفاءة سواء في الداخل أو على الحدود. وعن وعود "ترامب" التي أطلقها أثناء حملته الانتخابية حيال المسلمين وأنه سيغلق الأبواب الأمريكية في وجوههم وقد يعيد النظر في إقامة المهاجرين من العرب والمسلمين، يوضح "الرشيدي" أن "ترامب" تراجع واعتذر عن هذا الكلام، وأنه كان يقصد المهاجرين الذين ارتكبوا جرائم. وتابع: "هنا نذكر بأن الكلام أثناء الحملات الانتخابية في الغالب لا ينفذ بعد الوصول للمنصب، وهنا نتذكر جملة من الوعود التي أطلقها الرئيس الحالي باراك أوباما أثناء ترشحه، وأنه كان قد وعد الأفارقة السود بمساعدتهم وتحسين أوضاعهم داخل أمريكا، إلا أن هذا لم يتم حتى اللحظة". من جانبه، قال الدكتور سعد الزنط، رئيس مركز الدراسات السياسية وأخلاقيات الاتصال: إن العالم مقبل على مرحلة إعادة هندسة كونية جديدة بعد فوز ترامب، وسيبقى الشرق الأوسط واقفا على أصابعه عاجزا عن فعل شيء، لأنه فاقد للإرادة ومستسلم بقدراته، إلا مصر ستكون فى أفضل أحوالها، وسيعلم المنقلبون أن لدينا زعيما بحجم وقيمة وعمق وعظمة تاريخها ومستقبلها.