يبدأ المواطنون المصريون الأقباط الصوم الأربعيني الكبير منذ اليوم. والصوم عند المصريين عامة، والأقباط خاصة، يعبر عن حالة من حالات الجهاد الروحي والتقرب إلى الله عز وجل. وكثيرًا ما ارتبطت الأصوام بمواجهة الأزمات والاعتكاف، مثلما استخدم ذلك البابا شنودة الثالث. وتبلغ مدة الصوم الكبير 55 يومًا، دُعي بالكبير لأنه يحتوي على ثلاثة أصوام هي: 1 - أسبوع الاستعداد. 2 - الأربعين يومًا المقدسة التي صامها السيد المسيح صومًا انقطاعيًا.(بحسب الإيمان المسيحي). 3- أسبوع الآلام . وفي هذا الصوم لا يأكل المسيحيون السمك الذي يؤكل في الصوم الصغير (صوم الميلاد)، وذلك زيادة في التقشف والتذلل أمام الله، ولمشاركة السيد المسيح في صومه عنهم وفي تألمه وموته من أجل الناس، وهكذا يحملون الصليب (معنويًا) معه. ويختلف موعد هذا الصوم من عام إلى آخر بحسب تاريخ يوم عيد القيامة المجيد الذي يُحدد في أي سنة من السنين، بحسب قاعدة حسابية مضبوطة، بحيث لا يأتي قبل يوم ذبح خروف الفصح أو معه، وإنما في يوم الأحد التالي له، حسب تعاليم الكنيسة التي تبعها العالم كله في القرون الأولى للمسيحية، بحيث لا يعيد المسيحيون مع اليهود في فصحهم، مع الاحتفاظ بيومي الجمعة لتذكار صلب السيد المسيح والأحد لقيامته. ولا بد في الصوم من الانقطاع عن الطعام لفترة من الوقت، وفترة الانقطاع هذه تختلف من شخص إلى آخر، بحسب درجته الروحية واختلاف الصائمين في سنهم، وفي نوعية عملهم، ولمن لا يستطيع الانقطاع حتى الساعة الثالثة من النهار فإن فترة الانقطاع تكون بحسب إرشاد الأب الكاهن. أما عن الأسماء التي تعرف بها أسابيع الصوم الكبير فهي تتفق مع قراءات هذه الأسابيع، فلقد قسمت الكنيسة الصوم الكبير إلى سبعة أسابيع، يبدأ كل منها يوم الاثنين وينتهي يوم الأحد، وجعلت لأيام كل أسبوع قراءات خاصة ترتبط بعضها البعض، ويتألف منها موضوع عام واحد هو موضوع الأسبوع. وموضوعات الأسابيع السبعة هي عناصر لموضوع واحد أعم هو الذي تدور حوله قراءات الصوم الكبير كلها عن التوبة والخلاص . من أشهر تلك الأسابيع “,”أحد التناصير“,”، وهو الأحد الذي تم فيه تعميد المسيح على يد يوحنا المعمدان، و“,”أحد الشعانين، السعف“,” الذي يرمز لدخول المسيح محررًا القدس (أورشليم). ويعقب ذلك أسبوع الآلام الذي يتلو فيه الأقباط صلوات “,”البصخة“,” (الاثنين، والثلاثاء) والأربعاء يسمى “,”أربعاء أيوب“,”، ذكرى إنعام الله على النبي بالشفاء، ولذلك يستحم الأقباط بنبات يُسمى “,”رعرع أيوب“,” في ذلك اليوم “,”الخميس“,” (خميس العهد)، أو“,”العشاء الأخير للمسيح“,”، الذي قبّل فيه يهوذا المسيح إيذانًا ببدء خيانته، ولذلك لا يقبّل الأقباط بعضهم البعض في ذلك اليوم. ثم “,”الجمعة العظيمة“,” التي صُلب فيها المسيح، ويصوم فيها الأقباط حتى الغروب، ويفطرون على رشفة خل، تضامنًا مع المصلوب، حينما عطش فسقوه الخل. ثم “,”سبت النور“,” الذي يرمز للقيامة ونور القبر.