يحتفل المسلمون بصوم شهر رمضان المعظم، الذى يتزامن مع صوم الرسل (تلاميذ السيد المسيح)، حيث تضيء شموع الكنائس وفوانيس رمضان ليالى الشهر الكريم، وتتعانق فيها مآذن المساجد مع قباب الكنائس وتجمع موائد إفطار العائلة المصرية بين أصحاب الفضيلة والقداسة من رجال الدين الإسلامى والمسيحى وكبار المسئولين داخل ساحات المساجد والكنائس، الى جانب موائد الرحمن التى تملأ شوارع مصر من شمالها الى جنوبها والتى نتمنى أن تتكرر عدة أيام كل شهر لتكون عونا لإخواننا من الفقراء والمحتاجين ولمقاومة الغلاء الذى يزداد يوما بعد يوم دون ضبط أو ربط، فهى رمز للتكافل والتراحم لهذا الشعب الواحد والنسيج الواحد الذى وقف سدا منيعا أمام كل الطغاة فى هذه الأرض التى عرفت عقيدة التوحيد قبل نزول الديانات السماوية، كما أنها مهبط الديانات وطريق الرسل والأنبياء، وعند مجيء الفاطميين الى مصر أحدثوا بدعا جميلة أحبها المصريون مثل الكنافة والقطائف والحلويات متعددة الأصناف والتى ننعم جميعا بمذاقها الحلو من الأهل والأصدقاء والجيران كل عام.. كما أن كثيرين من أشقائنا العرب والغائبين عن أسرهم يفضلون قضاء هذا الشهر لما له من طقوس خاصة فى الصلاة والعبادات فى مساجد القاهرة ذات الألف مئذنة. وإذا نظرنا الى صوم الإخوة المسلمين (حسب ما ألفته من أصدقائي) وبصفة خاصة فضيلة الدكتور مجاهد توفيق الجندي، أنه يأتى فى المقدمة صوم شهر رمضان، وهو من الفرائض (29 30 يوما) حسب الرؤية الشرعية للهلال ومعه أيضا صوم النذور، أما الصوم التطوعى فهو صوم النوافل مثل صوم يوم النصف من شعبان والاسراء والمعراج، وكذلك صوم الاثنين والخميس من كل أسبوع، والبعض يصومون أيام 13 و14 و15 من كل شهر عربى وصوم وقفة عيد الأضحى. وعن صوم المسيحيين فهناك نوعان من الأصوام فى الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (كما يشرح المهندس مجدى فؤاد الباحث فى اللاهوت)، هناك أصوام درجة أولى (4 أصوام) لا يسمح فيها بأكل الأطعمة الحيوانية والاسماك (منها الصوم الكبير 55 يوما، وصوم الأربعاء والجمعة من كل أسبوع، وصوم برامون الميلاد 1 3 أيام وبرامون الغطاس 1 3، (وبرامون تعنى الاستعداد للصيام). أما الأصوام درجة ثانية ويسمح فيها بتناول الأسماك للتسهيل على الصائمين ما عدا يومى الأربعاء والجمعة وهى 3 أصوام صوم الميلاد ومدته 40 يوما، وصوم الرسل من 20 43 يوما، وصوم السيدة العذراء 15 يوما. وتدعو الأديان إلى أن تكون الأصوام عند المصريين مقرونة بالتوبة والصلاة والعطاء (الزكاة العشور البكور الصدقة) كما يجب أن يكون الصوم مقرونا بصوم جميع الحواس كما أنه انفصال عن الارضيات للتقرب الى الله الواحد. هنيئا لنا نحن شعب مصر فى أصوامنا واعيادنا وفى هذا الصدد يقول الكتاب المقدس (مبارك شعبى مصر)، كما يقول الرسول الكريم «مصر كنانة الله فى أرضه ومن أرادها بسوء قصمه الله»، فنحن مصريون قبل الأديان وبعد الأديان والى آخر الزمان. د. رفعت يونان عضو الجمعية التاريخية واتحاد المؤرخين العرب