نشر مركز "السكينة"، المتخصص في رصد تحركات الجماعات ذات الأيدولوجية الدينية والإسلام السياسي، اليوم الخميس، دراسة جديدة عن مليشيات الحشد الشعبي العراقية، أكد فيها أن تلك المليشيات تنقسم إلى 67 فصيلا مسلحًا، تعود مرجعيتهم الدينية إلى إيران. وذكر المركز البحثي، أن تلك المليشيات تتخذ شعارا معلنا «قتال تنظيم داعش»، إلا أن لها أهداف أخرى، تتعلق بالتطهير العرقي في محافظاتالعراق السنية، مشيرًا إلى أنها انحرفت عن أهدافها حتى أصبحت نسخة من "داعش"، لكنها بثوب طائفي شيعي. وأوضح المركز أن تلك الفصائل تأسست في العراق، بسبب فتوى دينية أطلقها المرجع الديني الأعلى على السيستاني، في 13 يونيو 2014 اسماها «الجهاد الكفائي»، سرعان ما تأسست تلك الفصائل وتحولت إلى مؤسسة عسكريّة، وهي تابعة لجهاز الدولة وتأتمر بأمرة القائد العام للقوّات المسلّحة. وأضافت الدراسة أن هناك مجموعة من الفصائل السنية والمسيحية (الحشد العشائري، ولواء بابليون)، اندمجت تحت لواء المليشيات الشيعية، عقب احتلال داعش لمدينة الموصل العراقية. وخلال خطبة صلاة الجمعة ليوم 12 يونيو 2014 في كربلاء، تلا الخطيب الشيخ عبد المهدي الكربلائي فتوى المرجعية الدينية الشيعية آية الله السيستاني، التي دعت الشيعة القادرين لحمل السلاح بدعوى حماية المقدسات والأعراض ومواجهة الإرهاب والتكفيريين. وتابع المركز:"وكان لقائد فيلق القدس، جناح العمليات الخارجية في الحرس الثوري الإيراني، الجنرال قاسم سليماني، دور كبير في تأسيس وتشكيل الحشد الشعبي، بدعم ورعاية أهم حلفاء ورجال إيران في العراق، وعلى رأسهم قائد منظمة بدر هادي العامري، ورئيس الوزراء العراقي السابق نوري المالكي، ورئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس الذي لعب دورًا أساسيًا في تشكيل وصياغة الحشد الشعبي ليكون قوة موازية للجيش العراقي وسلاح إيراني في التعامل مع أي تغيرات سياسية في المستقبل". وكانت هذه المجاميع قد لعبت في البداية دورًا رئيسيًا في حماية سامراء وبغداد وكربلاء، وفي تخفيف الحصار عن آمرلي، وتحرير جرف الصخر وحماية طرق الحج، وتطهير تنظيم «داعش» من مساحات واسعة من ديالى. ويتألف الحشد الشعبي من مئات آلاف المتطوعين الذين ينضوون في أكثر من 42 فصيلًا مثل: منظمة بدر وسرايا السلام وعصائب أهل الحق والتيار الرسالي وحزب الله العراقي وغيرها. وبحسب المركز، فقد قام المرجع الشيعي على السيستاني -كونه المؤسس للحشد الشعبي عن طريق فتواه بالجهاد الكفائي- بإصدار توجيهات دينية تنظم علاقة وتعامل الحشد الشعبي مع أهالي المناطق المحررة من تنظيم داعش بالعراق، وتتضمن التوجيهات 20 نقطة، تضمنت حث منتسبي الحشد الشعبي على التعامل بالأخلاق الإسلامية وعدم التعرض للناس أو أهالي المنتمين لداعش (في المناطق المحررة) بأي أذى أو اضطهاد، وعدم إيذاء الكبار بالسن والأطفال والنساء وعدم قطع أي شجرة إلا أن يضطروا إلى قطعها وكذلك معاملة غير المسلمين معاملة حسنة وعدم المساس بهم وغير ذلك مما قاله في توجيهاته على صفحته الرسمية في الإنترنت.