ناشد حلمى النمنم، وزير الثقافة الحالى، رؤساء لجان المجلس الأعلى للثقافة، تنظيم مؤتمرات وندوات تجمع المثقفين، تناقش وتحلل فيها القضايا والمشكلات التي يتعرض لها الوطن، مستنكرًا تجاهل مؤسسات الدولة الاحتفاء بمرور 60 عاما على العدوان الثلاثى، معتبرا إياه حدثًا جدليًا ومهمًا في تاريخ مصر.. من جانبها تستعرض «البوابة نيوز» مواقف وآراء الأدباء والمثقفين الذين عاصروا العدوان الثلاثى في 28 أكتوبر عام 1956. والبداية بموقف عميد الأدب العربى طه حسين، والذي تنازل عن وسام «جوقة الشرف» الذي منحته له فرنسا، وتصدى لفرنسا بمقالاته التي هاجم فيها رئيس وزرائها جاى موليه ووصفه بالمجنون، وذكره بهزائم فرنسا في تونس ومراكش والجزائر التي كانت توشك على التحرر حينها. وقال عميد الأدب العربى: إن الغرب نحت مصطلح «ناصريزم» للاستهانة بما يحاول عبدالناصر تحقيقه، فأى إنجاز في مصر هو شىء بغيض بالنسبة للغرب الأوروبى وأمريكا، ففى قلوبهم مرض هو بغض جمال عبدالناصر، وفى عقولهم مرض هو اتهام جمال عبدالناصر، الذي أصبح علة تنغص على ساسة الغرب حياتهم، إذ يتهمونه حين أيد الثورة الجزائرية بمحاولة تأسيس «الإمبراطورية المصرية» وليس مناصرة شعب في نيل استقلاله، وهو ما اعتبره طه حسين نوعًا من «الهذيان» والسخف. بينما كان الأديب العالمى نجيب محفوظ، ضد قرار الرئيس الراحل جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس، حيث رأى أن مدة ال12 عامًا الباقية على الامتياز لا تستوجب دخول مصر في حرب، معتبرًا أن امتياز القناة كان سينتهى عام 1968 والتأميم كان عام 1956، أي قبل انتهاء الامتياز ب12 عامًا، غير أن أصدقاء نجيب فسروا موقفه بأن القيادة المصرية كانت لديها معلومات بشأن وجود مستندات بريطانية خاصة بعدد من مشروعات تطويرية لقناة السويس، وأن تنفيذ هذه المشروعات يستمر لما بعد 1968، مما يشير إلى عدم وجود نية لدى بريطانياوفرنسا تسليم القناة في موعدها مما عجل بقرار التأميم، ولم تكن هذه المعلومات بشأن القناة متوفرة للمثقفين وقتها. ويأتى موقف الأديب الكبير توفيق الحكيم أحد أغرب المواقف تجاه تلك الأحداث فكان مؤيدًا لكل ما يفعله عبدالناصر، ومن بينها تأميم القناة، ومنحه الزعيم نيشانا لكنه تحول بعد ذلك لمعارض شرس لناصر بعد وفاته، وأبدى انتقاده لأفعاله، ففى عام 1972 ألف كتابا بعنوان «عودة الوعى» هاجم فيه جمال عبدالناصر بعنف حيث اختزل الحكيم موقفه من التجربة الناصرية في توصيفه لهذه المرحلة بمرحلة كان فيه الشعب المصرى فاقدًا للوعى، حيث لم تسمح بظهور رأى في العلن مخالف لرأى الزعيم المعبود. وأعلن في كتابه أنه أخطأ بمسيرته خلف الثورة بدون وعى قائلا: العجيب أن شخصًا مثلى محسوب على البلد، هو من أهل الفكر قد أدركته الثورة وهو في كهولته، يمكن أن ينساق أيضًا خلف الحماس العاطفى، ولا يخطر لى أن أفكر في حقيقة هذه الصورة التي كانت تصنع لنا، كانت الثقة فيما يبدو قد شلت التفكير سحرونا ببريق آمال كنا نتطلع إلى ها من زمن بعيد، وأسكرونا بخمرة مكاسب وأمجاد، فسكرنا حتى غاب عنا الوعى. فيما المفكر محمود أمين العالم لم يتضح موقفه تجاه أحداث تأميم القناة ومن ثم العدوان الثلاثى، لكنه كان يرى أن عبدالناصر الإنسان كان مشروعا لم يكتمل بالنسبة إلى العالم، لذلك أهدى كتابه «من نقد الحاضر إلى إبداع المستقبل» إلى الزعيم جمال عبدالناصر، واصفا إياه بالإنسان والمناضل والمشروع القومى والإنسانى الذي لم يكتمل، رغم أن أمين العالم تم اعتقاله والتنكيل به في فترة عبدالناصر بسبب أفكاره الشيوعية.