أقيم مساء أمس الأحد؛ ندوة بعنوان "سرفانتس والجزائر" بقاعة الجزائر، ضمن فعاليات الدورة ال 21 لصالون الدولي للكتاب، التي تحل مصر ضيف الشرف عليه، والمقام بقصر المعارض بالصنوبر البحري. وأكد الباحث عبدالكريم أوزغلة في بداية الندوة أن العريضة التي كتبها الكاتب الاسباني ميغال دي سرفانتس قبل رحيله عن الجزائر في أكتوبر 1580، والمعنونة بتحقيق الجزائر، تعد أحد المصادر المهمة على مستوى البحث والدراسة حول حياة وسيرة الكاتب الاسباني ميغال دي سرفانتس. وقال الباحث عبد الكريم أوزغلة، أن هذه الوثيقة هي عبارة عن عريضة أو تحقيق موثق يقوم على استجواب مجموعة من الشهود المهمين أو الوجهاء عن ظروف أسر سرفانتس في الجزائر. وكشف أوزغلة عن أن هذه الوثيقة قد نشرت مترجمة إلى الفرنسية من قبل الكاتب والأديب الفرنسي مارسيال دويل عن نسخة باللغة الاسبانية تعود إلى 1819، في العدد 72 من "المجلة الأفريقية "، وأكد المحاضر أن الوثيقة تكتسي أهمية مزدوجة تاريخية وأدبية، فهي تسلط الضوء على أسر سرفانتس وحياته وأخلاقه وأشياء أخرى. من جهتها، أكدت الباحثة "أدريانا لعسل"، أن الجزائر البلد الوحيد الذي يحوي آثارا ملموسة حول سرفانتس من خلال المغارة التي لجأ إلى ها بعد فراره. وأشارت "لعسل" إلى أن مؤلفات سرفانتس، خاصة روايته "دون كيشوت دي لامانشا" ومؤلفاته الأخرى، تعد وثيقة هامة حول الجزائر في الفترة التي اعتقل فيها من 1575 إلى غاية إطلاق سراحه في 1580. وتحدثت الباحثة عن مدينة الجزائر في تلك الفترة، وعن لباس المرأة الجزائرية، حيث كتب عنها سرفانتس وقال في دون كيشوت: إنها كانت ترتدي لباسا لا تظهر من خلاله وكان زوجها لا يمكنه التعرف عليها. وأشارت لعسل إلى أن سرفانتس أقام علاقات صداقة قوية مع مسلمين في الجزائر، وهو الأمر الذي مكنه من تكوين رؤية حول مدينة الجزائر، وقالت إنه كان مواطنا عالميا وأنه كان يتحلى بصفات إنسانية. وأشار الباحث الاسباني رافائيل فالنسيا إلى أن الفترة التي عاشها سرفانتس كان خلالها العالم أكثر فظاعة مما نعيشه اليوم، بالرغم من أن معظم البلدان العربية تعيش في حروب، وقال إن سرفانتس جاء إلى الجزائر ليس كسائح في القرن السادس عشر بل كأسير.