سادت محافظة قنا، حالة من الألم والحسرة، على أبنائها الذين راحوا ضحية السيول، منذ بدء حوادث السيول، التي ضربت محافظات الصعيد، حيث فقدت المحافظة 3 شباب وطفلتين هم: أحمد مبارك، عامل، 33 عامًا، وابنتيه أروى وأريج، وعبدالله محمد عبداللاه، عامل بمصنع 27 عاما. وكان «مبارك»، يعمل بأحد المطاعم في مدينة قنا، ويقيم بقرية المعنا، بنفس المدينة، وتزوج منذ 7 سنوات، ورزقه الله بطفلتين هما أروى وأريج، وعندما أراد هو وزوجته وبناته، أن يزوروا القاهرة، ومساجدها العتيقة، ولكن القدر لم يمهلهم، حيث غرق الأوتوبيس عند الكيلو 110 بطريق سوهاج، وفيما تمكن الأهالي من إنقاذ الزوجة، أصبح «مبارك» مفقودًا لمدة يومين، حتى تمكن الطيران الحربى من العثور عليه، ميتًا، ليلحق ببناته في القبر. أما عبدالله محمد عبداللاه، ابن قرية الحاجرية، بمركز دشنا، محافظة قنا، والذي كان يقيم بالقاهرة، ويعمل بأحد المصانع. كان «عبدالله» في طريق عودته من القاهرة إلى محافظة قنا، ليقضى إجازته الشهرية مع العائلة، لكن القدر أراد له أن يكون من بين ضحايا تلك الكارثة الإنسانية، وبطلها في نفس الوقت، حيث روى عدد من الناجين ل«البوابة نيوز» ما قام به «عبدالله» قبل وفاته مباشرة، ؟، عقب سقوط الأتوبيس عند الكيلو 90 بطريق قنا – سوهاج. فقد كسر عبدالله، وبعض الشباب، زجاج الأتوبيس الغارق، لإنقاذ النساء والأطفال، خاصةً أنه يجيد السباحة، وظل هو وبعض الشباب في عمليات الإنقاذ، قرابة 3 ساعات من وقوع الحادث، حيث ينقلون الأطفال إلى مكان تمركز قوات الإنقاذ النهري، التي لم تتمكن من الدخول بسبب كثرة السيول، وظل ينقذ العديد، حتى سقط من شدة التعب في المياه، ولم يتمكن من إنقاذ نفسه، ولم يتمكن أحدٌ من الأهالي أو القوات من الوصول إليه، بسبب كثرة السيول، ليموت الشهيد البطل، الذي ضحى بنفسه من أجل إنقاذ الآخرين.