سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
الأردنية ربيحة الرفاعة ل"البوابة نيوز": القصة الشاعرة لون أدبي مميز.. ومنتقدوها لا يستوعبون معيارها.. ومواقع التواصل الاجتماعي حولت المشهد الأدبي العربي ل"سوق خضار"
جمعت الشاعرة الأردنية د. ربيحة الرفاعي بين الشعر والقصة؛ حيث برعت في الشعر العامودي، ولها قصائد جميلة في شعر التفعيلة، لكنها فضلت الميل إلى الشعر العربي الأصيل والقصائد التي تلزم أطر بحور الشعر الفراهيدية، وفي نفس الوقت هي من كتّاب القصة القصيرة ولها كتابات نثرية مميزة، غير أن عطاءها الشعري كان دائما أبرز وأكثر عمقا، من هنا جاء إيمانها العميق بالفن الوليد "القصة الشاعرة" ودفاعها المستميت عن هذا الجنس الأدبي الجديد، حتى أنها دأبت على المشاركة السنوية في مؤتمر القصة الشاعرة الذي يعقد بالقاهرة على حسابها الخاص. "البوابة" حاورت د. ربيحة الرفاعي لتفتح معها "البرجل" حول الكثير من القضايا الأدبية والسياسية المعاصرة وبدأت بانتقاد من يهاجم "القصة الشاعرة" قائلة: أعتقد أن الانتقادات التي تعرضت لها القصة الشاعرة منشأها عجز لدى الناقد المنتقد للقصة الشاعرة عن استيعاب معايير هذا الفن الوليد لأنه نشأ لديه خلط بين القصة الشاعرة والشعر القصصي فالقصة الشاعرة تركيبة مختلفة تماما عن الشعر القصصي وقد يكون بينهما تلاقي في نقطة واحدة فقط وهي أن الشعر القصصي نشأ من تزاوج الشعر العمودي مع القصة والقصة الشاعرة نشأ من تزاوج القصة القصيرة جدا مع شعر التفعيلة وبما أن الاثنين تزاوج بين لون شعري وآخر قصصي فالأقل قدرة على استيعاب التزاوج بين الألوان الأدبية سهل أن يقعوا في فهم خاطيء ويتخيلوا أنهم شبه بعض. وأضافت د. ربيحة: القصة الشاعرة بها ترميز عالي جدا والشعر القصصي به وضوح ومباشرة، ولكن لأننا في عصر التيك أواى فإننا نريد كل شيء تيك أوي والقصة الشاعرة جرعة كاملة من الإبداع وهو تميز في حد ذاته والناقد الذي لا يفهم ذلك أقل من أن يصل لمرحلة الناقد لأن هذا اللون الجديد لون أدبي صعب لا يستطيع المغامرة في خوض غماره إلا شاعر متمكن من أدواته يفهم موسيقى الشعر وإيقاع الكلمة وإيقاع النص الداخلى والخارجي ومعاني الوصل والوقف وفي الوقت نفسه لابد أن يكون قاص متمرس متمكن من ادواته يعرف معايير القصة الحقيقية وجمالياتها وقيمة البناء الدرامي والتركيب الجملي والتعبيري في النص وبالتالي فهذا الفن تحدي للشاعر والقاص الذي يعتقد أنه يملك هذين الفنين وهي لون أدبي لا يستطيع عليه الأدعياء. وتابعت: مشكلة القصة الشاعرة أنها لم تولد على يد أجنبي وقد ترسخ لدى وعينا الجمعي على عقدة الخواجة فبعد أن خرج بودلير محطما كل مقاييس وقواعد الشعر تحت ما كان يتعاطى من مهلوسات ما يسمى بقصيدة النثر ولأنه بودلير رحبنا به رغم اعتراض قلة قليلة ولكن لأن "الفَرنجَة" هي سيدة الموقف صرنا نتباهى بذلك والقصة الشاعرة جاءت حاملة على أكتافها اسم د. محمد الشحات محمد وهو العربي مصري الجنسية الذي لا يلبس البرنيطة وبالتالي فاختراع بدون برنيطة ماذا نصنع به؟! ولذا لاقى استعداء الجميع إضافة إلى أن كبار الشعراء والقصاص استعدوا الفن الجديد لأن أي كبار قصص ليسوا من كبار الشعراء لا شأن لهم به والعكس والسبب الثالث هو الطبيعة الموجودة لدينا والخوف من المغامرة والتجريب والقادم.