أطلقت منظمة الاممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونسكو)، اليوم الثلاثاء، تقريرًا تحت عنوان "الثقافة..المستقبل الحضري" يظهر كيف لسياسات التنمية المتوافقة مع اتفاقيات اليونسكو بشأن حماية وتعزيز الثقافة والتراث، أن تعود بالنفع والفائدة على المدن. ويؤكد التقرير ضرورة الإدماج الكامل للثقافة في الاستراتيجيّات الحضريّة من أجل ضمان استدامة هذه المجتمعات الحضريّة وتوفير حياة أفضل لسكانها. ويدرس التقرير سياقات إقليميّة مختلفة وما فيها من تحديات وفرص.. ويقدّم صورة عامة وشاملة لحماية وصون التراث الحضري المادي وغير المادي، بالإضافة إلى تعزيز الثقافة والصناعات الإبداعية كأساس للتنمية الحضريّة المستدامة. ويسلط التقرير الضوء على التحديات التي تواجه الجهود الرامية إلى صون هذا التراث وإدارة الحركة السياحيّة في المناطق الحضريّة المدرجة على قائمة اليونسكو للتراث العالمي، أي ثلث المواقع التي يصل عددها الكلي إلى 1052 موقعاً. ويتضمن التقرير أكثر من 100 دراسة مفصلة لتأثير الثقافة في المدن التي تمر في حالات الصراع وما بعد الصراع. وبعد تدمير المواقع الثمينة مثل ضريح الإمامين علي الهادي والحسن العسكري في مدينة سامراء في العراق عام 2006، والأضرحة الأثريّة في تمبكتو في مالي عام 2012، أظهرت الجهود الرامية إلى إعادة بناء وتأهيل هذه المواقع قدرة الثقافة على استعادة التماسك الاجتماعي بين المجتمعات وتحسين الظروف المعيشيّة وتمهيد الطريق للحوار والمصالحة. ويقدّم التقرير مجموعة من الاستراتيجيّات المبتكرة من أجل حماية الإسكان في المناطق التاريخيّة بوصفه عنصرًا مهمّاً في هويّة المجتمعات ورفاهيتها.. فعلى سبيل المثال، يتم تقديم مساعدات عامة لأصحاب هذه المواقع في كيتو في الإكوادور من أجل استعادة المباني السكنيّة ومنع إعادة تأهيل المناطق التاريخيّة. ويستشهد التقرير أيضًا بمدينة شانغهاي في الصين، المدرجة في شبكة اليونسكو للمدن المبدعة في مجال التصميم منذ عام 2010، من أجل تسليط الضوء على دور الصناعات الإبداعيّة في تعزيز النمو الاقتصادي على المدى البعيد. وتقدّم التوصيات الرئيسة في التقرير مجموعة من التدابير الرامية إلى تقدير التنوع الثقافي في المدن وتعزيزه، وتوظيف الثقافة في التصدي للعنف الحضري، وتوفير الاستثمارات اللازمة لتعزيز الثقافة في التخطيط الحضري فضلاً عن تعزيز التراث الثقافي والإبداع في التخطيط الحضري. ويذكر أن التقرير حصل على الدعم المادي من الوكالة الإسبانية للتعاون الدولي من أجل التنمية وبلديّة هانجزو في الحكومة الشعبية في الصين.