تحدث البابا تواضروس الثاني بابا الكنيسة الإسكندرية وبطريرك الكرازة المرقسية أمس في اجتماع الأربعاء الأسبوعي بكنيسة العذراء والأنبا بيشوي بالكاتدرائية المرقسية بالعباسية، عن كيف يمتلك الإنسان الفكر الإيجابي. من إنجيل متى والاصحاح 25: 30 - 14 "وَكَأَنَّمَا إِنْسَانٌ مُسَافِرٌ دَعَا عَبِيدَهُ وَسَلَّمَهُمْ أَمْوَالَهُ، فَأَعْطَى وَاحِدًا خَمْسَ وَزَنَاتٍ، وَآخَرَ وَزْنَتَيْنِ، وَآخَرَ وَزْنَةً. كُلَّ وَاحِدٍ عَلَى قَدْرِ طَاقَتِهِ. وَسَافَرَ لِلْوَقْتِ. فَمَضَى الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَتَاجَرَ بِهَا، فَرَبحَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ. وَهكَذَا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ، رَبِحَ أَيْضًا وَزْنَتَيْنِ أُخْرَيَيْنِ. وَأَمَّا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ فَمَضَى وَحَفَرَ فِي الأَرْضِ وَأَخْفَى فِضَّةَ سَيِّدِهِ. وَبَعْدَ زَمَانٍ طَوِيل أَتَى سَيِّدُ أُولئِكَ الْعَبِيدِ وَحَاسَبَهُمْ. فَجَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْخَمْسَ وَزَنَاتٍ وَقَدَّمَ خَمْسَ وَزَنَاتٍ أُخَرَ قَائِلًا: يَا سَيِّدُ، خَمْسَ وَزَنَاتٍ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا خَمْسُ وَزَنَاتٍ أُخَرُ رَبِحْتُهَا فَوْقَهَا. فَقَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. ثُمَّ جَاءَ الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَتَيْنِ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، وَزْنَتَيْنِ سَلَّمْتَنِي. هُوَذَا وَزْنَتَانِ أُخْرَيَانِ رَبِحْتُهُمَا فَوْقَهُمَا. قَالَ لَهُ سَيِّدُهُ: نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ الأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ. ثُمَّ جَاءَ أَيْضًا الَّذِي أَخَذَ الْوَزْنَةَ الْوَاحِدَةَ وَقَالَ: يَا سَيِّدُ، عَرَفْتُ أَنَّكَ إِنْسَانٌ قَاسٍ، تَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ تَزْرَعْ، وَتَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ تَبْذُرْ. فَخِفْتُ وَمَضَيْتُ وَأَخْفَيْتُ وَزْنَتَكَ فِي الأَرْضِ. هُوَذَا الَّذِي لَكَ. فَأَجَابَ سَيِّدُهُ وَقَالَ لَهُ: أَيُّهَا الْعَبْدُ الشِّرِّيرُ وَالْكَسْلاَنُ، عَرَفْتَ أَنِّي أَحْصُدُ حَيْثُ لَمْ أَزْرَعْ، وَأَجْمَعُ مِنْ حَيْثُ لَمْ أَبْذُرْ، فَكَانَ يَنْبَغِي أَنْ تَضَعَ فِضَّتِي عِنْدَ الصَّيَارِفَةِ، فَعِنْدَ مَجِيئِي كُنْتُ آخُذُ الَّذِي لِي مَعَ رِبًا. فَخُذُوا مِنْهُ الْوَزْنَةَ وَأَعْطُوهَا لِلَّذِي لَهُ الْعَشْرُ وَزَنَاتٍ. لأَنَّ كُلَّ مَنْ لَهُ يُعْطَى فَيَزْدَادُ، وَمَنْ لَيْسَ لَهُ فَالَّذِي عِنْدَهُ يُؤْخَذُ مِنْهُ. وَالْعَبْدُ الْبَطَّالُ اطْرَحُوهُ إِلَى الظُّلْمَةِ الْخَارِجِيَّةِ، هُنَاكَ يَكُونُ الْبُكَاءُ وَصَرِيرُ الأَسْنَانِ." تحدثت معكم في الأسبوع الماضي عن روح الفشل وصوره واليوم أحب أن اتكلم معكم عن الفكر الإيجابي وكيف يستطيع الإنسان أن يمتلك الفكر الإيجابي بمعنى أن يكون فكره سليم. هل معنى هذا إنه من الممكن أن يفكر الإنسان بطريقة خاطئة ؟ طبعًا ولكن هناك نوعان من التفكير الخاطيء: النوع الأول: أحيانًا يفكر الإنسان بطريقة خاطئة النوع الثانى: دائمًا يفكر بطريقة خاطئة وهنا تكون المشكلة. صور للتفكير الخاطيء: - التفكير السلبي. - التفكير الناقص. - التفكير النظرى. - التفكير المتأخر. - التفكير الضيق. - التفكير المخادع أو عدم الإستقامة. قبل أن نتحدث في شرح هذا الموضوع أحب أن أتكلم معكم أولا عن أصحاب هذه الوزنات: صاحبا الخمس وزنات والوزنتين: استثمر الخمس وزنات واستغل الوقت جيدًا ولم يضيع الوقت وسمع كلام كثير من التطويبات من الله: "نِعِمَّا أَيُّهَا الْعَبْدُ الصَّالِحُ وَالأَمِينُ! كُنْتَ أَمِينًا فِي الْقَلِيلِ فَأُقِيمُكَ عَلَى الْكَثِيرِ. اُدْخُلْ إِلَى فَرَحِ سَيِّدِكَ." ع 21 كذلك صاحب الوزنتين سمع نفس الكلام وهنا يتبين لنا أنه ليس المشكلة في العدد وإنما في طريقة التفكير بينما نجد صاحب الوزنة الواحدة ذهب ودفنها في الارض ولم يستثمر فيها والسبب هنا في التفكير الخاطىء من مجموعة أفكار خاطئة وضعها في ذهنه. من أين تأتى الأفكار الخاطئة ؟! 1 – من قلبه وذاته. 2 – من الأصدقاء. 3- من الشيطان. 4 – من الأحلام. 5 – من الأحداث الجارية حولنا. والخلاصة أن الإنسان معمل للأفكار. و سأعطيكم مثال للتفكير الخاطيء كيف يكون: التلاميذ وهم يمشون مع السيد المسيح جاء لهم تفكير خاطيء حول تساؤل دار بين اثنين من التلاميذ من هو الأعظم فيهم ؟! ثم انتشرت الفكرة بين الاثنى عشر، ثم يأتي رد السيد المسيح ليس ردًا مباشر لكن أحضر طفلا صغيرا وبدأ يشرح لهم ويرد عليهم وأيضا مثال آخر للتفكير المتأخر والتفكير الجيد هو مثل العذارى الحكيمات والعذارى الجاهلات. إذًا كيف يستطيع أن يمتلك الإنسان الفكر الجيد وما هي معاييره ؟ هناك آية في الإنجيل (لوقا 14: 28 ) ومن منكم إن أراد أن يبني برجًا هل عنده ما يلزم لكماله. هذه الآية تستطيع أن تضع لنا الخط العام لمن يريد أن يمتلك الفكر السليم: 1- الإرادة: بمعنى إنه يمتلك الإرادة المستقيمة لتحقيق هذا الهدف، يجب أن نقدس هذه الإرادة الصالحة بالصلوات. 2- البناء: بمعنى الكلام الذي يخرج منا إلى الآخرين هو البناء وأهم شيء في البناء أو الكلام أن يكون مرتفع أن يكون بناء وفيه فائدة وإضافة. 3- الجلوس: بمعنى أن يدرس أولا ولا تضع نفسك في أي موضوع أنت لا تعلمه أو تتحدث من دون معرفة أو دراسة، أحد متاعب مجتمعنا في مصر أن أي قضية تثار في المجتمع الكل يتحدث فيها حتى وأن كان القضية لا تخصه ودون معرفة ودراية بها ولكنه فقط يريد أن يظهر أمام الناس أنه على دراية بكل المواضيع. 4- الحساب: بمعنى أنه لابد أن يخطط ويفكر في كلامه قبل أن يخرج منه فهو يدرس ويخطط ويضع برنامج لهذا الكلام. مثال لذلك: عظة بطرس الرسول في يوم الخمسين وكيف كانت منظمة ومرتبة جيدأ. 5– هل عنده ما يلزم لكمال: هل يستطيع البناء هل هذا الكلام الذي تقوله كلام بناء هل تراجع كلامك أولًا وهل هو قابل للتنفيذ. روح التفكير الإيجابي ارفع قلبك دائما إلى الله وقول له أعطني التفكير الإيجابي وتذكر دائما انك لو تعرف كيف تتكلم فالصمت أفضل، فليعطنا الله كلنا روح التفكير الإيجابي.