أمين البحوث الإسلامية يتفقد منطقة وعظ الإسكندرية و يثمِّن جهود الأزهر    البابا تواضروس لمفتي «نوڤي بازار» بصربيا: أقباط مصر ليسوا أقلية.. ونعيش مع إخوتنا المسلمين في وطن واحد    تكريم مجلس اتحاد طلاب جامعة المنيا الأهلية    وزير التموين: إقامة شوادر عيد الأضحى بدءً من 20 مايو    الإسماعيلية تتابع الموقف التنفيذي لمنظومة تقنين واسترداد أراضي الدولة    إزالة 8 تعديات على أملاك الدولة في حملات بالأقصر    السعودية ترحب ببيان عُمان بشأن وقف إطلاق النار باليمن    ميرتس يبدي تحفظا حيال إسهام بلاده في تأمين هدنة محتملة في أوكرانيا    هل شارك في التدريبات الجماعية؟| موقف زيزو بعد تولي أيمن الرمادي قيادة الزمالك    السيطرة على حريق هائل في مخزن فراشة بالإسماعيلية    بسبب السحر.. شاب يحاول قتل شقيقته بالقليوبية    الآلاف يشيعون جثمان طفل بلطيم ضحية إطلاق النار بكفر الشيخ    ختام فاعليات مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة في دورته التاسعة - صور    أوس أوس يطلب الدعاء لوالدته بعد دخولها رعاية القلب    أىُّ «سيّدٍ» وأىُّ «ناسٍ»؟!    «منهم الحمل والأسد».. 4 أبراج تتحدث قبل أن تفكر وتندم    آخرهم رنا رئيس.. 6 زيجات في الوسط الفني خلال 4 أشهر من 2025    قصر ثقافة العريش يشهد انطلاق أولى فعاليات الملتقى الثقافي "الثقافة والهوية الوطنية"    خالد الجندي: الاحتمال أدب في القرآن نحتاجه في زمننا    لماذا فرض الله الحجاب على المرأة دون الرجل؟.. أمين الفتوى يجيب    كشف مجاني على 680 حالة في قافلة طبية بالأقصر    «الإعلام في تعزيز جهود الرعاية الصحية للمواطنين» في جلسة بحثية بإعلام القاهرة    مبيعات أجنبية تهبط بمؤشرات البورصة بختام جلسة اليوم.. فما الأسباب؟    عمر طلعت مصطفى: ننسق مع وزارة الشباب والرياضة للاستفادة من الفعاليات الكبيرة للترويج لسياحة الجولف    جوندوجان يأمل في بداية مسيرته التدريبية كمساعد لجوارديولا    التايكوندو يتوجه للإمارات للمشاركة في بطولة العالم تحت 14 عام    عضو ب"القومى للمرأة": حظر تشغيل كل من كان عمره أقل من 15 سنة فى المنازل    «المحامين»: 5 إجراءات تنظيمية للإضراب العام أمام محاكم الاستئناف غدا    بيدري مهدد بالعقوبة من يويفا بسبب تصريحاته ضد حكم قمة الإنتر وبرشلونة    ما حكم طهارة وصلاة العامل في محطات البنزين؟.. دار الإفتاء تجيب    تحت تأثير المخدر.. المشدد 5 سنوات لمتهم قتل وأصاب 3 أشخاص في القليوبية    روسيا تعتزم استضافة رئيسي الصين والبرازيل وآخرين بمناسبة ذكرى يوم النصر في الحرب العالمية    جامعة كفر الشيخ تشارك في منتدى «اسمع واتكلم» بمرصد الأزهر لمكافحة التطرف    محافظ المنيا يوافق على تحسين خدمات النقل وفتح التقديم لترخيص 50 تاكسي    عدوان الاحتلال الإسرائيلي على طولكرم ومخيميها يدخل يومه 101    محافظ قنا يشارك في احتفالية مستقبل وطن بعيد العمال ويشيد بدورهم في مسيرة التنمية    رئيس "أزهرية الإسماعيلية" يشهد امتحانات النقل الإعدادى والابتدائى    تعرف على وضع صلاح بين منافسيه في الدوري الإنجليزي بعد 35 جولة    وزير البترول: التوسع الخارجي لشركة "صان مصر"على رأس الأولويات خلال الفترة المقبلة    ب12 هاتفًا.. عصابة تخترق حساب سيدة من ذوي الاحتياجات وتنهب أموالها    كندة علوش: دوري في «إخواتي» مغامرة من المخرج    قطاع الفنون التشكيلية يعلن أسماء المشاركين في المعرض العام في دورته 45    إطلاق صندوق لتحسين الخدمة في الصحة النفسية وعلاج الإدمان    بدء التشغيل الفعلي لمنظومة التأمين الصحي الشامل في أسوان أول يوليو المقبل    وائل غنيم في رسالة مطولة على فيسبوك: دخلت في عزلة لإصلاح نفسي وتوقفت عن تعاطي المخدرات    وزارة الأوقاف تعلن أسماء المقبولين لدخول التصفيات الأولية لمسابقة القرآن الكريم    المراجعات النهائية للشهادة الإعدادية بشمال سيناء    سحب 49 عينة سولار وبنزين من محطات الوقود بالإسكندرية لتحليلها    آخر تطورات مفاوضات الأهلي مع ربيعة حول التجديد    السنغال بالزي الأبيض والكونغو بالأزرق في كأس إفريقيا للشباب    زيادة قدرتها الاستيعابية.. رئيس "صرف الإسكندرية يتفقد محطة العامرية- صور    «مستقبل التربية واعداد المعلم» في مؤتمر بجامعة جنوب الوادي    الداخلية: ضبط 507 دراجة نارية لعدم ارتداء الخوذة    مصر ترحب باتفاق وقف إطلاق النار في اليمن مع الولايات المتحدة    بتكلفه 85 مليون جنيه.. افتتاح مبنى امتداد مركز الأورام الجديد للعلاج الإشعاعي بقنا    عضو مجلس الزمالك: كل الاحتمالات واردة في ملف زيزو    اليوم.. الرئيس السيسي يتوجه إلى اليونان في زيارة رسمية    عاجل- مصر وقطر تؤكدان استمرار جهود الوساطة في غزة لوقف المأساة الإنسانية    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"البوابة نيوز" ترصد أيام التقشف في السعودية
نشر في البوابة يوم 05 - 10 - 2016

الحكومة تخفّض رواتب العاملين.. وترفع قيمة التأشيرات 13 %.. وتضاعف فواتير المياه 500 %
خفض دعم المحروقات ومكافآت أعضاء مجلس الشورى.. واعتماد التقويم الميلادى بدلا من الهجرى في العمل لتوفير
18.7 مليار ريال زيادة رسوم العمرة
ظلت المملكة العربية السعودية ومن خلفها بعض دول الخليج تعتقد أنها ستكون بمنأى عن الآثار السلبية لما عرف ب«الربيع العربى»، لكن تداعيات التسونامى الذي زلزل أركان منطقة الشرق الأوسط لم تترك موضع قدم في المنطقة إلا طالته، سواء بشكل مباشر أو في شكل آثار غير مباشرة. ألقت تحركات المملكة وتفاعلها مع مجريات الأحداث في دول الربيع العربى بظلالها على الداخل السعودى بشكل بات ملحوظا للجميع، ويبدو أن المملكة بدأت تحصد ثمار تحركاتها السياسية في المنطقة علقما، فقد وجد صانع القرار في بلاد الحجاز نفسه مضطرا لاتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الصعبة كمحاولة لمعالجة التأثيرات السلبية التي حاقت بالبلاد خلال السنتين الأخيرتين، جراء التدخل العسكري في اليمن ودعم الجماعات المسلحة في سوريا وليبيا.
اضطرت الدولة الأغنى في المنطقة العربية إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات التقشفية لمواجهة التباطؤ الحاد الذي ضرب اقتصادها، حتى إن صحيفة «وول ستريت جورنال» نشرت قبل أيام تقريرًا تحدث عن تغييرات في نمط حياة السعوديين، بسبب الضغوط الاقتصادية التي تواجهها المملكة خصوصا في أوساط المنتمين للطبقة الوسطى.
بهدف تعزيز وضعها المالى، خفضت السعودية دعم الوقود، والكهرباء، والمياه في ديسمبر بعد أن سجلت عجزًا قياسيًا في الميزانية في العام الماضى، كما اتخذت مجموعة من القرارات لخفض الأموال التي تُنفق على الأجور في القطاع العام وجمع المزيد من العائدات غير النفطية باستحداث الضرائب.
ولم يكن لدى الحكومة السعودية الكثير من الخيارات، فالنمو الحقيقى في الناتج المحلى الإجمالى تباطأ إلى 1.5٪ في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، كما تراجعت المؤشرات المالية في المملكة خلال عام 2015، بشكل كبير، فبحسب النتائج المالية لموازنة العام المالى الحالى، انخفضت الإيرادات بنسبة 15٪ عن المُتوقع، إذ بلغت نحو 608 مليارات ريال سعودى فقط.
بداية الأزمة الاقتصادية
بدأت الأزمة الاقتصادية في المملكة قبل أكثر من عامين، وذلك نتيجة انهيار أسعار النفط الذي ظل لعدة عقود بمثابة عامود الخيمة للاقتصاد السعودى، ويرجع هذا الانخفاض الحاد لعدة عوامل منها سيطرة العصابات المسلحة على آبار النفط في سوريا وليبيا، إضافة إلى رفع الحظر المفروض على الصادرات الإيرانية جزئيا، علاوة على تباطؤ حركة الاقتصاد في الصين وعدد من دول العالم، وإعلان أمريكا للمرة الأولى تصديرها خام برنت الصخرى الخفيف.
مع تراجع سعر البرميل من 115 دولارًا للبرميل في يونيو 2014، إلى 44 دولارًا للبرميل خلال أكتوبر 2016، انخفض حجم الإيرادات البترولية للمملكة إلى 446 مليار ريال خلال الموازنة الحالية، مقارنة ب913 مليار ريال خلال عام 2014، بانخفاض يصل إلى النصف تقريبًا. وتبلغ الإيرادات البترولية نحو 73٪ من إجمالى الإيرادات العامة للسعودية.
رغم هذا الانخفاض فإن المملكة لم تتجه لتخفيض إنتاجها البالغ 10.3 ملايين برميل يوميًا، ففى مقابلة مع وكالة بلومبيرج الأمريكية للأخبار المالية، قال الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى: «ستحافظ السعودية على حصتها السوقية، وتثيبت إنتاجها من البترول، ولن نفوت فرصة لبيع النفط».
وتشير إحصاءات المملكة البترولية إلى أنه وعلى الرغم من تهاوى أسعار البترول، إلا أن المملكة اتجهت لزيادة إنتاجها خلال عام 10.3 مليون بترول، مقارنة ب 9.7 مليون بترول.
وعرفت صناعة النفط هبوطا وارتفاعا في السابق، لكن الهبوط في ال18 شهرا الأخيرة كان الأعنف منذ تسعينيات القرن الماضى، إذ فقد النفط ثلث قيمته خلال عام 2015، وانخفضت أرباح الشركات الأمريكية، مما اضطرها للاستغناء عن نحو ثلث منصات الاستكشاف، وخفض الاستثمارات في عمليات الاستكشاف.
تحدثت الصحف العالمية عما وصفته ب«ثورة النفط الصخرى» في الولايات المتحدة والذي كان سببًا مباشرًا في انخفاض أسعار البترول العالمية، هذا إضافة إلى الاتفاق النووى الإيرانى الذي مكن إيران من الدخول بقوة كمنافس شرس للسعودية داخل أوبك.
تشير الصحف إلى وجود تهديد مباشر ناتج عن ثورة النفط للأهداف الإستراتيجية للسعودية ودول الخليج، والتي تتمثل في تأمين أسواقها على المدى الطويل للنفط، والغاز، إضافة إلى بناء صناعات كثيفة الطاقة مثل البتروكيماويات والمصافى.
ومع توقف الولايات المتحدة عن استيراد الغاز من قطر والجزائر، ودول أخرى، واجهت السعودية 3 مشكلات كبيرة، بحسب المحللين، أولها، هو منافسة دول أوبك الأخرى لها في أسواقها التقليدية خاصة في آسيا، إضافة إلى زيادة مليونية مستمرة في إنتاج الولايات المتحدة عاما بعد آخر، بما يعنى اضطرار السعودية إما إلى خفّض إنتاجها من البترول، وهو لم يحدث، وإما الاستمرار وتحمل تبعات خسارة البترول لأسعاره.
وبالنظر إلى هذه الحال، فإن المملكة لا تستطيع التخلى عن كمية إنتاجه الحالى، ولا حتى خفض إنتاجها من البترول، إذ يؤدى هذا إلى تقليل حصة المملكة في أسواقها التقليدية التي لطالما حافظت عليها، لذا ليس مستغربا زيادة إنتاجها فيما بعد لتخفيض الأسعار بشكل يضمن حصتها السوقية في مجال النفط الخام.
فضلًا على ذلك، كان الاتفاق النووى بين الولايات المتحدة ودول ال«5+1» الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في يناير الماضى، ورفع جزء كبير من العقوبات الدولية المفروضة على إيران، مكنها من الوصول إلى أسواق النفط الدولية.
وبحسب إحصائية منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» يبلغ الإنتاج الإيرانى للنفط الخام نحو ثلاثة ملايين برميل يوميًا، فيما تتوقع المنظمة الدولية للطاقة أن يزيد الإنتاج بمقدار 300 ألف برميل يوميًا مع انتهاء العام الحالى، هذه الزيادة في كمية النفط المتوافر عالميًا تسببت في انخفاض أسعار النفط.
كما أن ذلك دفع المملكة إلى الحفاظ على إنتاجها من النفط الخام، حفاظًا على أسواقها، وعدم التفريط فيها لغريمها التقليدى الجمهورية الإيرانية.
ويتحدث المحللون عن سبب آخر لخسارة النفط لأسعاره، ذلك أن أسواق تهريب النفط سواء من ليبيا أو العراق بعد سيطرة داعش، مكن بعض الدول من استيراد النفط بأقل من أسعاره، إذ وصلت أسعار النفط المُهر إلى أقل من 20 دولارا فقط للبرميل.
وعلى الرغم من اتخاذ الولايات المتحدة بدفع من دول أوبك والسعودية إجراءات لفرض عقوبات على المُتاجرين والمهُربين للنفط، إلا أن ذلك لم يمنع دولا من التعاون مع هؤلاء المُهربين والاستفادة بفارق الأسعار بين المعروض والمُهرب.
تراجع عوائد النفط تسبب في اقتراض السعودية 9.8 مليار دولار، بحسب الموازنة الحالية، لم تُسدد منها شيئًا، وهذا لم يحدث منذ عقود طويلة، على الأقل خلال ال16 عامًا الماضية، ووفقًا للموازنة الحالية، فإن المصروفات بلغت 975 مليار ريال، بزيادة قدرها 13٪ أي 115 مليار ريال عما تم تقديره من قبل، وعلى هذا حققت الموازنة الحالية عجزًا قدره 367 مليار ريال، أي بنسبة 50٪ من الإيرادات العامة، وهو ما لم تصل إليه موازنة المملكة من قبل خلال آخر 20 عامًا.
بلغ الناتج المحلى الإجمالى للمملكة 2.5 تريليون ريال خلال الموازنة الحالية، في حين وصل حجم الدين العام إلى 5.9٪، وخلال عام 2015 بلغ العجز في الميزان التجارى السعودى نحو 15٪، مقارنة ب2.3٪ فقط خلال عام 2014.
كما انخفضت قيمة الصادرات السعودية «بدون البترول» خلال عام 2015 إلى 763 مليون ريال، مقارنة بتريليون و300 مليون خلال عام 2015. هذا في حين زادت الواردات خلال عام 2015 لتصل إلى 655 مليون ريال سعودى.
ولعل هذا كان سببًا في الإجراءات التقشفية التي اتخذتها المملكة خلال العام الحالى التي من المتوقع أن تستمر خلال العام القادم على أقل تقدير.
السعودية البديلة 2030
حاولت المملكة الخروج من الاعتماد على النفط إلى تبنى رؤية اقتصادية تقوم على تعدد مصادر الثروة، واشتملت رؤية المملكة التي أعلنها الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد على 3 تقسيمات رئيسية هي اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوى، ووطن طموح.
وتستهدف رؤية السعودية، رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16٪ إلى 50٪ على الأقل من إجمالى الناتج المحلى غير النفطى، وتقدم ترتيب المملكة في مؤشر أداء الخدمات اللوجيستية من المرتبة 49 إلى 25 عالميًا، ورقم 1 إقليميًا.
كما تستهدف أيضًا، رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالى الناتج المحلى من 3.8٪ إلى المعدل العالمى 5.7٪، والانتقال من المركز 25 في مؤشر التنافسية العالمى إلى أحد المراكز ال10 الأولى.
وفيما يتعلق بالاستثمار فإن المستهدف هو رفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار إلى ما يزيد على 7 تريليونات ريال سعودى، كما تضمنت الرؤية رفع نسبة المحتوى المحلى في قطاع النفط والغاز من 40٪ إلى 75٪. ومن المستهدف زيادة حجم الاقتصاد السعودى وانتقاله من المرتبة 19 إلى المراتب ال15 الأولى على مستوى العالم.
واشتملت الرؤية على رفع نسبة تملك السعوديين للمنازل من 47٪ إلى نحو 52٪ بحلول عام 2020، ورفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22٪ إلى 30٪، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالى الناتج المحلى من 20٪ إلى 35٪، وتخفيض معدل البطالة من 11.6٪ إلى 7٪.
كما تضمنت الرؤية زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8 ملايين إلى 30 مليون معتمر، وخلق مجتمع حيوى بنيانه متين، عبر زيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عامًا، والارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعى من المرتبة 26.
أما المحور الثالث فهو «وطن طموح»، الذي يتضمن بعض الأهداف من بينها رفع مساهمة القطاع غير الربحى في إجمالى الناتج المحلى من أقل من 1٪ إلى 5٪، ورفع نسبة مدخرات الأسر من إجمالى دخلها من 6٪ إلى 10٪.
وفيما يتعلق بالحكومة تستهدف الرؤية، الوصول من المركز 36 إلى المراكز ال5 الأولى في مؤشر الحكومات الإلكترونية، والوصول من المركز 80 إلى المركز 20 في مؤشر فاعلية الحكومة، وزيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163 مليارًا إلى تريليون ريال سنويا.
تخفيض رواتب العاملين
خلال جلسته المنعقدة، الأسبوع الماضى، قام مجلس الوزراء السعودى بتخفيض الرواتب والمزايا من موظفى الدولة، والبالغ عددهم مليون و250 ألف موظف من إجمالى عدد الموظفين السعوديين البالغ 5 ملايين و600 ألف موظف، بنسبة 25٪. وقرر إلغاء بعض العلاوات والبدلات والمكافآت، وخفض رواتب الوزراء ومن في مرتبتهم بنسبة 20٪.
كما تم خفض مكافآت أعضاء مجلس الشورى بنسبة 15٪، الذي يُصرف لكل عضو من أعضاء المجلس عن قيمة السيارة، وما تتطلبه من قيادة وصيانة خلال فترة العضوية التي تبلغ أربعة سنوات.
وبحسب البيانات، فإن الأجور والرواتب والبدلات تبلغ 450 مليار ريال، وهذا يعنى أن هذه المصروفات تزيد على 50٪ من إجمالى المصروفات العامة، وشّكلت البدلات وحدها 30٪ من إجمالى دخول الموظفين بالقطاع الحكومى، وقد يؤدى تخفيض رواتب العاملين بالحكومة السعودية إلى توفير ما قيمته 90 مليار ريال سنويًا، إضافة إلى توفير المملكة 18.7 مليار بعد اعتماد التقويم الميلادى.
وجاءت الزيادة بشكل رئيسى في المصروفات، نتيجة صرف رواتب إضافية لموظفى الدولة السعوديين المدنيين، والعسكريين، والمستفيدين من الصمان الاجتماعى، والمتقاعدين، حيث تمثل هذه المصروفات 77٪ من حجم الزيادة في المصروفات. بينما جاءت النسبة المتبقية في الزيادة، بسبب صرف مبالغ على المشاريع الأمنية والعسكرية 17٪، والباقى تم صرفه على مشاريع ونفقات أخرى متنوعة.
ونقلًا عن رئيس وكبير الخبراء في مجموعة خبراء المخاطر في الشرق الأوسط عبدالرحمن بن محمد الزومان، فإنه ينظر إلى القرارات التقشفية السعودية على أنها استمرار لمرحلة التغيير التي أعلنت عنها الرياض خلال طرحها رؤية 2030 في شهر إبريل الماضى.
وبحسب الزومان، أن قرار إلغاء العلاوات والمزايا وخفض الرواتب، سببه ارتفاع كبير في فاتورة الرواتب التي تشكل نسبتها 60٪- 70٪ من نفقات الحكومة السنوية، «وهذا من أكبر الأرقام عالميًا»، ويقصد فاتورة الرواتب إلى إجمالى نفقات الحكومة.
فضلًا على خفّض الرواتب بنسبة 20٪، ووضع حد أقصى على العطلات والخدمات الأخرى للموظفين، بحسب المرسوم الملكى، تقرر خفّض رواتب الوزراء وتقليل حجم البدلات. وتأمل المملكة العربية السعودية من مضاعفة حجم الاقتصاد، وخلق نحو 6 ملايين وظيفة جديدة خلال ال15 عامًا القادمة.
ولعل هذا ما تسبب في عدم منح العلاوة السنوية خلال العام الهجرى الحالى 1438، حيث يجرى تطبيق وقف العلاوة السنوية على كل العاملين بالقطاع الحكومى من السعوديين والوافدين، والعاملين بالقطاع العسكري، إلا أنه تم استثناء العسكريين المُشاركين في تحرير اليمن من أيدى الحوثيين، إضافة إلى العملاء الاستخباراتيين العاملين خارج حدود المملكة.
كما تم خفّض بدل ساعات العمل الإضافي بنسبة 25٪ من الراتب الأساسى في الأيام العادية، وإلى 50٪ في أيام العطلات الرسمية والأعياد، إضافة إلى خفض إجمالى فترات الانتداب لموظفى الدولة ليصبح 30 يومًا خلال العام المالى الجديدة، هذا مع قف صرف بدل الانتقال الشهرى للموظف خلال فترة الإجازة.
أزمة العام الهجرى
لم تتوقف إجراءات التقشف عند هذا الحد، بل تقرر إيقاف العمل بالتقويم الهجرى، والعمل بالتقويم الميلادى، بعد 86 عامًا من إنشاء المملكة عام 1932، ونقلًا عن أحد الموظفين السعوديين، فإنها باعتماد التقويم الميلادى سوف يخسر كل موظف حكومى ما يقارب من نصف شهر من راتبه السنوى. وهذا يعنى أن المملكة قد توفر نحو 18.7 مليار ريال بعد اعتماد التقويم الميلادى.
ويحصل الموظف، بعد تطبيق القرار على راتبه الشهرى في ال25 من كل شهر ميلادى، بدلًا مما كان متبعًا سابقًا في حصول الموظف على المرتب كل 25 يوما من الشهر الهجرى، إذ تنقص السنة الهجرية بنحو 15 يومًا عن الميلادية.
زيادة تأشيرات العمرة
قبل أن ينسدل الستار عن يوم الأحد الماضى، قررت المملكة تطبيق عدد من الرسوم الجديدة على التأشيرات والرسوم، وقد تسبب ذلك في رفع ثمن تأشيرات العمرة.
وتخص الرسوم التي فرضتها السلطات السعودية المواطنين الذين يعتمرون أكثر من مرة، حيث ستبلغ رسوم التأشيرة الجديدة لهم 2000 ريال سعودى.
كما تشمل الرسوم الجديدة تأشيرة الخروج والعودة المتعددة إلى 500 ريال لمدة 3 شهور وكل شهر إضافي 200 ريال، بدلا من السابق برسم 500 ريال كحد أقصى لمدة ستة أشهر عدا زوجات المواطنين لمدة سنة.
وبخصوص الوافدين غير المقيمين تمنح منافذ الجوازات تأشيرات دخول للعمالة المنزلية المرافقة لكفلائهم الخليجيين برسوم 300 ريال بدلا من 50 ريالا سابقا. كما رفعت المملكة رسوم الحصول على تأشيرة الدخول إلى المملكة لتبلغ 3000 ريال لمدة 6 أشهر و5000 آلاف لمدة عام، و8000 لمدة عامين.
وقد أثار القرار استياء عدد من شركات الحج والعمرة، حيث أصدرت لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة في مصر أن الزيادة الجديدة تشكل عبئا على الراغبين بأداء العمرة.
وتعول المملكة من خلال رفع ثمن التأشيرات على زيادة إيرادات ميزانيتها، بعد تراجعها بسبب هبوط أسعار النفط التي تعد المورد الأساسى للمملكة.
فضلًا عن ذلك، قامت المملكة بتغيير أثمان تأشيرات أخرى، إذ أصبح يستوفى 200 ريال لتأشيرة خروج وعودة مفردة لمدة شهرين للمقيمين، و100 ريال عن كل شهر إضافي، بدلا من السابق بواقع 200 ريال لمدة 6 أشهر كحد أقصى عدا الطلاب لمدة سنة. وتأشيرة الزيارة المفردة برسم 2000 ريال بدلا من السابق 200 ريال، وتأشيرة الزيارة المتعددة برسم 3000 ريال لمدة 6 أشهر بدلا من السابق 500 ريال.
زيادة فواتير الخدمات
لم يتوقف التقشف عند هذا الحد، إذ قامت المملكة بزيادة أسعار البنزين في إطار ما أطلقت عليه «الإصلاحات الاقتصادية». واشتملت هذه الإجراءات على مراجعة الدعم الحكومى للمشتقات البترولية والكهرباء، والمياه، إذ تقرر أسعار المحروقات بشكل عام بنسبة 13٪.
وحدد مجلس الوزراء السعودى أسعارا جديدة للبنزين بأنواعه المختلفة، بحيث زاد سعر لتر بنزين «91» من 0.45 ريال للتر إلى 0.75 ريال للتر، بزيادة نسبتها 66٪، وزيادة سعر بنزين «95» من 0.60 ريال للتر إلى 0.90 ريال للتر، بزيادة قدرها 50٪.
وكانت السعودية رفعت سعر البنزين عام 1999 إلى 0.90 ريال من 0.60 ريال، فيما قال اقتصاديون حينذاك إنها خطوة في إطار تدابير لخفض العجز في الميزانية بعد انخفاض أسعار النفط وتراجع إيرادات الصادرات. وكانت المملكة رفعت أسعار البنزين إلى المثلين تقريبا عام 1995 في إطار ميزانية تقشف.
كما تخطط الحكومة لعدد من الإصلاحات الاقتصادية تشمل خصخصة مجموعة من القطاعات والأنشطة الاقتصادية، إضافة إلى استكمال خطوات تطبيق ضريبة القيمة المضافة بالتنسيق مع باقى دول مجلس التعاون الخليجى.
كما رفعت المملكة أسعار فواتير الكهرباء إلى 4 أضعاف، بحسب على البراك الرئيس التنفيذى للشركة السعودية للكهرباء السابق.
وقال البراك: «إن ارتفاع فواتير الكهرباء يعود إلى زيادة الاستهلاك، مما يُدخل الأفراد في فئات الشرائح الأعلى، إضافة إلى انخفاض قيمة البترول وتأثيره على موازنة المملكة».
وكانت وزارة المياه والكهرباء السعودية، بدأت في تطبيق التعريفة الجديدة للمياه في يناير الماضى، حيث زادت التعريفة من 1754٪ إلى 4238٪، فضلًا على ارتفاع فاتورة المياه بنسبة 500٪.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.