توريد 82 ألفا و531 طن قمح لشون وصوامع البحيرة.. صور    سكرتير عام مساعد بني سويف يتفقد استعدادات الكنائس لاستقبال احتفالات عيد الميلاد    الشرطة الفرنسية تقتحم جامعة سيانس بو    الهلال والتعاون.. شاهد (0-0) بث مباشر مباراة الهلال ضد التعاون في الدوري السعودي    أجمل رسائل التهنئة بمناسبة عيد شم النسيم 2024: لمسات تعكس الفرح والمودة    جامعة الفيوم تحتفل على شرف الطلاب المثاليين سفراء النوايا الحسنة    إيبارشية بني سويف تعلن ترتيبات الصلوات وحضور قداس عيد القيامه المجيد    أخبار التوك شو.. مفاجأة في أسعار الذهب والدولار.. ورضا عبد العال: لن أخالف ضميري من أجل الأهلي    بتكلفة 3.5 مليون جينه .. افتتاح مسجدين في الواسطى وسمسطا    القاهرة الإخبارية: إسرائيل تعتقل 44 صحفيًا في السجن الإداري.. فيديو    مصر تقف أمام المخططات الإسرائيلية الهادفة لتهجير سكان غزة إلى سيناء    بيان عاجل من المصدرين الأتراك بشأن الخسارة الناجمة عن تعليق التجارة مع إسرائيل    حماة الوطن: تأسيس اتحاد القبائل العربية وتدشين مدينة السيسي خطوتان للأمام    ثمن الخيانة في الوراق.. العشيق هرب من غرفة النوم إلى سرير المستشفى    رئيس الطائفة الإنجيلية يصلي الجمعة العظيمة بالقاهرة الجديدة    بالأسماء.. تعرف على الكتب الأكثر إقبالا بجناح مركز أبو ظبى للغة العربية    اقدر.. مباردة مجتمعية تستقبل زوار معرض أبو ظبي    التضامن تكرم كارولين عزمي عن دورها في مسلسل حق عرب    خطبة الجمعة اليوم.. الدكتور محمد إبراهيم حامد يؤكد: الأنبياء والصالحين تخلقوا بالأمانة لعظم شرفها ومكانتها.. وهذه مظاهرها في المجتمع المسلم    المفتي: مشاركتنا لشركاء الوطن في أعيادهم على سبيل السلام والمحبة وحسن الجوار    دليل السلامة الغذائية.. كيف تحدد جودة الفسيخ والرنجة؟    بعد تصدرها التريند.. التصريحات الكاملة ل نهى عابدين ببرنامج مساء دي إم سي    إطلاق صواريخ من لبنان باتجاه مواقع إسرائيلية    ضبط 2000 لتر سولار قبل بيعها بالسوق السوداء في الغربية    أبرزها "توفير مصل التسمم".. "الصحة" تعلن خطة تأمين احتفالات عيد القيامة وشم النسيم    مشيرة خطاب تشيد بقرار النائب العام بإنشاء مكتب لحماية المسنين    رئيس الوزراء يتابع جهود منظومة الشكاوى الحكومية المُوحدة خلال أبريل الماضي    انخفاض أسعار الذهب الآن في سوق الصاغة والمحال    «التعليم» تحدد مواصفات امتحان اللغة العربية للثانوية العامة 2024.. تفاصيل    المنتدى الاقتصادي يُروج لبرنامج «نُوَفّي» وجهود مصر في التحول للطاقة المتجددة    تعاون «مصري- يوناني» النسخة الجديدة مبادرة «إحياء الجذور – نوستوس»    التعليم العالي: مشروع الجينوم يهدف إلى رسم خريطة جينية مرجعية للشعب المصري    الأهلي يهنئ الاتحاد بكأس السلة ويؤكد: "علاقتنا أكبر من أي بطولة"    رئيس جهاز مدينة العبور يتفقد شوارع وأحياء المدينة ويوجه بالتواصل الدائم مع المواطنين    سموتريتش: "حماس" تبحث عن اتفاق دفاعي مع أمريكا    الإسكان تطرح أراضى للتخصيص الفوري بالصعيد، تفاصيل    في الذكري السنوية.. قصة الاحتفال باليوم العالمي لحرية الصحافة    وحدات سكنية وهمية.. ضبط سيدة استولت على أموال المواطنين ببني سويف    ب«تفعيل الطوارئ».. «الصحة» بالقليوبية: عيادات متنقلة بمحيط الكنائس خلال احتفالات عيد القيامة    دعاء الهداية للصلاة والثبات.. ردده الآن تهزم شيطانك ولن تتركها أبداً    إصابة 6 سيدات في حادث انقلاب "تروسيكل" بالطريق الزراعي ب بني سويف    متسابقون من 13 دولة.. وزير الرياضة يطلق شارة بدء ماراثون دهب الرياضي للجري    وزير الصحة: تقديم 10.6 آلاف جلسة دعم نفسي ل927 مصابا فلسطينيا منذ بداية أحداث غزة    نقيب المهندسين: الاحتلال الإسرائيلي يستهدف طمس الهوية والذاكرة الفلسطينية في    علام يكشف الخطوة المقبلة في أزمة الشحات والشيبي.. موقف شرط فيتوريا الجزائي وهل يترشح للانتخابات مجددا؟    «الإفتاء» تحذر من التحدث في أمور الطب بغير علم: إفساد في الأرض    صحف إيطاليا تبرز قتل ذئاب روما على يد ليفركوزن    الفلسطينيون في الضفة الغربية يتعرضون لحملة مداهمات شرسة وهجوم المستوطنين    البنتاجون: نراقب الروس الموجودين في قاعدة يتواجد فيها الجيش الأمريكي في النيجر    "مضوني وسرقوا العربية".. تفاصيل اختطاف شاب في القاهرة    إصابة 6 أشخاص في مشاجرة بسوهاج    برشلونة يستهدف التعاقد مع الجوهرة الإفريقية    توقعات الأبراج اليوم الجمعة 3 مايو 2024.. مصادر دخل جديدة ل«الأسد» و«العقرب» ينتظر استرداد أمواله    عبد المنصف: "نجاح خالد بيبو جزء منه بسبب مباراة ال6-1"    رئيس اتحاد الكرة: عامر حسين «معذور»    الغدة الدرقية بين النشاط والخمول، ندوة تثقيفية في مكتبة مصر الجديدة غدا    كيفية إتمام الطواف لمن شك في عدد المرات.. اعرف التصرف الشرعي    الناس لا تجتمع على أحد.. أول تعليق من حسام موافي بعد واقعة تقبيل يد محمد أبو العينين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



"البوابة نيوز" ترصد أيام التقشف في السعودية
نشر في البوابة يوم 05 - 10 - 2016

الحكومة تخفّض رواتب العاملين.. وترفع قيمة التأشيرات 13 %.. وتضاعف فواتير المياه 500 %
خفض دعم المحروقات ومكافآت أعضاء مجلس الشورى.. واعتماد التقويم الميلادى بدلا من الهجرى في العمل لتوفير
18.7 مليار ريال زيادة رسوم العمرة
ظلت المملكة العربية السعودية ومن خلفها بعض دول الخليج تعتقد أنها ستكون بمنأى عن الآثار السلبية لما عرف ب«الربيع العربى»، لكن تداعيات التسونامى الذي زلزل أركان منطقة الشرق الأوسط لم تترك موضع قدم في المنطقة إلا طالته، سواء بشكل مباشر أو في شكل آثار غير مباشرة. ألقت تحركات المملكة وتفاعلها مع مجريات الأحداث في دول الربيع العربى بظلالها على الداخل السعودى بشكل بات ملحوظا للجميع، ويبدو أن المملكة بدأت تحصد ثمار تحركاتها السياسية في المنطقة علقما، فقد وجد صانع القرار في بلاد الحجاز نفسه مضطرا لاتخاذ مجموعة من الإجراءات الاقتصادية الصعبة كمحاولة لمعالجة التأثيرات السلبية التي حاقت بالبلاد خلال السنتين الأخيرتين، جراء التدخل العسكري في اليمن ودعم الجماعات المسلحة في سوريا وليبيا.
اضطرت الدولة الأغنى في المنطقة العربية إلى اتخاذ حزمة من الإجراءات التقشفية لمواجهة التباطؤ الحاد الذي ضرب اقتصادها، حتى إن صحيفة «وول ستريت جورنال» نشرت قبل أيام تقريرًا تحدث عن تغييرات في نمط حياة السعوديين، بسبب الضغوط الاقتصادية التي تواجهها المملكة خصوصا في أوساط المنتمين للطبقة الوسطى.
بهدف تعزيز وضعها المالى، خفضت السعودية دعم الوقود، والكهرباء، والمياه في ديسمبر بعد أن سجلت عجزًا قياسيًا في الميزانية في العام الماضى، كما اتخذت مجموعة من القرارات لخفض الأموال التي تُنفق على الأجور في القطاع العام وجمع المزيد من العائدات غير النفطية باستحداث الضرائب.
ولم يكن لدى الحكومة السعودية الكثير من الخيارات، فالنمو الحقيقى في الناتج المحلى الإجمالى تباطأ إلى 1.5٪ في الربع الأول مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضى، كما تراجعت المؤشرات المالية في المملكة خلال عام 2015، بشكل كبير، فبحسب النتائج المالية لموازنة العام المالى الحالى، انخفضت الإيرادات بنسبة 15٪ عن المُتوقع، إذ بلغت نحو 608 مليارات ريال سعودى فقط.
بداية الأزمة الاقتصادية
بدأت الأزمة الاقتصادية في المملكة قبل أكثر من عامين، وذلك نتيجة انهيار أسعار النفط الذي ظل لعدة عقود بمثابة عامود الخيمة للاقتصاد السعودى، ويرجع هذا الانخفاض الحاد لعدة عوامل منها سيطرة العصابات المسلحة على آبار النفط في سوريا وليبيا، إضافة إلى رفع الحظر المفروض على الصادرات الإيرانية جزئيا، علاوة على تباطؤ حركة الاقتصاد في الصين وعدد من دول العالم، وإعلان أمريكا للمرة الأولى تصديرها خام برنت الصخرى الخفيف.
مع تراجع سعر البرميل من 115 دولارًا للبرميل في يونيو 2014، إلى 44 دولارًا للبرميل خلال أكتوبر 2016، انخفض حجم الإيرادات البترولية للمملكة إلى 446 مليار ريال خلال الموازنة الحالية، مقارنة ب913 مليار ريال خلال عام 2014، بانخفاض يصل إلى النصف تقريبًا. وتبلغ الإيرادات البترولية نحو 73٪ من إجمالى الإيرادات العامة للسعودية.
رغم هذا الانخفاض فإن المملكة لم تتجه لتخفيض إنتاجها البالغ 10.3 ملايين برميل يوميًا، ففى مقابلة مع وكالة بلومبيرج الأمريكية للأخبار المالية، قال الأمير محمد بن سلمان ولى العهد السعودى: «ستحافظ السعودية على حصتها السوقية، وتثيبت إنتاجها من البترول، ولن نفوت فرصة لبيع النفط».
وتشير إحصاءات المملكة البترولية إلى أنه وعلى الرغم من تهاوى أسعار البترول، إلا أن المملكة اتجهت لزيادة إنتاجها خلال عام 10.3 مليون بترول، مقارنة ب 9.7 مليون بترول.
وعرفت صناعة النفط هبوطا وارتفاعا في السابق، لكن الهبوط في ال18 شهرا الأخيرة كان الأعنف منذ تسعينيات القرن الماضى، إذ فقد النفط ثلث قيمته خلال عام 2015، وانخفضت أرباح الشركات الأمريكية، مما اضطرها للاستغناء عن نحو ثلث منصات الاستكشاف، وخفض الاستثمارات في عمليات الاستكشاف.
تحدثت الصحف العالمية عما وصفته ب«ثورة النفط الصخرى» في الولايات المتحدة والذي كان سببًا مباشرًا في انخفاض أسعار البترول العالمية، هذا إضافة إلى الاتفاق النووى الإيرانى الذي مكن إيران من الدخول بقوة كمنافس شرس للسعودية داخل أوبك.
تشير الصحف إلى وجود تهديد مباشر ناتج عن ثورة النفط للأهداف الإستراتيجية للسعودية ودول الخليج، والتي تتمثل في تأمين أسواقها على المدى الطويل للنفط، والغاز، إضافة إلى بناء صناعات كثيفة الطاقة مثل البتروكيماويات والمصافى.
ومع توقف الولايات المتحدة عن استيراد الغاز من قطر والجزائر، ودول أخرى، واجهت السعودية 3 مشكلات كبيرة، بحسب المحللين، أولها، هو منافسة دول أوبك الأخرى لها في أسواقها التقليدية خاصة في آسيا، إضافة إلى زيادة مليونية مستمرة في إنتاج الولايات المتحدة عاما بعد آخر، بما يعنى اضطرار السعودية إما إلى خفّض إنتاجها من البترول، وهو لم يحدث، وإما الاستمرار وتحمل تبعات خسارة البترول لأسعاره.
وبالنظر إلى هذه الحال، فإن المملكة لا تستطيع التخلى عن كمية إنتاجه الحالى، ولا حتى خفض إنتاجها من البترول، إذ يؤدى هذا إلى تقليل حصة المملكة في أسواقها التقليدية التي لطالما حافظت عليها، لذا ليس مستغربا زيادة إنتاجها فيما بعد لتخفيض الأسعار بشكل يضمن حصتها السوقية في مجال النفط الخام.
فضلًا على ذلك، كان الاتفاق النووى بين الولايات المتحدة ودول ال«5+1» الولايات المتحدة وروسيا والصين وفرنسا وبريطانيا وألمانيا في يناير الماضى، ورفع جزء كبير من العقوبات الدولية المفروضة على إيران، مكنها من الوصول إلى أسواق النفط الدولية.
وبحسب إحصائية منظمة الدول المصدرة للبترول «أوبك» يبلغ الإنتاج الإيرانى للنفط الخام نحو ثلاثة ملايين برميل يوميًا، فيما تتوقع المنظمة الدولية للطاقة أن يزيد الإنتاج بمقدار 300 ألف برميل يوميًا مع انتهاء العام الحالى، هذه الزيادة في كمية النفط المتوافر عالميًا تسببت في انخفاض أسعار النفط.
كما أن ذلك دفع المملكة إلى الحفاظ على إنتاجها من النفط الخام، حفاظًا على أسواقها، وعدم التفريط فيها لغريمها التقليدى الجمهورية الإيرانية.
ويتحدث المحللون عن سبب آخر لخسارة النفط لأسعاره، ذلك أن أسواق تهريب النفط سواء من ليبيا أو العراق بعد سيطرة داعش، مكن بعض الدول من استيراد النفط بأقل من أسعاره، إذ وصلت أسعار النفط المُهر إلى أقل من 20 دولارا فقط للبرميل.
وعلى الرغم من اتخاذ الولايات المتحدة بدفع من دول أوبك والسعودية إجراءات لفرض عقوبات على المُتاجرين والمهُربين للنفط، إلا أن ذلك لم يمنع دولا من التعاون مع هؤلاء المُهربين والاستفادة بفارق الأسعار بين المعروض والمُهرب.
تراجع عوائد النفط تسبب في اقتراض السعودية 9.8 مليار دولار، بحسب الموازنة الحالية، لم تُسدد منها شيئًا، وهذا لم يحدث منذ عقود طويلة، على الأقل خلال ال16 عامًا الماضية، ووفقًا للموازنة الحالية، فإن المصروفات بلغت 975 مليار ريال، بزيادة قدرها 13٪ أي 115 مليار ريال عما تم تقديره من قبل، وعلى هذا حققت الموازنة الحالية عجزًا قدره 367 مليار ريال، أي بنسبة 50٪ من الإيرادات العامة، وهو ما لم تصل إليه موازنة المملكة من قبل خلال آخر 20 عامًا.
بلغ الناتج المحلى الإجمالى للمملكة 2.5 تريليون ريال خلال الموازنة الحالية، في حين وصل حجم الدين العام إلى 5.9٪، وخلال عام 2015 بلغ العجز في الميزان التجارى السعودى نحو 15٪، مقارنة ب2.3٪ فقط خلال عام 2014.
كما انخفضت قيمة الصادرات السعودية «بدون البترول» خلال عام 2015 إلى 763 مليون ريال، مقارنة بتريليون و300 مليون خلال عام 2015. هذا في حين زادت الواردات خلال عام 2015 لتصل إلى 655 مليون ريال سعودى.
ولعل هذا كان سببًا في الإجراءات التقشفية التي اتخذتها المملكة خلال العام الحالى التي من المتوقع أن تستمر خلال العام القادم على أقل تقدير.
السعودية البديلة 2030
حاولت المملكة الخروج من الاعتماد على النفط إلى تبنى رؤية اقتصادية تقوم على تعدد مصادر الثروة، واشتملت رؤية المملكة التي أعلنها الأمير محمد بن سلمان ولى ولى العهد على 3 تقسيمات رئيسية هي اقتصاد مزدهر، ومجتمع حيوى، ووطن طموح.
وتستهدف رؤية السعودية، رفع نسبة الصادرات غير النفطية من 16٪ إلى 50٪ على الأقل من إجمالى الناتج المحلى غير النفطى، وتقدم ترتيب المملكة في مؤشر أداء الخدمات اللوجيستية من المرتبة 49 إلى 25 عالميًا، ورقم 1 إقليميًا.
كما تستهدف أيضًا، رفع نسبة الاستثمارات الأجنبية المباشرة من إجمالى الناتج المحلى من 3.8٪ إلى المعدل العالمى 5.7٪، والانتقال من المركز 25 في مؤشر التنافسية العالمى إلى أحد المراكز ال10 الأولى.
وفيما يتعلق بالاستثمار فإن المستهدف هو رفع قيمة أصول صندوق الاستثمارات العامة من 600 مليار إلى ما يزيد على 7 تريليونات ريال سعودى، كما تضمنت الرؤية رفع نسبة المحتوى المحلى في قطاع النفط والغاز من 40٪ إلى 75٪. ومن المستهدف زيادة حجم الاقتصاد السعودى وانتقاله من المرتبة 19 إلى المراتب ال15 الأولى على مستوى العالم.
واشتملت الرؤية على رفع نسبة تملك السعوديين للمنازل من 47٪ إلى نحو 52٪ بحلول عام 2020، ورفع نسبة مشاركة المرأة في سوق العمل من 22٪ إلى 30٪، وزيادة مساهمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة في إجمالى الناتج المحلى من 20٪ إلى 35٪، وتخفيض معدل البطالة من 11.6٪ إلى 7٪.
كما تضمنت الرؤية زيادة الطاقة الاستيعابية لاستقبال ضيوف الرحمن المعتمرين من 8 ملايين إلى 30 مليون معتمر، وخلق مجتمع حيوى بنيانه متين، عبر زيادة متوسط العمر المتوقع من 74 إلى 80 عامًا، والارتقاء بمؤشر رأس المال الاجتماعى من المرتبة 26.
أما المحور الثالث فهو «وطن طموح»، الذي يتضمن بعض الأهداف من بينها رفع مساهمة القطاع غير الربحى في إجمالى الناتج المحلى من أقل من 1٪ إلى 5٪، ورفع نسبة مدخرات الأسر من إجمالى دخلها من 6٪ إلى 10٪.
وفيما يتعلق بالحكومة تستهدف الرؤية، الوصول من المركز 36 إلى المراكز ال5 الأولى في مؤشر الحكومات الإلكترونية، والوصول من المركز 80 إلى المركز 20 في مؤشر فاعلية الحكومة، وزيادة الإيرادات الحكومية غير النفطية من 163 مليارًا إلى تريليون ريال سنويا.
تخفيض رواتب العاملين
خلال جلسته المنعقدة، الأسبوع الماضى، قام مجلس الوزراء السعودى بتخفيض الرواتب والمزايا من موظفى الدولة، والبالغ عددهم مليون و250 ألف موظف من إجمالى عدد الموظفين السعوديين البالغ 5 ملايين و600 ألف موظف، بنسبة 25٪. وقرر إلغاء بعض العلاوات والبدلات والمكافآت، وخفض رواتب الوزراء ومن في مرتبتهم بنسبة 20٪.
كما تم خفض مكافآت أعضاء مجلس الشورى بنسبة 15٪، الذي يُصرف لكل عضو من أعضاء المجلس عن قيمة السيارة، وما تتطلبه من قيادة وصيانة خلال فترة العضوية التي تبلغ أربعة سنوات.
وبحسب البيانات، فإن الأجور والرواتب والبدلات تبلغ 450 مليار ريال، وهذا يعنى أن هذه المصروفات تزيد على 50٪ من إجمالى المصروفات العامة، وشّكلت البدلات وحدها 30٪ من إجمالى دخول الموظفين بالقطاع الحكومى، وقد يؤدى تخفيض رواتب العاملين بالحكومة السعودية إلى توفير ما قيمته 90 مليار ريال سنويًا، إضافة إلى توفير المملكة 18.7 مليار بعد اعتماد التقويم الميلادى.
وجاءت الزيادة بشكل رئيسى في المصروفات، نتيجة صرف رواتب إضافية لموظفى الدولة السعوديين المدنيين، والعسكريين، والمستفيدين من الصمان الاجتماعى، والمتقاعدين، حيث تمثل هذه المصروفات 77٪ من حجم الزيادة في المصروفات. بينما جاءت النسبة المتبقية في الزيادة، بسبب صرف مبالغ على المشاريع الأمنية والعسكرية 17٪، والباقى تم صرفه على مشاريع ونفقات أخرى متنوعة.
ونقلًا عن رئيس وكبير الخبراء في مجموعة خبراء المخاطر في الشرق الأوسط عبدالرحمن بن محمد الزومان، فإنه ينظر إلى القرارات التقشفية السعودية على أنها استمرار لمرحلة التغيير التي أعلنت عنها الرياض خلال طرحها رؤية 2030 في شهر إبريل الماضى.
وبحسب الزومان، أن قرار إلغاء العلاوات والمزايا وخفض الرواتب، سببه ارتفاع كبير في فاتورة الرواتب التي تشكل نسبتها 60٪- 70٪ من نفقات الحكومة السنوية، «وهذا من أكبر الأرقام عالميًا»، ويقصد فاتورة الرواتب إلى إجمالى نفقات الحكومة.
فضلًا على خفّض الرواتب بنسبة 20٪، ووضع حد أقصى على العطلات والخدمات الأخرى للموظفين، بحسب المرسوم الملكى، تقرر خفّض رواتب الوزراء وتقليل حجم البدلات. وتأمل المملكة العربية السعودية من مضاعفة حجم الاقتصاد، وخلق نحو 6 ملايين وظيفة جديدة خلال ال15 عامًا القادمة.
ولعل هذا ما تسبب في عدم منح العلاوة السنوية خلال العام الهجرى الحالى 1438، حيث يجرى تطبيق وقف العلاوة السنوية على كل العاملين بالقطاع الحكومى من السعوديين والوافدين، والعاملين بالقطاع العسكري، إلا أنه تم استثناء العسكريين المُشاركين في تحرير اليمن من أيدى الحوثيين، إضافة إلى العملاء الاستخباراتيين العاملين خارج حدود المملكة.
كما تم خفّض بدل ساعات العمل الإضافي بنسبة 25٪ من الراتب الأساسى في الأيام العادية، وإلى 50٪ في أيام العطلات الرسمية والأعياد، إضافة إلى خفض إجمالى فترات الانتداب لموظفى الدولة ليصبح 30 يومًا خلال العام المالى الجديدة، هذا مع قف صرف بدل الانتقال الشهرى للموظف خلال فترة الإجازة.
أزمة العام الهجرى
لم تتوقف إجراءات التقشف عند هذا الحد، بل تقرر إيقاف العمل بالتقويم الهجرى، والعمل بالتقويم الميلادى، بعد 86 عامًا من إنشاء المملكة عام 1932، ونقلًا عن أحد الموظفين السعوديين، فإنها باعتماد التقويم الميلادى سوف يخسر كل موظف حكومى ما يقارب من نصف شهر من راتبه السنوى. وهذا يعنى أن المملكة قد توفر نحو 18.7 مليار ريال بعد اعتماد التقويم الميلادى.
ويحصل الموظف، بعد تطبيق القرار على راتبه الشهرى في ال25 من كل شهر ميلادى، بدلًا مما كان متبعًا سابقًا في حصول الموظف على المرتب كل 25 يوما من الشهر الهجرى، إذ تنقص السنة الهجرية بنحو 15 يومًا عن الميلادية.
زيادة تأشيرات العمرة
قبل أن ينسدل الستار عن يوم الأحد الماضى، قررت المملكة تطبيق عدد من الرسوم الجديدة على التأشيرات والرسوم، وقد تسبب ذلك في رفع ثمن تأشيرات العمرة.
وتخص الرسوم التي فرضتها السلطات السعودية المواطنين الذين يعتمرون أكثر من مرة، حيث ستبلغ رسوم التأشيرة الجديدة لهم 2000 ريال سعودى.
كما تشمل الرسوم الجديدة تأشيرة الخروج والعودة المتعددة إلى 500 ريال لمدة 3 شهور وكل شهر إضافي 200 ريال، بدلا من السابق برسم 500 ريال كحد أقصى لمدة ستة أشهر عدا زوجات المواطنين لمدة سنة.
وبخصوص الوافدين غير المقيمين تمنح منافذ الجوازات تأشيرات دخول للعمالة المنزلية المرافقة لكفلائهم الخليجيين برسوم 300 ريال بدلا من 50 ريالا سابقا. كما رفعت المملكة رسوم الحصول على تأشيرة الدخول إلى المملكة لتبلغ 3000 ريال لمدة 6 أشهر و5000 آلاف لمدة عام، و8000 لمدة عامين.
وقد أثار القرار استياء عدد من شركات الحج والعمرة، حيث أصدرت لجنة السياحة الدينية بغرفة شركات السياحة في مصر أن الزيادة الجديدة تشكل عبئا على الراغبين بأداء العمرة.
وتعول المملكة من خلال رفع ثمن التأشيرات على زيادة إيرادات ميزانيتها، بعد تراجعها بسبب هبوط أسعار النفط التي تعد المورد الأساسى للمملكة.
فضلًا عن ذلك، قامت المملكة بتغيير أثمان تأشيرات أخرى، إذ أصبح يستوفى 200 ريال لتأشيرة خروج وعودة مفردة لمدة شهرين للمقيمين، و100 ريال عن كل شهر إضافي، بدلا من السابق بواقع 200 ريال لمدة 6 أشهر كحد أقصى عدا الطلاب لمدة سنة. وتأشيرة الزيارة المفردة برسم 2000 ريال بدلا من السابق 200 ريال، وتأشيرة الزيارة المتعددة برسم 3000 ريال لمدة 6 أشهر بدلا من السابق 500 ريال.
زيادة فواتير الخدمات
لم يتوقف التقشف عند هذا الحد، إذ قامت المملكة بزيادة أسعار البنزين في إطار ما أطلقت عليه «الإصلاحات الاقتصادية». واشتملت هذه الإجراءات على مراجعة الدعم الحكومى للمشتقات البترولية والكهرباء، والمياه، إذ تقرر أسعار المحروقات بشكل عام بنسبة 13٪.
وحدد مجلس الوزراء السعودى أسعارا جديدة للبنزين بأنواعه المختلفة، بحيث زاد سعر لتر بنزين «91» من 0.45 ريال للتر إلى 0.75 ريال للتر، بزيادة نسبتها 66٪، وزيادة سعر بنزين «95» من 0.60 ريال للتر إلى 0.90 ريال للتر، بزيادة قدرها 50٪.
وكانت السعودية رفعت سعر البنزين عام 1999 إلى 0.90 ريال من 0.60 ريال، فيما قال اقتصاديون حينذاك إنها خطوة في إطار تدابير لخفض العجز في الميزانية بعد انخفاض أسعار النفط وتراجع إيرادات الصادرات. وكانت المملكة رفعت أسعار البنزين إلى المثلين تقريبا عام 1995 في إطار ميزانية تقشف.
كما تخطط الحكومة لعدد من الإصلاحات الاقتصادية تشمل خصخصة مجموعة من القطاعات والأنشطة الاقتصادية، إضافة إلى استكمال خطوات تطبيق ضريبة القيمة المضافة بالتنسيق مع باقى دول مجلس التعاون الخليجى.
كما رفعت المملكة أسعار فواتير الكهرباء إلى 4 أضعاف، بحسب على البراك الرئيس التنفيذى للشركة السعودية للكهرباء السابق.
وقال البراك: «إن ارتفاع فواتير الكهرباء يعود إلى زيادة الاستهلاك، مما يُدخل الأفراد في فئات الشرائح الأعلى، إضافة إلى انخفاض قيمة البترول وتأثيره على موازنة المملكة».
وكانت وزارة المياه والكهرباء السعودية، بدأت في تطبيق التعريفة الجديدة للمياه في يناير الماضى، حيث زادت التعريفة من 1754٪ إلى 4238٪، فضلًا على ارتفاع فاتورة المياه بنسبة 500٪.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.