بعد إصدار مهرجان دبي السينمائي، لأول مرة كتابًا يضم أفضل 100 فيلم عربي، واختيار أكثر من 46 فيلمًا مصريًا، ضمن القائمة، قمنا بسؤال بعض النقاد المشاركين في ذلك الاستفتاء عن طريقة اختيار الأفلام وما هي الضوابط الموضوعة التي تم على أساسها اختيار القائمة. في البداية، أكد الناقد طارق الشناوي، أن هذا النوع من الاستفتاء موجود بالعالم أجمع، ويتم استحداثه من فترة لأخرى، بمعنى أنه من الممكن أن يتم عمل استفتاء آخر العام المقبل، ويتم تغيير ترتيب الأفلام الموجودة حاليًا، لأنه استفتاء أكثر منه لجنة تحكيم، وشارك به 475 من نخبة خبراء صناعة السينما من كل أرجاء العالم. واحتلت المراكز العشرة الأولى في القائمة، أفلام أنتجها كبار المخرجين العرب خلال العقود الماضية، تتضمن 5 أفلام من كلاسيكيات السينما المصرية، بينها فيلمان للمخرج الراحل يوسف شاهين، ففي المرتبة الأولى جاء فيلم "المومياء" لشادي عبدالسلام، بينما كانت المرتبة الثانية من نصيب فيلم "باب الحديد" ليوسف شاهين، والفيلم الجزائري "وقائع سنين الجمر" في المرتبة الثالثة. وفي المرتبة الرابعة فيلم "الأرض" ليوسف شاهين، والخامسة للفيلم التونسي "صمت القصور". وأضاف أن الأفلام المصرية تحتل مكانة كبيرة في هذه القائمة، ويرجع ذلك لعدة أسباب أهمها أنها الأقدم في الوطن العربي والأكثر إنتاجًا من حيث الكم. وأشار إلى أنه يوجد نوع من الثبات في جودة الأفلام، فعندما تم عمل مثل ذلك الاستفتاء في مصر، احتلت نفس الأفلام مراكز مشابهة، ولا شك أنها خطوة مهمة ولا تعني الثبات المطلق، أي أنه لن تظل للأبد هذه الاختيارات، بالإضافة إلى أنه يوجد إنتاج جديد وعوامل تتحكم في اختيار الأفلام منها مشاهدة الأفلام، بجانب أنه يوجد بعض النقاد علاقتهم ضعيفة بأفلام المغرب العربي أو الأفلام السورية، عندما يضطر إلى اختيار 10 أفلام سوف يختار بالسمع وليس بالرؤية. والعكس ممكن يحدث ذلك أن بعض النقاد العرب لا يتابعون الأفلام المصرية الحديثة وعلاقته بها من خلال الفضائيات فقط، فالاختيارات ليست دقيقة مئة بالمئة، ومصر حاصلة على نسبة كبيرة من القائمة نحو 46 فيلمًا مصريًا و4 أفلام من العشرة الأفلام الأوائل، يوجد جزء في التقييم يتجاوز من رؤية الفيلم لشهرة الفيلم فلا يمكن الدخول في ضمائر الشخصيات. أما الناقد كمال رمزي، فقال: إن كل الاستفتاءات في العالم تربح فيها الأفلام الكلاسيكية، ولن تجد فيلمًا جديدًا بعد عامين أو ثلاثة يستطيع الربح في مثل ذلك التنافس، أما الكلاسيكيات فهي تظل راسخة في الأذهان ولا يستطيع الناقد أو صناع السينما نسيان مثل تلك الأفلام المتعلقة بالأذهان، وربما بعد 5 أعوام تتغير تلك القائمة بتغير صناع السينما وصعود جيل جديد من الشباب. بجانب أن المزاج العام للواقع يطرح نفسه على الاختيار، فتجد في قائمة ال 100 فيلم كلها أفلام حزينة ولا يوجد بها فيلم كوميدي، وهذا يوضح المزاج السائد الذي به شيء من التجهم. وعن اختيار فيلم "الخروج للنهار" رغم عدم طرحه تجاريًا قال: ذلك الفيلم الذي شاهده النقاد وصناع السينما أي نفس الأشخاص الذين شاركوت في الاستفتاء بالتالي من الطبيعي اختياره. وواصل حديثه قائلًا: ولا توجد شروط محددة لاختيار الأفلام بل متروكة لذوق المشترك، المهم أن يكون الفيلم نال إعجابه، بغض النظر عن إعجابه بالفنان أو المخرج أو مشهد معين، المهم أن يكون قد نال رضا المشتركين في الاستفتاء، واختيار عدد كبير من الأفلام المصرية يرجع إلى تاريخ السينما المصرية وإنتاجها الغزير، فهي هوليوود الشرق دون منافس.