هاجر الرسول صلي الله عليه وسلم إلى المدينةالمنورة، مع أبي بكر الصديق بما عرف ب عام الهجرة، وفشلت محاولات قريش في تتبعه وإعادته، وتجلت عناية الله في الطريق، وشهدت بذلك "أم معبد"، كما شهد سراقة حتى وصل إلى المدينةالمنورة فاستقبل بفرح المؤمنين، وأنشد الأنصار طلع البدر علينا، وأقام مسجدا وحمل فيه الحجارة مع أصحابه، وآخى بين المهاجرين والأنصار، ووضع ميثاقا عظيما لتنظيم العلاقة بين المقيمين من المهاجرين والأنصار واليهود في المدينةالمنورة وظهرت آثار الهجرة في مغالاة التأسيس للدولة والأمة. اليوم الأول من الهجرة كان يوم الخميس 27 صفر 1 ه 9 سبتمبر 622 م، حيث غادر مكة ومكث 3 أيام في غار ثور بالقرب من مكة. في اليوم الخامس، وكان يوم الاثنين 2 ربيع الأول 1 ه، 13 سبتمبر 622 م، غادر جبل ثور متجها إلى منطقة يثرب. وفي اليوم الثاني عشر، الاثنين 9 ربيع الأول 1 ه، 20 سبتمبر 622 م، وصل إلى قباء بالقرب من المدينةالمنورة، ومكث فيها عدة أيام. وفي اليوم السادس عشر، الموافق يوم الجمعة 13 ربيع الأول 1 ه،24 سبتمبر 622م، أول زيارة للنبي إلى المدينةالمنورة لأداء صلاة الجمعة. وقد سُميت المدينة بدار الهجرة والسنة كما في صحيح البخاري، وصارت الهجرة إليها من سائر الأنحاء الأخرى التي بلغها الإسلام تقوية للدولة إلى أن قال النبي بعد فتح مكة ودخول الناس في دين الله أفواجاً : "لا هجرة بعد الفتح ولكن جهاد ونية وإذا استنفرتم فانفروا" (متفق عليه) وبقي معنى الهجرة في هجر ما نهى الله عنه، وبقت تاريخا للأمة. يقول الرسول الكريم لأتباعه قبل هجرته بأشهر قليلة: " رأيت دار هجرتكم أرض نخل بين لابتين حرتين "، وهذا الوصف موجود كذلك في الانجيل والتوراة كما ورد في بعض الروايات وكان اليهود يهددون أهل يثرب من الأوس والخزرج بقولهم : (لقد أظلنا زمان نبي فو الله لنتبعنه ثم لنقاتلكم معه ولنذبحنكم كذبح عاد وثمود).