دفاعه المستميت عن جماعة الإخوان، والرئيس المخلوع محمد مرسي، إلى درجة تسببت في توتر العلاقات التركية، مع مصر أصبحت تجلب إلى الأذهان صورة وزير الإعلام العراقي محمد الصحاف، في دفاعه الهزلي عن نظام الرئيس العراقي السابق صدام حسين، أثناء الغزو الأمريكي للعراق. فرئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان، وصل في دفاعه عن نظام الإخوان إلى أنه استشهد بقصص الأنبياء للدفاع عن الرئيس مرسي، قائلا: "إنه ينتظر ظهور "موسى" ليقضي على "فرعون" وأعوانه، واصفًا وزير الدفاع عبدالفتاح السيسي، بالفرعون الجديد". ومن الغباء أن نعتقد أن دفاع أردوغان عن الإخوان يرجع إلى أيديولوجية دينية مشتركة، لأن دولة تركيا معروفة بمحاولاتها المستميتة للهيمنة على منطقة الشرق الأوسط في محاولة للعب دور محوري بالتوازي مع الدور الإيراني المتمدد، ولكن الغريب أن يراهن رجل بثقل أردوغان وبتجربته السياسية على جماعة فاقدة للشعبية مثل جماعة الإخوان، وأن يربط مصيره بهذا الكارت المحترق على الساحة الدولية، بل وأن يستمر في الدعاية لجماعة لن تقوم لها قائمة مرة أخرى، وكان من الأحرى به أن يتصرف بمزيد من الدبلوماسية، متجنبًا الدفاع عن الجماعة أو التنصل من صداقته القديمة لها. رجب طيب أردوغان، ولد في 26 فبراير 1954 في اسطنبول، ونشأ في أسرة فقيرة، ولم ينكر فيما بعد أن اضطر لبيع البطيخ والسميط في المرحلتين الابتدائية والإعدادية؛ كي يستطيع معاونة والده وتوفير قسم من مصروفات تعليمه حتى حصل على شهادة الاقتصاد والأعمال من جامعة مرمرة. خاض أردوغان غمار الحياة السياسية للمرة الأولى من خلال انضمامه إلى حزب الخلاص الوطني بقيادة نجم الدين أربكان في نهاية السبعينيات، ثم انتقل إلى حزب الرفاة بعد ذلك، وفي عام 1994 رشح حزب الرفاة أردوغان إلى منصب عمدة اسطنبول، واستطاع أن يفوز في هذه الانتخابات، وفي عام 1998 اتهُم أردوغان بالتحريض على الكراهية الدينية مما تسببت في سجنه ومنعه من العمل في الوظائف الحكومية ومنها الترشيح للانتخابات العامة. اغتنم فرصة حظر حزب الفضيلة، لينشق مع عدد من الأعضاء منهم عبدالله جول، وتأسيس حزب العدالة والتنمية عام 2001، وخاض حزب العدالة والتنمية الانتخابات التشريعية عام 2002 وحصل على 363 نائبًا، مشكلًا بذلك أغلبية ساحقة، ولم يستطع أردوغان في البداية ترأس الحكومة بسبب تبعات سجنه، وقام بتلك المهمة عبدالله جول، إلا أنه تمكن في مارس عام 2003 من تولي رئاسة الحكومة بعد إسقاط الحكم عنه.