افتتح الدكتور الهلالي الشربيني، وزير التربية والتعليم والتعليم الفني، واللواء أبو بكر الجندي، رئيس الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء، اليوم الإثنين، الدورات التدريبية لشرح الدليل الإرشادي للمعلم الخاص بتعداد السكان 2016، بالتعاون مع الجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء. وأوضح الهلالي، خلال كلمته، أن هذه الدورات التدريبية تستهدف شرح الدليل الإرشادي للمعلم الخاص بتعداد السكان 2016 والتدريب على تنفيذ الأنشطة الواردة به، إلى جانب بيان أهمية التعداد والبيانات الدقيقة له، وأثرها في اتخاذ القرار، والتي تأتي في إطار التعاون المشترك والمثمر بين الوزارة ممثلة في الإدارة المركزية لنظم وتكنولوجيا المعلومات، ومركز تطوير المناهج والمواد التعليمية من جهة، والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء من جهة أخرى، والذي أثمر في النهاية عن خروج هذا الدليل الإرشادي لتوعية الطلاب عن التعداد السكاني. وأضاف الوزير إن ذلك تم بعد تضمين مواد:(اللغة العربية – التربية الدينية – اللغة الإنجليزية – الرياضيات – الدراسات الاجتماعية) محتوى علميًّا يوضح التعداد السكاني وأهميته وأثره في اتخاذ القرار؛ وذلك من أجل رفع الوعى الإحصائي لطلاب المدارس بمختلف المراحل التعليمية. وأشاد الهلالي بهذا العمل القومي، وأثنى على كل القائمين عليه من الوزارة والجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء. وقال الوزير إن الهدف الأساسي من إجراء التعداد هو توفير البيانات والمعلومات الإحصائية الدقيقة والحديثة والشاملة عن السكان وخصائصهم الديموغرافية والاجتماعية والاقتصادية، وكذلك توفير بيانات عن الوحدات السكنية ومرافقها وخصائصها وأوضاعها ذات الصلة بالأحوال المعيشية، والتي تشكل أداة مهمة وأساسية في اتخاذ القرارات السليمة والخطط المستقبلية؛ حيث يتم تقديم قاعدة بيانات كاملة للحكومة؛ حتى تستطيع استغلال موارد الدولة المتاحة وتوظيفها بالشكل الأمثل؛ لتحقيق الاستفادة القصوى للمواطنين، والارتقاء بكافة الخدمات المقدمة لهم في مختلف القطاعات الخدمية، خاصة أن التخطيط الجيد لابد أن يتم على أساس تقديم المعلومات السليمة والدقيقة، بعيدًا عن العشوائية والفوضى. وأشار الوزير إلى أن عدد سكان في مصر ينمو بمعدلات كبيرة؛ الأمر الذي يعكس عددًا من الآثار السلبية مثل: الضغط على الأراضي الزراعية وتقلص مساحتها، والهجرة الداخلية، وتعثر خطط التنمية، وزيادة الاستهلاك، وحدوث أزمات في الإسكان، والرعاية الصحية، وتضخم أعداد التلاميذ داخل الفصول بالمدارس؛ مما يؤدى إلى زيادة نسبة تسرب التلاميذ؛ حيث وصلت أعداد التلاميذ بالفصل الواحد في بعض المناطق إلى (130) طالبًا أحيانًا (140) طالبًا. وأضاف الوزير إنه نظرًا لأن التعليم هو وسيلة الدول لمواكبة التغيرات التي تحدث في المجتمع، ومواجهة التحديات المتوقعة في المستقبل، وجب على المناهج الدراسية أن تستشعر احتياجات المجتمع، وتتفاعل معها، ومن هنا جاء التصدي للمشكلة السكانية بالتوعية وشرح أبعادها الاقتصادية والاجتماعية والصحية السلبية، وتوضح أثارها على النمو الاجتماعي والاقتصادي وإلى جانب ذلك تقديم الحلول المناسبة لمواجهة هذه المشكلة التي تبتلع الجهود المبذولة من الدولة لرفع معدلات التنمية والارتقاء بمستوى معيشة الإنسان المصري. وأوضح الهلالي أنه في هذا الإطار عملت الوزارة على تضمين المناهج الدراسية كل ما يساعد على تنمية الوعى السكاني وغرس مفاهيم التربية السكانية؛ بهدف إحداث التنمية والتوعية بالمشكلات والقضايا السكانية؛ من أجل خلق مواطن صالح واعٍ منتج، وناضج فكريًّا واقتصاديًّا واجتماعيًّا، وقادر على مواجهة المشكلات، وإيجاد الحلول المناسبة لها، خاصة أننا في بلد يسعى جاهدًا إلى تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية. وذكر الوزير أنه من الحلول التي تقدمها المناهج التعليمية لهذه المشكلة العمل على زيادة الموارد وزيادة رقعة الأراضي الزراعية عن طريق الاستصلاح، والتوسع في الامتداد العمراني خاصة في المدن الجديدة، إضافة إلى التنمية البشرية والاجتماعية، والاستفادة من التطور التكنولوجي، ونشر الوعى بأهمية تنظيم الأسرة، والتأكيد على ذلك من خلال كل وسائل الإعلام المتنوعة، وتشجيع المواطنين على ذلك، إلى جانب تفعيل دور المرأة وتشجيعها على القيام بدورها على الوجه الأكمل، الأمر الذي يؤدى في النهاية إلى نتائج إيجابية لمواجهة الزيادة السكانية والتضخم السكاني. ومن جانبه، أكد اللواء أبو بكر الجندي أن التعاون مع وزارة التربية والتعليم بدأ منذ ثلاث سنوات، حيث إنها من أهم الجهات التي تستطيع الحصول على أكبر عدد من البيانات على أرض الواقع، ولفت إلى أنه تم عقد عدة لقاءات مع مديري المديريات التعليمية، والوكلاء، مشيرًا إلى أن الوزارة لها دور هام في توعية الطلاب بأهمية التعداد السكاني والبيانات، مما ينعكس على أسرهم والمجتمع. وأضاف الجندي أن مصر تعتبر من أقدم الدول التي بدأت التعداد السكاني في عام 1882، وأحدثت طفرة في هذا المجال حيث يعد تعداد عام 2016 رقم (14) في تاريخ مصر، مشيرًا إلى أنه سيتم إجراء العد السكاني في مارس المقبل. ومن جهته، صرح الدكتور حازم راشد مدير مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية أن المركز يمثل حلقة من حلقات التواصل بين الوزارة والجهاز المركزي للتعبئة والإحصاء والمساهمة في إثارة التوعية بأهمية التعداد من خلال إدخال مجموعة من المفاهيم التي ترتبط بالتعداد في بعض المواد الدراسية مثل: (اللغة العربية والدراسات الاجتماعية، واللغة الإنجليزية، والرياضيات) والأنشطة التربوية المرتبطة بها والتي تنمى الوعى بشكل مباشر أكثر من المباشر داخل المدارس. وأضاف راشد أنه تم إعداد دليل استرشادي وسيتم طباعته كما يتم إتاحته على الموقع الإلكتروني للوزارة، ونأمل كمعلمون وموجهون لتحويل هذه الأفكار المكتوبة لواقع ملموس يتم دراسته واستفادة الطلاب وأولياء الأمور منه.