وصل الجدال الذي نشأ في فرنسا بعد منع البوركيني على شواطئ بعض المدن مثل نيس وكان إلى تونس مما دفع المفتى إلى الإدلاء بتصريحات لتوضيح الموقف الشرعي من لباس البحر الإسلامي وإزالة الغموض والالتباس حوله. وقال مفتي الجمهورية التونسية عثمان بطيخ: إن البوركيني الذي أثار منع ارتدائه في عدد من الشواطئ الفرنسية مؤخرا جدلا كبيرا في مختلف أنحاء العالم لا قيمة له. وما يميز المايوه الإسلامي أو "البوركيني" رقبته العالية، وأكمامه الطويلة وتنورته القصيرة التي تلبس فوق سروال طويل، إضافة إلى أن له غطاء مضاد للماء، حيث عرف في الآونة الأخيرة إقبالا كبيرا ومتزايد من قبل مجموعة من المتحجبات، كما أنه بات متوفرا بألوان مختلفة وتصاميم مبتكرة لهذا الفصل الحار خاصة في الدول العربية. وتتهافت الكثير من النساء المحجبات التونسيات على ارتداء لباس البحر الشرعي لكونه فضفاضا، بحيث يؤمن مرونة الحركة. وطفت على السطح مؤخرا وبصفة ملحة مسالة ارتداء ملابس البحر الإسلامية وسط مطالبة مكثفة بمنعها لكونها تحرض على التمييز وتحط من قيمة المرأة ومكانتها. وتشهد تونس في السنوات الأخيرة موجة تدين واسعة، فسرها مختصون في الدراسات الاجتماعية بتأثر الشباب خاصة بالفضائيات الإسلامية المتشددة. وأكد مفتي الجمهورية التونسية بلهجة حازمة أن البوركيني عندما ترتديه امرأة وتنزل به للبحر فهو يظهر كل مفاتن جسمها بالتفضيل ولذلك اعتبر أنه "هدرة فارغة"، مضيفا أن لجوء المرأة إلى لباسها العادي للسباحة به في البحر أو في مكان لوحدها بعيدا عن الأعين والأنظار أفضل بكثير من ذلك اللباس الذي وصفه بغير المستحب لأنه على عكس ما يعتقد فهو يبرز جمال المرأة وأنوثتها وتفاصيل جسدها. وأشار المفتي أن اللباس المحبذ للمرأة هو أن يكون محتشما مؤكدا أن الهوية العربية الإسلامية تنص على أن المرأة المحجبة قادرة على السباحة بلباسها العادي أو ترتدي لباسا محتشما لا يشترط أن يكون "بوركيني". وأفاد بطيخ وأنه لتجنب السيناريو الذي حصل في فرنسا عند إجبار مرأة محجبة على خلع ملابسها، أن تلجأ النساء المحجبات إلى السباحة بعيدا عن الأعين والأنظار.