زادت فى الآونة الأخيرة نسبة الإصابة بمرض السكر أو «السكرى» بين الأطفال، ليس فى مصر وحدها ولكن طبقًا للدراسات والإحصائيات العالمية فقد ارتفعت نسب الإصابة بالمرض فى جميع أنحاء العالم. الدكتورة إيناس شلتوت، استشارى طب الأطفال، أكدت أن أهم العوامل التى تؤدى للإصابة بالسكر هى العوامل الوراثية، وغالبًا ما يكون مرض السكر فى الأطفال من النوع الذى يعتمد على كون الأنسولين غير كافٍ، موضحة أن الأنسولين مادة يفرزها البنكرياس، وتقوم بنقل الجلوكوز لخلايا الجسم، وفى حالة عدم قدرة البنكرياس على إفراز القدر الكافى من الأنسولين لأى سبب تحدث زيادة فى الجلوكوز نتيجة عدم وصوله إلى الخلية. وأضافت أن هناك أربعة أنواع من مرض السكرى، النوع الأول وهو الأكثر شيوعًا بين الأطفال، ويعرف باسم «السكرى المبكر»، أو مرض السكرى للصغار من الأطفال دون سن 16 عامًا، وينجم عن عدم تمكن البنكرياس من إنتاج الأنسولين، وليس معروفًا سبب هذا الخلل، لكن يعتقد الخبراء أنه قد يكون بسبب وجود رد فعل المناعة الذاتية، حيث تقوم خلايا البنكرياس بمهاجمة بعضها، ما يؤدى إلى تدمير الخلايا المتخصصة التى تنتج هرمون الأنسولين، وبما أن الخلايا المنتجة للأنسولين دمرت، فالأطفال بحاجة لإعطائهم الأنسولين للسيطرة على نسبة الجلوكوز فى الدم. وأكدت «شلتوت» أن النوع الثانى يحدث عندما لا ينتج الجسم ما يكفيه من الأنسولين، أو الأنسولين المنتج غير فعال، نظرا لمقاومة الجسم للأنسولين، وهو أكثر أنواع مرض السكرى شيوعًا خاصة بين البالغين، حيث تبلغ نسبته 90٪ من مرضى السكرى، وترجع أسبابه إلى البدانة والعادات الغذائية السيئة، وبدأ مؤخرًا هذا النوع يظهر بين الأطفال فى عدة بلدان. وعن أعراض مرض السكر فى الأطفال تقول «شلتوت»: «فى كثير من الأحيان تكون أعراض المرض غير واضحة بشكل قوى على الطفل، وغالبًا ما يكتشف عشوائيًا بعد تعرض الطفل لغيبوبة سكر، وعندها يكون المرض وصل لمرحلة متقدمة». وبالنسبة لعلاج السكر يكون من خلال تناول جرعات من الأنسولين تبعًا لوزن الطفل ودرجة إصابته، وهناك عدة طرق لتناول الأنسولين منها الحقن أو الكبسولة التى توضع تحت الجلد، وهناك علاج يعتبر حديثًا نسبيًا فى مصر، وهو الاستنشاق عن طريق الفم، ولكن نظرًا لارتفاع سعره نسبيًا فهو غير منتشر فى مصر. «شلتوت» قالت إن من أفضل النصائح لتناول الأنسولين، هو توزيع الجرعات على مدار اليوم، لأن ذلك أفضل للأوعية الدموية، وخاصة أوعية الأطراف، نظرا لضعفها وسهولة تأثرها بالمرض، وهو ما يمكن أن يتسبب فى تصلبها وهشاشتها. وأضافت: «يجب اتباع نظام غذائى متكامل للطفل يعتمد على تنظيم الطعام، وتقليل السكريات، مع مراعاة حاجته للنمو، بمعنى إمداده بجميع العناصر الغذائية والسعرات الحرارية التى يحتاجها لنموه مع تجنب الأطعمة التى تزيد نسبة السكر فى الجسم».