كان الأمير محمد على، نجل الخديوي توفيق، يعشق رؤية النيل، فأصر أن يشتري قصرًا يطل عليه، فوقع اختياره على مبنى يحيطه حديقة عريقة، تبلغ مساحتها 14 فدان، تطل على النيل مباشرةً، فأثرت خيال الأمير، وسيطرت على قلبه، فاشتراه فورًا. وفي 24 ديسمبر عام 1903، قرر الأمير محمد على بناء القصر المميز الذي يستقر في منطقة الروضة ليطلق عليه "قصر المنيل"، وأصر الأمير الصغير أن يحول المبنى الذي كان يمثل له استراحة، إلى قصر فخم، من خلال عدد كبير القاعات التب تم إنشائها، من بينها سراي الاستقبال، وبرج الساعة التي تم تصميم عقاربها على صورة أفعى، والمسجد، وسراي العرش والإقامة. تجولت عدسة "البوابة نيوز" بين جنبات القصر المميز، الذي يستقبل الزائرين المصريين والأجانب يوميًا، لتسلط الضوء على أبرز قاعة فيه، وهي قاعة العرش التي تحتل مكانة مميزة، والتي صارت فيما بعد أبهى القاعات التي يحتويها القصر، رغم أنها آخر قاعة بناها الأمير، فمنذ الدخول إلى القاعة ينبهر الجميع بالإضاءة الموزعة بإحكام، لتكون خفيفة لحد كبير، حتى لا تؤثر على سلامة اللوحات الأثرية الموجودة، وبمجرد مرورك على السجاد الأحمر ستغمرك الفخامة في العمارة الداخلية التي يسيطر عليها اللون الذهبي. وقال ولاء الدين بدوي، مدير عام المتحف، إن قاعة العرش تمثل نموذجًا مصغرًا لقاعة العرش الموجودة في عابدين. وأوضح بدوي، في تصريحات خاصة ل"البوابة نيوز"، أن قاعة العرش تمثل أهم القاعات الشاهدة على عبق الفن العثماني، لأن كل اللوحات التي رسمت لرموز الأسرة العلوية داخل القاعة تمثل روائع رسومات الفنان "هدايت" الذي اختص برسم لوحات الأسرة المالكة. تضم القاعة عددًا كبيرًا من اللوحات، أبرزها لوحات محمد على، وإبراهيم باشا، وعباس حلمي، ومحمد سعيد، والخديوي إسماعيل، والخديوي توفيق، ليبلغ عدد اللوحات الموجودة بها تسع لوحات. وأكد مدير القصر أن القاعة تضم عددًا من الكاميرات التي ترصد أي تجاوز من قبل الزائرين، بالإضافة لفرد الأمن البشرى الذي يراقب سلوك الزائر في حالة التجاوز. وحول الأسباب الحقيقية لميلاد قاعة العرش، قال بدوي إن الأمير محمد على توفيق كان يتمنى أن يتولى العرش، ولهذا السبب أنشأ تلك القاعة قبل ولادة الملك أحمد فؤاد، ابن الملك فاروق.