تنظم وحدة الدراسات المستقبلية بمكتبة الإسكندرية، في الفترة من 5-8 سبتمبر المقبل، مؤتمر "مستقبل المجتمعات العربية.. المتغيرات والتحديات"، والذي يشارك فيه نخبة من الخبراء والباحثين العرب والأجانب لمناقشة أزمات المجتمعات العربية القائمة ووضع سيناريوهات لتطور وإمكانية حلها على أسس نقدية ومستقبلية. وقال الدكتور إسماعيل سراج الدين؛ مدير مكتبة الإسكندرية، إن المؤتمر يهدف إلى تفعيل حقل الدراسات المستقبلية كمدخل للنظر في واقع النزاعات العربية، وتشبيك الرؤى بين المدارس الفكرية والاتجاهات المختلفة في الدوائر الأكاديمية والسياسية العربية، وعرض رؤى وخبرات الأجيال المختلفة من الباحثين والخبراء، وبناء اقتراب نقدي لتحليل آليات وتفاعلات المجتمعات العربية عبر الحوار الفعال بين المنظورات البحثية المختلفة للنزاع وطبيعة الاجتماع العربي. من جانبه، أكد الدكتور خالد عزب، رئيس قطاع المشروعات والخدمات المركزية بمكتبة الإسكندرية، أن مؤتمر "مستقبل المجتمعات العربية.. المتغيرات والتحديات" سيشهد مشاركات متميزة من عدد كبير من الباحثين والخبراء لإثراء النقاش حول قضايا المجتمعات العربية من زاوية مستقبلية، مبينًا أن المؤتمر سيشارك فيه أكثر من 50 متحدثا من مصر وتونس والجزائر والبحرين والسودان والمغرب والأردن والمانيا وفرنسا والولايات المتحدةالأمريكية وكندا. ولفت عزب إلى أن المؤتمر سيطرح عدد من القضايا والملفات المهمة للنقاش؛ ومنها: مستقبل الدولة القُطرية، الجهود العربية في الدراسات المستقبلية، مستقبل الإصلاح المؤسسي في مصر، التكنولوجيا والمستقبل العربي، مستقبل الإبداع في العالم العربي، والسياسات النقدية العربية والمستقبل العربي. يُذكر أن المؤتمر يأتي في ضوء التغيرات الاجتماعية والسياسية والعسكرية التي شهدتها المنطقة العربية في السنوات الأخيرة، ونتيجة وجود نقص حقيقي في الدوائر الأكاديمية والسياسية العربية لإدارة وحل النزاعات باعتبارها مدخلًا آنيًّا لرسم مستقبلات بديلة للمجتمعات العربية. وإن كانت الأحداث الأخيرة قد استطاعت أن تجذب إليها التحليلات الإستراتيجية، فإن هناك تغافل حقيقي عن ملفات أخرى لا تقل أهمية عن مصير الدولة العربية ومنها تلك المتعلقة بمستقبل الأجيال الشابة والمرأة والتحول الديمقراطي والتنمية والطائفية ونسيج المجتمعات العربية والتكنولوجيا وأثرها في بنية المجتمعات العربية وتطور منظومة القيم الإنسانية ومدي استجابة المجتمعات العربية لها. وهي ملفات لا زالت مطروحة على بقية الدولة العربية التي لن تكون في عزلة في حالة اتساع نطاق النزاعات القائمة. لذا، سيعطي المؤتمر الفرصة للنخب العربية أن تعيد النقاشات التأسيسية حول بنية المجتمعات العربية على أساس مستقبلي يمثل من ناحية نقدًا للسيناريوهات والرؤى المطروحة ويطرح في المقابل مستقبلات وسيناريوهات بديلة يمكن أن تسلكها المجتمعات العربية.