تواترت الأنباء عن اختفاء الداعية التركى «محمد فتح الله كولن» من منفاه الاختيارى فى الولاياتالمتحدة، ووجوده فى مكان مجهول، ما أثار التساؤلات حول مصيره واحتمال خروجه من أمريكا إلى وجهة غير معروفة، خاصة أنه المطلوب الأول للسلطات التركية، بتهمة التدبير لمحاولة الانقلاب التى وقعت فى 15 يوليو الجارى. ووفقا لتقارير تركية وروسية، فإن «كولن» المقيم فى ولاية «بنسلفانيا» الأمريكية اختفى من مقر إقامته، وربما نجح فى الفرار من الولاياتالمتحدة، خوفا من أن تسلمه واشنطن إلى تركيا. وقال وزير العدل التركى «بكير بوزداج»، إنه من المحتمل أن يكون «كولن» فر إلى مصر أو المكسيك أو جنوب إفريقيا، بحسب ما نقلته وكالة «سبوتنيك الروسية». من جانبها نفت مصر تقدم فتح الله كولن بطلب لجوء، وأكد رئيس الوزراء، شريف إسماعيل، أن مصر لم تتلق أى طلب رسمى، لكن فى حال تقدم رجل الدين التركى بهذا الطلب ستتم دراسته أولا قبل اتخاذ أى قرار. يأتى هذا فيما طالب نائب بالبرلمان المصرى الحكومة بقبول لجوء كولن، ردا على قبول أردوغان استضافة عناصر إجرامية ومطلوبين للعدالة فى مصر وإرهابيين ومنحهم حق العمل والإساءة لمصر من تركيا. وكانت مصر طلبت مزيدا من التشاور قبل الموافقة على قرار منظمة التعاون الإسلامى بإدراج حركة «الخدمة» التابعة لكولن كمنظمة إرهابية، بعد أن تقدمت بطلب رسمى للتعامل مع الداعية التركى وجماعته كونهما تنظيمات إرهابية. يذكر أن «كولن» كشف فى مقال بصحيفة نيويورك تايمز، قبل ساعات من اختفائه أمس، الكثير من الحقائق حول علاقته بأردوغان وكيف ساعده سياسيا للوصول إلى حكم تركيا، بعد أن كان منبوذا ملاحقا مشردا فى تركيا عقب حل حزب «الرفاة» الذى كان ينتمى إليه بقيادة «نجم الدين أربكان» بعد انقلاب عسكرى فى 1998. ووصف كولن، أردوغان بأنه رئيس استبدادى ويتمادى فى الاستبداد بدون رادع، وقال: «إنه رغم إدانتى الانقلاب وقت حدوثه وانحيازى للشرعية، إلا أن أردوغان اتهمنى على الفور بتدبير الانقلاب، وطلب من الولاياتالمتحدة تسليمى إلى تركيا وطردى من منفاى الاختيارى فى بنسلفانيا، والذى أعيش فيه منذ 1999». وكشف عن محاولته ابتزاز الولاياتالمتحدة بواسطة التهديد بوقف دعم بلاده للتحالف الدولى ضد تنظيم داعش الإرهابى، وحذرها من أن هذا سيؤدى لانقسام وتدهور الوضع فى تركيا، وقد يؤدى لحرب طائفية أو دينية ستطال أضرارها الولاياتالمتحدة.