بالصور.. الأولى على الثانوية العامة "علمي علوم": "التسريبات" لم تقلقني.. "وكنت باخد دروس خصوصية في جميع المواد".. عملت "فيس بوك" آخر أيام الامتحانات.. فطرت 20 يومًا في رمضان بسبب المذاكرة

فارحة عارمة سادت شوارع أبو غلاب، في منطقة "أرمنت الحيط" بالأقصر، وذلك عقب سماع نبأ حصول ابنة منطقتهم الطالبة أسماء عبد الناصر أحمد الصادق، على المركز الأول مكرر علمي علوم بين أوائل الثانوية العامة بالجمهورية وحصولها على مجموع 409.5 درجة.
"البوابة نيوز" انتقلت إلى شارع أبو غلاب حيث منزل الطالبة المتفوقة، حيث وجدنا قوافل المهنئين والمباركين من الأهل والأقارب والجيران ليهنئوا ابنة منطقتهم بتفوقها ولسان حالهم يقول "شرفتي منطقتنا" حيث التفوا حولها فرحين بنجاحها فهي معروفة بأنها طالبة نجيبة بالصف الثالث الثانوي بمدرسة أرمنت الثانوية بنات وترتيبها الثاني بين أشقائها الثمانية، ووالدها يعمل مزارعًا ووالدتها ربة منزل.
وتحدث والد الطالبة وهو عبد الناصر أحمد عبد الصادق، ل "البوابة نيوز" قائلاً: "أعول 8 أبناء 6 بنات وولدين بنتي الأولى أميرة في كلية العلاج الطبيعي وأسماء وأحمد في الصف الثاني الثاوي وآية في الصف الثالث الإعدادي ونور في الأول الإعدادي وبسملة في الرابع الابتدائي وشهد في الأول الابتدائي وأخيرا محمود في أولى حضانة".
وعبر الوالد عن سعادته بتفوق ابنته قائلا: "كنت واثق فيها، وإنها هتطلع من الأوائل ومروحتش الشغل النهارده، وقعدت أمام التلفزيون انتظر النتيجة لأسمع اسمها عشان كنت واثق في حصولها على أحد المراكز الأولى، لأنها وضعت لنفسها منذ صغرها هدفا في دخول الطب واجتازت كل مراحل تعليمها بتفوق وعمرها ما تعبتنا في المذاكرة، لأنها كانت تركز على تحقيق حلمها، وكنت حريصا على توفير كافة احتياجاتها من أجل أن تكون طالبة متفوقة فهي نابغة منذ نشأتها، وحصلت على المركز الأول على إدارة أرمنت التعليمية، في الشهادة الإعدادية، بس اللي كنت خايف منه انها تتظلم في موضوع تسريب الامتحانات ولكن ربنا كلل مجهودها وتعبها وحققت هدفها".
فيما قالت والدة أسماء، : "كنت متوقعة حصولها على ترتيب ولكن لم أكن اتوقع حصولها على المركز الأول ولما الوزير اتصل علينا وبلغنا فرحت، ومكنتش مصدقة، لكن هي كانت واثقة من حلها وموضوع التسريبات احنا كنا قلقانين أكتر منها، واطمأن قلبنا من اطمئنانها لأنها كانت من الحضانة وهي متفوقة ومنظمة وبارعة في الأنشطة".
ثم انتقلنا بعد ذلك إلى عروس اليوم الطالبة "أسماء"، التي عبرت عن سعادتها بالنتيجة بالضحكة وتوزيع الابتسامات على المهنئين ابتهاجا بما حققته من نتيجة كبيرة، وقالت: "لم أكن أتوقع أن أكون من الأوائل الثانوية لكن بابا كان متوقع يسمع اسمي من الأوائل وسمعت اسمي في المؤتمر وبعدها الوزير باركلي وشعرت بالصدمة من الفرحة وخاصة عندما تلقيت مكالمة من وزير التربية والتعليم صباح اليوم ليبلغنى بالنتيجة، شعرت بسعادة بالغة ومازالت مصدومة من الفرحة، أنا وأقاربي، وانتباتنا حالة من الصراخ والبكاء بعد سماع اسمي".
وأضافت أسماء: "وضعت هدف لحياتي لكي أنجح وأحقق هدفي وحتى أدخل البهجة على قلب والدي ووالدتي وأشقائي وكل أفراد عائلتي، الذين وفورا لي مناخا طيبا للمذاكرة والتفوق"، مؤكدة : "المناخ العائلي المستقر، أحد مقومات النجاح لأي طالب وبابا وماما كان موفريلي هدوء حتى استطيع المذاكرة وأعطون غرفة بعيدة عن غرف أخوتي خاصة أنني أنه كان أعيش وسط 8 أشقاء أنا الثانية بينهم، بجانب شقيقين و5 شقيقات".
وتابعت: "كنت أذاكر بمبدأ الكيف وليس الكم، لم أركز على عدد ساعات كبيرة في اليوم، ولكن كنت أسأل ماذا ذاكرت اليوم، وكنت مضطرة لأخذ دروس في جميع المواد، بس درس كل واحد في كل مادة وكنت أنظم وقتي وروحت المدرسة شهر واحد عشان الدرجات ولكني استفدت خلال الشهر لأن مدرسين الفصل كان يساعدونا ويمدونا بمزيد من المعلومات".
وحول مواجهة أزمة تسريبات الامتحانات، وإلغاء امتحان الدين قالت: "هذه الأمور عملتلي صدمة وحالة من التوتر لأن لم أكن أعلم هل سأحل أو أغلط في الامتحانات المقبلة لأنه الأخطاء قد تؤثر في التنسيق ولم أكن أنام بسبب القلق من أزمة التسريبات وتأثيرها على مستقبلي، وكان المصير في كل مادة مجهول أمامي بس بعد الامتحانات خلصت وعرفت إني مغلطتش فيها الحمد الله لأن التنسيق مبقاش فارق معي ولكن هناك طلاب سيظلمون بسبب التسريب".
وأضافت : "أنا أصلا مكانش عندي أكاونت فيس بوك غير آخر يوم كان عندي امتحان جيولوجيا وعملت حساب، وبخاف من الغش ومذاكرة من أول السنة والسنين اللي فاتت كنت بطلع من الأوائل يعني مش أنا اللي ادخل على المواقع دي لأن الناس الي بتدخل المواقع دي هما ناس عايزة بس تنجح وخلاص ومبيفكروش أنهم ممكن ربنا ميكرمهمش بسبب الغش وأنا مقتنعة أن الطالب الذي يعتمد على الغش يستحيل أن ينجح في الإجابة على جميع الأسئلة وأنا كنت بخاف اني اسمع اتنين بيكلموا في اللجنة معايا أحسن ربنا ميكرمنيش لاني من أول السنة ووضعت أملي في ربنا".
وحول تزامن الامتحانات مع قدوم شهر رمضان والصيام، قالت أسماء: "الصيام أثر عليا خصوصا في امتحان اللغة الانجليزية كان أول أيام الصيام اضطريت أن أفطر لإني تعبت قبل ما يعطونا ورقة الأسئلة ولم استطع إكمال صيام رمضان، ففطرت عشرين يوما كنت أفطر قبل الامتحان بكام يوم وأذهب في يوم الامتحان صائمة لأن أرجع أنام وأقوم الآن بتعويض الأيام التي فطرتها".
وعن هواياتها تقول: "هوايتي الرسم وكنا في الابتدائي مهتمين بيها وكنت أنميها ولكن في الإعدادي تم قتل الموهبة بسبب المذاكرة وعدم الاهتمام وعوضت ذلك في رسوم الأحياء وحول طموحاتها في الالتحاق بإحدى كليات القمة، قالت : " تنوي دخول كلية طب القصر العيني، لأنه حلمها منذ الطفولة لأنه مش صعب ولكنه دقيق جدا وتتمنى أن تحصل على امتياز في الست سنوات وهذا هدفي في المرحلة المقبلة".
واختتمت أسماء حديثها بقولها: "يجب على طالب الثانوية العامة أن يذاكر كثيراً حتى يحصد ما يتمناه من نجاح، ولكن الكيف أهم من الكم"، لافتة إلى أنها كانت تذاكر من 8 إلى 10 ساعات يومياً ولكنها كانت تهتم بعدم تراكم الدروس عليه، ولابد من تنظيم وقت الاستذكار والاجتهاد.