حقق مسلسله «سمرقند» والذي عرضته عدة فضائيات عربية نجاحًا ملحوظًا، خاصة أن موضوعه - وإن كان موغل في التاريخ الإسلامى القديم - يتماس مع حاضرنا، والذي يرصده المؤلف والسيناريست الأردنى «محمد البطوش»، الذي كتب العديد من المسلسلات التاريخية والمسرحيات، من أهمها «أبوجعفر المنصور»، و«معاوية بن أبى سفيان»، كما كتب مجموعة من المسلسلات البدوية منها «الغريب»، وفى الجانب الكوميدى كتب «نقطة سطر جديد» و«شوفت عينك»، وشارك في المسرح بمسرحيات «طقوس تاجر الصوف» و«شيخ القلعة». ■ لماذا تقدم «سمرقند» الآن؟ - العالم العربى الآن بحاجة ماسة لمعرفة كيف نشأ الإرهاب وما هي أدواته وكيف يحاربه. ■ من أين أتتك فكرة المسلسل؟ وكم استغرق وقت كتابته؟ - كانت فكرة المسلسل للمخرج إياد الخزوز، واستغرقت كتابة العمل أربعة شهور. ■ هناك لبس وصل إلى حد سرقة فكرة المسلسل من رواية أمين معلو.. فهل وضحت لنا الحقيقة؟ - العمل مؤلف ولم يبن على أي عمل أدبى آخر، ويبدو أن اسم المسلسل جعل البعض ينسبه إلى بعض الأعمال الأخرى، والحقيقة أن العمل مبنى على كتب تاريخية قديمة كابن كثير وابن الأثير، ولا علاقة له من قريب أو بعيد بأى عمل أدبى آخر. ■ رغم أن المسلسل يحمل اسم «سمرقند».. فلِمَ جاءت أغلب أحداثه في أصفهان؟ - سمرقند مدينة ملونة دينيا واجتماعيا وسياسيا بتلك الفترة، وهذا يشبه عالمنا العربى الآن، أضف إلى هذا أن السلاجقة احتلوها أكثر من مرة، وكانت أول مدينة تتبع مذهب حسن الصباح، ناهيك أن نرمين انطلقت من سوقها. ■ أين يبدأ الخيال والحقيقة في المسلسل؟ - الخيال جاء من وجود شخصيات وأحداث افتراضية لتخدم رسالة العمل، أما الحقيقة بوجود شخصيات عاشت خلال تلك الفترة. ■ ما أكثر شخصيات المسلسل التي أرهقتك في كتابتها؟ - شخصية حسن الصباح، والبناء النفسى للملكة تركان. ■ هناك آراء تذهب إلى أن استخدام الصباح للحشيش في تجنيد أتباعه واستيلائه على قلعة «الموت»، والصداقة التي جمعته بكل من الوزير والشاعر عمر الخيام كلها أساطير وأكاذيب ليس لها أصل تاريخى.. هل وضحت لنا الأمر؟ - الصداقة بين الثلاثة رواية شعبية لا أصل تاريخى لها، لفرق السن الكبير بين نظام الملك وعمر الخيام وحسن الصباح، ولاختلاف مكان النشأة بين عمر الخيام وحسن الصباح، أما موضوع الحشيش فقد ذكر في مراجع ونفى في مراجع أخرى، وأنا ملت أكثر للمراجع التي تذكره، لأَنِّى لا أتخيل إنسانًا واعيًا يقدم على قتل بريء. ■ لماذا كتابة الدراما التاريخية في وقت تنتشر فيه الدراما الاجتماعية؟ - الدراما التاريخية مؤثرة أكثر، خاصة أنها تستخدم اللغة العربية مما يزيد شريحة متابعيها. ■ يفصلنا عن حسن الصباح أكثر من ألف عام لكن أفكاره وإرهابه ما زال يستنسخ.. لماذا وكيف وصلنا لتنظيم داعش نسخة الحشاشين في الألفية الثانية؟ - في سمرقند وضحنا أن مقاتلة الإرهاب لا تكون بالسلاح، بل بنشر العدل بين الناس وتوعيتهم وكسر الحواجز بين الحاكم والمحكوم. ■ في تتر المسلسل عبارة لحسن الصباح بأنه لا يمكن حكم العرب إلا بارتداء عباءة الدين والتحزم بالسيف.. إلى أي مدى تنطبق هذه العبارة على حالنا اليوم؟ - تلك العبارة استخدمتها الأحزاب السياسية التي تحمل صبغة دينية للتغرير بعامة الناس وشحذ عواطفهم. ■ لماذا غلب على الحلقات حتى الخامسة عشرة بطء الإيقاع بينما تسارعت وتيرته في النصف الأخير؟ - على العكس تماما أنا لم ألاحظ البطء لكنى لاحظت التسارع نتيجة لزيادة مساحة دور حسن الصباح. ■ هل ستكون للمسلسل أجزاء أخرى؟ خاصة ومشهد النهاية يشى بهذا؟ - ربما تكون هناك أجزاء عديدة، أتدارس الموضوع الآن مع صديقى المخرج إياد الخزوز وهو منتج العمل في الوقت نفسه. ■ ما الدور الذي يلعبه الفن في مقاومة الهجمة الإرهابية علينا كأمة عربية وإسلامية؟ - دور كبير وخطير، فنحن أمة لا تقرأ لكننا نشاهد. ■ إلى أي مدى حقق المخرج «إياد الخزوز» أفكارك؟ - بنسبة كبيرة ولو كان يملك المزيد من الوقت لقدم أكثر. ■ هل كان لك دور في اختيار فريق العمل؟ - نعم رشحت بعض الشخصيات. ■ بماذا تفسر الهجمة الشرسة على المسلسل؟ - الشخصيات التاريخية بشر مثلنا يخطئون ويصيبون، ولا أستطيع أن أقدمهم كملائكة، وهذا الأمر لم يرق للبعض. ■ لماذا كانت شخصية الصباح هي المحور بينما شخصيتا الخيام ونظام الملك وما يمثلانه من مقاومة الأفكار المتطرفة تكادان تكونا ثانويتين؟ - على العكس تماما، عمر ونظام الملك شخصيتان رئيسيتان، نظام الملك بين لنا كيف نحارب الإرهاب كأصحاب قرار (حاكم)، و«عمر» بين كيف نحاربه كمثقفين.