قال الدكتور جهاد الحرازين استاذ القانون الدولي والقيادي بحركة فتح، إن زيارة وزير الخارجية المصري سامح شكري، لإسرائيل، تاتي في سياق الدور السياسي المصري في المنطقة، خاصة بعدما استعادت مصر مكانتها الإقليمية والدولية، باعتبارها لاعبا مؤثرا وأساسيا في المنطقة، خاصة في ظل ما تشهده المنطقة من أحداث جارية سواء في سورية واليمن والعراق وتونس، ومواجهة الإرهاب والجماعات المتطرفة والتكفيرية، إضافة إلى حالة الجمود التي تواكب العملية السلمية في ظل حالة التعنت الإسرائيلي الرافض للمبادرة العربية للسلام والمبادرة الفرنسية. وأضاف الحرازين، في تصريح ل"بوابة العرب"،اليوم الإثنين، أنه كان لابد من تحركا مصريا لاذابة هذا الجمود الذي اعترى عملية السلام، فكان هناك لقاء بين وزير الخارجية المصري والقيادة الفلسطينية في نهاية الشهر المنصرم، تم التشاور والاتفاق على القيام بخطوات لتحريك عملية السلام والخروج من المأزق التي تمر به، حيث جاءت هذه الزيارة لتضع الأمور في نصابها ومعرفة توجهات الحكومة الإسرائيلية تجاه عملية السلام وبعض الملفات الإقليمية الأخرى، وهو ما بدى واضحا من كلمة وزير الخارجية المصري أثناء المؤتمر الصحفي بحضور نتنياهو. وأكد الحرازين، أن شكري عبر عن الخطوط العريضة للتحرك والمستمدة من المبادرة العربية للسلام والمبادرة الفرنسية حيث أوضح بأنه لابد من إنهاء النزاع القائم واقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشريف على حدود الرابع من حزيران وتحقيق الأمن وإنهاء معاناة الملايين من كلا الشعبيين حيث استطاعت مصر بذلك أن تثبت المبدا القائم على الارض مقابل السلام وليس المبدا الذي اراده نتنياهو الاقتصاد مقابل السلام، وبذلك تبذل مصر جهودا كبيرة في هذا الاتجاه من خلال التنسيق مع القيادة الفلسطينية وبعض الدول العربية للخروج من هذا المأزق إضافة إلى توجيه رسالة إلى المجتمع الدولي بوجوب التحرك العاجل والفاعل لإنهاء هذا النزاع وممارسة الضغوط على الطرف الرافض لتحقيق السلام. وتابع الحرزاين: "أن الطرف الإسرائيلي الذي ينتهج سياسة التسويف والمماطلة ويواصل اعتداءاته المتكررة وسلب الأراضي والاستمرار بالاستيطان في مخالفة واضحة لكافة قرارات الشرعية الدولية والاتفاقيات الموقعة بين الجانبين، لأنه لم يعد من المقبول أن تبقى الأمور على هذا الحال.. إضافة إلى بعض القضايا الاقليمية الاخرى التي تهم كلا الجانبين ذات المصالح المشتركة في ظل أن هناك معاهدة سلام موقعة بين مصر وإسرائيل وخاصة ما يتعلق بالعلاقات الأفريقية الإسرائيلية. وأشار الحرازين، إلى أن هذه الزيارة قد تكون عاملا مساعدا في عملية سياسية قادمة تفضي إلى إقامة دولة فلسطينية مستقلة وتنهي حالة النزاع القائم بما يعود بالاستقرار والسلام على شعوب المنطقة باسرها، وتحقيقا لدعوة الرئيس السيسي لتحقيق السلام والتفرغ لصناعة مستقبل يحمل الآمال للاجيال القادمة بعيدا عن الأفكار الهدامة والظلامية.