وزير الإسكان يوجه بسرعة إنجاز مشروعات المياه والصرف في الغربية ودمياط    «انتصاران وحسابات أخرى».. حالة وحيدة تؤهل النصر للمشاركة في دوري أبطال آسيا «2»    بعثة بيراميدز تصل مطار القاهرة استعدادا للسفر لجنوب أفريقيا لملاقاة صن داونز    «الداخلية»: مصرع 3 عناصر جنائية في تبادل لإطلاق النيران مع الشرطة بالدقهلية وقنا    جدول مواعيد قطارات «الإسكندرية - القاهرة» اليوم الأربعاء 21 مايو 2025    هل يجوز سفر المرأة للحج بدون مَحْرَم؟..الأزهر للفتوى يجيب    ال"FDA" تقصر لقاحات الكورونا على كبار السن فى الولايات المتحدة    جامعة قناة السويس تعلن انضمامها لعضوية اللجان المتخصصة بجامعة شبكة البريكس    أحمد السقا يعلن انفصاله عن زوجته مها الصغير بعد 26 سنة زواج    عصمت داوستاشى رحلة فى نهر الفن والعطاء    أمير المصرى: أنا تلميذ «سيلفستر ستالون»    محمود الخطيب يرد على تساؤلات من أين يأتي الأهلي بأمواله؟    «التضامن» تقر تعديل وقيد 6 جمعيات فى 4 محافظات    البيدوفيليا؟!    وكيل الصحة بالإسماعيلية تتفقد وحدة رعاية الطفل بالتل الكبير (صور)    طريقة عمل الكيكة الإسفنجية في البيت، النتيجة مبهرة    مشاركة مجتمعية    حملات مكثفة لرصد المخالفات بمحاور القاهرة والجيزة    خارجية أستراليا: نشعر بالأسف إزاء التقارير بشأن المخاطر على الرضع فى غزة    سعر الريال القطرى اليوم الأربعاء 21-5-2025 فى البنوك الرئيسية    صحيفة عكاظ: نيوم قدم عرضا بقيمة 5 ملايين دولار لضم إمام عاشور    ضبط 11 مخالفة تموينية وصحية في حملة مفاجئة بطنطا    مصرع وإصابة 39 شخصا في هجوم استهدف حافلة مدرسية جنوب غربي باكستان    10.3 مليار جنيه دعم «الإسكان الاجتماعي» منذ بداية المشروع.. «البريد» يوضح موقفه من كراسات «سكن لكل المصريين»    أسعار الأسماك اليوم الأربعاء 21 مايو في سوق العبور للجملة    اليوم موسم الحصاد.. تعرف على مشروع مستقبل مصر للإنتاج الزراعي والمدينة الصناعية    38 شهيدا في غارات إسرائيلية على غزة منذ فجر اليوم    أمريكا وتركيا تؤكدان التزامهما بوحدة سوريا وتعزيز الشراكة الثنائية    الصحة الفلسطينية: استشهاد 23 مواطنا بقصف إسرائيلى فى غزة    "جيو تيان" تبدأ تجاربها 2025.. الصين تطلق أول حاملة طائرات مسيرة فى العالم    موسم امتحانات الثانوية.. انطلاق اختبارات أولى وثانية إلكترونيا وورقيا    مصرع 3 أطفال غرقًا فى حادثين منفصلين بترع مركز المراغة سوهاج    بتكلفة 175 مليار دولار.. ترامب يختار تصميما لدرع القبة الذهبية    بكين تحذر من عواقب الإجراءات الأمريكية ضد الرقائق الصينية    موعد وقفة عرفات وأول أيام عيد الأضحى المبارك 2025    اليوم.. أولى جلسات طعن المخرج عمر زهران على حكم حبسه    حظك اليوم الأربعاء 21 مايو 2025 وتوقعات الأبراج    المستشار محمود فوزي: قانون الإجراءات الجنائية اجتهاد وليس كتابا مقدسا.. لا شيء في العالم عليه إجماع    هبوط كبير تجاوز 800 جنيه.. أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأربعاء 21-5-2025    الخارجية الفلسطينية ترحب بالإجراءات البريطانية ضد ممارسات الاحتلال في الضفة وغزة    آداب وأخلاق إسلامية تحكم العمل الصحفى والإعلامى (2)    ملحن آخر أغنيات السندريلا يفجّر مفاجأة عن زواج سعاد حسني وعبدالحليم حافظ سرا    الإيجار القديم.. محمود فوزي: الملاك استردوا استثماراتهم.. الشقة كانت تُباع بألف وتُؤجر ب15 جنيهًا    محمد معروف المرشح الأبرز لإدارة نهائي كأس مصر    أسطورة ليفربول: مرموش يمكنه أن يصبح محمد صلاح جديد    «غزل المحلة» يعلن مفاوضات الأهلي مع نجم الفريق    ننشر أسماء المصابين في حادث تصادم سيارتين بطريق فايد بالإسماعيلية    حدث في منتصف الليل| الرئيس يتلقى اتصالا من رئيس الوزراء الباكستاني.. ومواجهة ساخنة بين مستريح السيارات وضحاياه    محافظ الغربية يُجري حركة تغييرات محدودة في قيادات المحليات    رئيس الجامعة الفرنسية ل"مصراوي": نقدم منحا دراسية للطلاب المصريين تصل إلى 100% (حوار)    لميس الحديدي عن أزمة بوسي شلبي وأبناء محمود عبدالعزيز: هناك من عايش الزيجة 20 سنة    عاجل.. روجيرو ميكالي: أرحب بتدريب الزمالك ولكن    «منصة موحدة وكوتا شبابية».. ندوة حزبية تبحث تمكين الشباب وسط تحديات إقليمية ملتهبة    نائبة تطالب بتوصيل الغاز الطبيعي لمنطقة «بحري البلد» بأسيوط    تفسير حلم أكل اللحم مع شخص أعرفه    عضو مجلس يتقدم بطلب لتفعيل مكتب الاتصال الخدمي بنقابة الصحفيين (تفاصيل)    المدرسة الرسمية الدولية بكفر الشيخ تحتفل بتخريج الدفعة الرابعة    هل يجوز الجمع بين الصلوات بسبب ظروف العمل؟.. أمين الفتوى يُجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العالم السري لرفعت الأسد رجل سوريا القوي
نشر في البوابة يوم 09 - 07 - 2016


المتهم الأول في مجزرتى «حماة» و«سجن تدمر»
حاول الانقلاب على أخيه «حافظ» في عام 1984 لكنه فشل وغادر سوريا بعدها ل6 أشهر
لديه «ثروة عقارية» في فرنسا تقدر بعشرات الوحدات السكنية
السعودية تقدم له مساعدات بشكل مستمر و«نظام بشار» يقاطعه
كان صديقًا للملك عبدالله بسبب الولع المشترك بالصيد
باع مؤخرًا قصرًا في العاصمة البريطانية ب70 مليون دولار
وفقًا لتقارير إعلامية غربية، يسعى القضاء الفرنسى منذ نحو العام لمعرفة كيف تمكن نائب الرئيس السورى السابق رفعت الأسد، الذي يقاطعه نظام دمشق منذ الثمانينيات، من بناء ثروة عقارية في بلادهم تقدر قيمتها بنحو 90 مليون يورو، فيما تعتبر جمعية «شيبرا» التي تدافع عن ضحايا الجرائم الاقتصادية، التي تقدمت بشكوى في فبراير 2014 أدت إلى بدء التحقيقات في ممتلكات رفعت الأسد البالغ من العمر 78 عاما- أن هذه العقارات تم شراؤها بفضل أموال الفساد عندما كان رفعت اليد اليمنى لشقيقه الأكبر الرئيس الراحل حافظ الأسد الذي توفى عام 2000 وخلفه ابنه بشار.
اكتسب رفعت الأسد، عم الرئيس بشار الأسد، شهرة كبيرة وهو ما لم ينله أي من أشقائه خلال فترة حكم شقيقه حافظ الأسد.. وما بين فترة تقلد حافظ الأسد السلطة في سوريا ووفاته اتسمت تلك الفترة بالتقلبات السياسية التي شهدتها سوريا حتى وصل الأمر إلى اتهام رفعت بالانقلاب على شقيقه حافظ ومحاولته الفاشلة في الاستئثار بالسلطة عام 1982 خلال فترة مرض حافظ الأسد.. الأمر الذي دعا حافظ الأسد لمطالبة شقيقه رفعت وأعوانه بالخروج الآمن من سوريا، وهنا خرج رفعت متوجها إلى باريس.
حكاية رفعت
المعروف أن رفعت الأسد كان يشغل منصب نائب رئيس الجمهورية في 11 مارس 1984 – 8 فبراير 1998 وكان قائدا ل«سرايا الدفاع» التي نالت في عهده شهرة عالية غير مسبوقة في الشارع في السورى فكانت بمثابة العصا الغليظة في البطش مما أكسبها قوة ودعما، فكانت تعد من أبرز فرق الجيش السورى، كما ارتبط خلال فترة مشاركته السلطة بعدد من الأحداث التي أثرت في تاريخ سوريا المعاصر وما زالت حتى يومنا هذا تمثل شاهدا على عنف رفعت الأسد.
ووفقا لتقارير الإعلام الغربى و«الفرنسى» بصفة خاصة، فهو يُعد المتهم الأول في العديد من الجرائم الكبرى والمجازر الجماعية التي حدثت في سوريا في ظل حكم عائلة الأسد، وأبرزها مجزرة مدينة حماة بوسط سوريا ومجزرة سجن تدمر.
كما تشير التقارير إلى أن اتهام رفعت الأسد على مدى تاريخه في الداخل السورى بالفساد المالى والاختلاس التي ظل يلاحقه باستمرار منذ لحظة خروجه من دمشق وانتهاء به في مقر إقامته في باريس، فيما بدأ القضاء الفرنسى النظر في الشكاوى المقدمة بحقه من المنظمات الحقوقية، وبالرغم من حصول رفعت الأسد على العديد من الأوسمة والشهادات الفخرية والجوائز التقديرية من عدة مؤسسات ومن بعض الشخصيات السياسية، مثل الرئيس الفرنسى الأسبق فرانسوا ميتران الذي منحه وساما بلقب فارس.
المعروف أن رفعت الأسد لعب دورا رئيسيا في الحياة العسكرية والسياسة في سوريا منذ تولى شقيقه حافظ السلطة التنفيذية عام 1970.. وظل يقود الفرقة 569 ويشرف على سرايا الدفاع حتى عام 1984 فيما كان العديد يرونه في مختلف الأوساط السورية العسكرية والشعبية والسياسية منها الخليفة المرجح لأخيه الأكبر حافظ الأسد في قيادة البلاد.
وفى فبراير 1984، كان المشرف والقائد العام للجيش السورى وقاد القوات في إخماد معارضة الإخوان المسلمين في وسط مدينة حماة، وذلك بإعطاء تعليمات لقواته بقصف المدينة، مما أسفر عن مقتل الآلاف من سكانها، وهو ما يعرف باسم مذبحة حماة.
فيما يرى الصحفى الأمريكى توماس فريدمان في كتابه «من بيروت إلى القدس» الصادر في عام 1989 أن رفعت تفاخر في وقت لاحق بالعدد الإجمالى للضحايا وقال إنهم لا يقلون عن 38 ألفا.. إلا أن رفعت الأسد اعتبره سوء فهم من البعض لما جرى، وأن سرايا الدفاع لم تكن تابعة له وأن مهامها كان تقتصر على حماية المطارات والطائرات الحربية السورية الموجودة على أرضيها. أما الوحدة (569) التي كان يرأسها رفعت فكانت مسئولة عن حماية العاصمة من التقدم الإسرائيلى وأنها كانت مرابضة على عدة محاور منها دير العشائر ولبنان وميسلون، مشيدًا ببطولات أفراد هذه الوحدة الذين وقفوا سدًا منيعًا في وجه العديد من محاولات التسلل المعادى.
بينما ينفى رفعت بشدة دخول أي من قواته مدينة حماة، وأنه لم يقتل أي جندى في المدينة وفوجئ بإرسال نحو 200 جندى من الوحدة إلى مدينة حماة لحماية بعض القادة والمسئولين في الحزب والدولة المقيمين فيها، وذلك قبل بدء أحداث حماة بستة أشهر، وقد انهزم هؤلاء الجنود من مدينة حماة مع بقية المهزومين إثر بدء جيش الإخوان تمرده المسلح الذي اتخذت على إثره القيادة السورية قرارها بإرسال الجيش لتحرير المدينة من محتليها.. ويؤكد على أن كل اللغط الدائر حول أحداث حماة واتهامه بها هو غير صحيح.. وأن قرار التدخل في حماة هو قرار سياسي بالدرجة الأولى يتحمله كل السياسيين المسئولين عن تلك الفترة.
أثارت تصريحات رفعت الأسد مؤخرا عبر العديد من وسائل الإعلام الغربية التي أعرب فيها عن عدم مسئولية سرايا الدفاع عما جرى في مدينة حماة- موجة من السخرية العارمة في الأوساط الإعلامية.. حيث امتلأت شبكات التواصل الاجتماعى «الفيس بوك» حينها بسيل من التعليقات الساخرة لسوريين رأوا أن هذا الكم من الكوميديا السوداء، لا يليق بشهداء مجزرة تقدرهم الأرقام ما بين (30) و(40) ألف شهيد.. وأنه يمكن لأى شخص أن ينكر ما يبدو وصمة عار في جبينه وجيبن النظام الذي ينتمى إليه.. لكن ذلك بالتأكيد لا يمكن أن يرقى إلى حد إنكار صلة يعرفها الكثير من أبناء وعائلات الضحايا، كما يعرفون ويحفظون آلام تلك السنوات الرهيبة التي لم تمح من ذاكرتهم.
فيما وصف نائب الرئيس السورى السابق عبدالحليم خدام إعلان رفعت الأسد عدم مسئوليته أو مسئولية سرايا الدفاع عن مجرزة حماة بأنه اداعاءات.. وأنه لم يستغرب تلك الأقوال موضحا أن مجمل ما ورد في أحاديث رفعت كان تهربًا من المسئولية (لطالما اشتهر به)، مؤكدا في الوقت ذاتة عدم صحة ادعاء رفعت أن القيادة شكلت لجنتين، واحدة عسكرية، والثانية سياسية تضم كلا من حافظ الأسد وعبدالحليم خدام ورئيس الوزراء ووزير الداخلية، وإنما فقط كانت المجموعة العسكرية الضيقة والقريبة من حافظ الأسد، ومن بين أعضائها كان رفعت الأسد، هي التي كانت تدير المعركة بكل أبعادها الأمنية والسياسية.
وأكد خدام عدم تشكيل أي لجنة سياسية لإدارة المعركة، وأن الوزراء، وأعضاء القيادة السورية وأعضاء الجبهة الوطنية في أكثر الأحيان يتلقون المعلومات من الشارع والتي بدورها تأتى من حماة، إضافة إلى تسريبات تأتى من العسكريين.. ولم تعرف القيادة السورية بمجزرة حماة إلا عندما طلبت منها الحكومة إقرار موازنة إضافية لإعادة بناء المدينة.
محاولة انقلاب
في عام 1984 شاعت الأحاديث أنه قام بمحاولة انقلاب على شقيقه حافظ الأسد للاستئثار بالسلطة ولكن الرئيس حافظ الأسد حال دون ذلك، وتم تسوية الخلاف بخروج رفعت الأسد من سوريا مع مجموعة كبيرة من العاملين معه لفترة 6 أشهر، حتى يتم تجاوز الأزمة التي نشأت عن هذه الأوضاع وأن تكاليف إقامة رفعت وأعوانه في أوروبا دفعها من حسابات رفعت الموزعة في العديد من البنوك في أوروبا.. بعدها عاد إلى دمشق وشارك في أعمال ومناقشات المؤتمر القطرى عام 1985.. وعلى الرغم من تعيينه في منصب نائب لرئيس الجمهورية لشئون الأمن إلا أن الخلافات السياسية بين الأخوين بقيت متفجرة في ملفات كثيرة فغادر سوريا من جديد عام 1985 للإقامة في باريس بعد أن أعلن أكثر من مرة عدم مسئوليته عن السياسات السورية وقراراتها في كل المجالات.
فيما يروى وزير الدفاع السورى العماد مصطفى طلاس في كتابة «ثلاثة أشهر هزت سوريا» أن رفعت الأسد حاول أن يقود محاولة انقلابية لعزل شقيقه حافظ الأسد إثر دخوله في غيبوبة مرضية عام 1984، وقد تطور الأمر إلى نزاع بين القوات التابعة له والقوات الحكومية، وكان رفعت الأسد يهدد بإحراق العاصمة دمشق، إلا أن حافظ الأسد، تمكن من احتواء الأمر، وقام بإرغام شقيقه على مغادرة سوريا بعد إعطائه مبلغا كبيرا من المال، تكفل الزعيم الليبى معمر القذافى حينذاك بدفعه، بسبب خواء خزينة الدولة من السيولة النقدية المطلوبة.. ليقيم بعد ذلك في منتجعه الخاص في (ماربيا) بإسبانيا.
وعاد رفعت الأسد عام 1992 إلى سوريا ليشارك في تشييع جنازة والدته التي توفيت وهو في باريس.. إلا أنه أعرب عن عدم رضاه بشأن العديد من القرارات التي اتخذت بين عامى 1992م و1998م، ولما لم يكن هناك إصغاء للملاحظات التي كان يبديها، قرر مغادرة سوريا إلى باريس من جديد عام 1998م بعد أن أعفى من منصبه كنائب رئيس لشئون الأمن القومى.
رفعت في المنفى
انتقل رفعت الأسد بشكل نهائى للإقامة في مدينة ماربيا الإسبانية عام 2001 واستثمر في مجال الشبكات التليفزيونية بامتلاكه محطة «أي أن أن» الفضائية العربية «أراب نيوز نيتوورك» التي يرأسها أحد أبنائه.. كما امتلك في وقت سابق بعض وسائل الإعلام (من إذاعة وصحف ومجلات) جعلته يقسم وقته واستثماراته في السفر بين بريطانيا وفرنسا وإسبانيا كما عمل في مجال العقارات وحقق نجاحا كبيرا في هذا المجال، ولديه استثمارات ضخمة في ماربيا، وعشرات المتاجر والشقق الفندقية في منطقة بورتو بانوس أحد أرقى المرافئ السياحية على شاطئ الشمس، كما كان يمتلك في وقت سابق مزرعة ضخمة في التلال المطلة عليها والعديد من العقارات في إسبانيا بقيمة إجمالية تبلغ 250 مليون استرلينى، وله منزل في ماى فير في بريطانيا بقيمة 10 ملايين إسترلينى وقصر في فرنسا بالقرب من قوس النصر على طريق الشانزليزيه وله فريق كبير من الحراس الشخصيين والمرافقين من بينهم أشخاص يستخدمهم لتذوق الطعام ليتأكد من أنه غير مسموم.
تعرض رفعت الأسد خلال إقامته في المنفى للعديد من الملاحقات القضائية حيث قام القضاء الإسبانى على خلفية ادعاء قدمه تاجر السلاح الشهير «منذر الكسار» على صفحات الجرائد الإسبانية عام 2006 باتهامه باختلاسات مالية في المجمع السكنى جريد البيون، وتماديه في الاعتداء على الأملاك العامة وفقا لما ما ذكرته صحيفة لوموندو الإسبانية، بمقالات كثيرة حيث ربطت بينه وبين ملف الفساد في الحكومة البلدية للخيل «رئيس بلدية ماربيا سابقًا» ورئيس الحزب المسمى (خيل) باسمه وصاحب فريق أتلتيكو مدريد، وقد قبل أحد القضاة توجيه هذه التهمة، وفى ختام المحاكمة تم تبرئة رفعت الأسد أمام القضاء الإسبانى من كل هذه التهم في صيف عام 2009، فيما أصدرت المحكمة أمرًا بسجن «منذر الكسار» بتهمة تضليل القضاء والكذب والاحتيال ورشوة القضاة وابتزازهم وقامت السلطات الإسبانية بتسليم منذر الكسار بعد ذلك إلى السلطات الأمريكية التي تريد محاكمته بتهم تهريب المخدرات والأسلحة ليقضى فترة حكم السجن في أمريكا.
الثروة في فرنسا
حاول قضاة فرنسيون منذ نحو العام معرفة كيف تمكن نائب الرئيس السورى السابق رفعت الأسد الذي يقاطعه نظام دمشق- من بناء ثروة عقارية في بلادهم، تتضمن إسطبلا للخيول وعشرات الشقق البالغة قيمتها 90 مليون يورو، فيما يرى محامى دفاع رفعت الأسد «بنيامين جروندلرر» إنها ليست أموالا سورية، كما أشار موكله الذي استجوبه المحققون بصفة شاهد في 30 يناير إلى أنها تمويل سعودى.. حيث قدم المحامى «وثائق تظهر الأصل القانونى لثروة رفعت الأسد» للمحققين.. وقال مصدر قريب من التحقيق إن الأسد أكد خلال جلسة الاستجواب أن «الحكومة السورية تكفلت» بمصاريفه، وأن «الأموال التي كان يكسبها أعطاها للفقراء». وأضاف رفعت في التحقيقات أنه لم «يكن يملك شيئا عندما حانت لحظة مغادرة سوريا».. وأن لجوءه إلى فرنسا جاء بدعوة من الرئيس الفرنسى الأسبق فرانسو ميتران وقال: «طلب منى المجيء إلى فرنسا ومنحنا رخص حمل السلاح كما زودنا بعناصر أمنية.. لقد كان في غاية اللطف». على حد قول رفعت.
ويقدر محققون من الجمارك قيمة ممتلكات عائلته في تقرير صدر في 15 مايو 2014، القيمة الكاملة للإرث العقارى في فرنسا لرفعت الأسد وعائلته من خلال شركات في لوكسمبورج، وغالبيته عقارى- بنحو تسعين مليون يورو. وأن من أصل هذا المبلغ «أكثر من 52 مليون يورو» يمتلكها رفعت الأسد بشكل غير مباشر خصوصا عبر «شركة سنون» المسجلة في لوكسمبورج.. وتتضمن الممتلكات إسطبلا للخيول قرب باريس وقصرين ومبنيين وقطعة أرض في باريس ومكاتب في مدينة ليون.
وتحدث عدد من أبناء رفعت الذين تم استجوابهم كشهود عن سعودى «يقوم بتمويلهم في المنفى منذ 30 عاما»... ويقول سومر الأسد (43 عاما) إن الملك عبدالله بن عبدالعزيز الذي حكم السعودية بين 2005 و2015 «منح والدى الإسطبل». أما ابنه الآخر سوار (39 عاما)، فقال إن الأسد «يعيش من بيع الشقق بشكل رئيسى والمساعدة التي تقدمها السعودية بشكل منتظم». فيما أكد رفعت الأسد صداقته مع الملك عبدالله وسببها الولع المشترك بالصيد، مشيرا إلى أنه قبل المنفى و«في كل مرة كانت سوريا بحاجة إلى شيء ما كانوا يرسلوننى للطلب من عبدالله. لقد جلبت الكثير من الأموال إلى سوريا كمساعدات».
وطبقا لتقارير المحققين الفرنسيين عن الأملاك غير المشروعة، هناك مبنى إقامته في باريس، مسبح في باريس بجادة فوش الدائرة السادسة عشرة بقيمة 6 24 مليون يورو.. إسطبل خيول بريف باريس قيمته 7 ملايين يورو.. شقة سكنية في باريس جادة لونبال الدائرة السادسة عشرة بقيمة 15 مليون يورو.. بناء مكون من 30 شقة في باريس بجادة الرئيس كندى الدائرة السادسة عشرة بقيمة 344 مليون يورو.. أرض في باريس شارع الياسمين الدائرة السادسة عشرة بقيمة 35 مليون يورو.. بناء في الجادة السادسة عشرة بقيمة 85 مليون يورو.. مكاتب في مدينة ليون بقيمة 163 مليون يورو.. فيما ذكرت صحيفة الديلى تليغراف البريطانية من لندن أن رفعت الأسد باع مؤخرًا قصرًا في العاصمة البريطانية بقيمة 70 مليون دولار.
تصفية الأملاك
كشفت معلومات غير رسمية أن رفعت الأسد، الذي يتنقل بين منافيه في إسبانيا وبريطانيا وفرنسا منذ الثمانينات، ينوى بيع معظم ممتلكاته العقارية في باريس خلال الأشهر المقبلة.
وذكر أحد المواقع الإلكترونية «الشفاف» أن رفعت سيعرض للبيع 40 شقة يملكها في مبنيين في باريس أحدهما في الدائرة 16 جادة الرئيس جون كينيدى المطلة على نهر السين والثانى في «كى أندره سيتروين» في الدائرة 15. وينفى المقربون من عم الرئيس السورى نيته في بيع الشقق التي تُقدر قيمتها ب40 مليون يورو.
وكانت جريدة «ليبراسيون» الفرنسية كشفت في يونيو الماضى أن قصر رفعت الذي يقع في 38 جادة فوش والذي تقيم فيه إحدى نسائه الأربعة معروض للبيع منذ 2009 مقابل 90 مليون يورو ما يعادل120 مليون دولار.. وكادت عملية البيع أن تتم لولا أن السعر الذي عرضه المشترون الروس كان أقل من المطلوب 70 مليون يورو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.