الألوان النارية فى كل مكان، البهجة هى عنوان الهند التى تشتهر برقصاتها وموسيقاها وألوانها ورائحتها القوية، وفى الهند يبلغ عدد المواطنين المسلمين حوالى 200 مليون شخص، وهى ثانى أكبر البلاد فى العالم فى تعداد المسلمين بعد إندونيسيا، ولرمضان فى الهند طابع مختلف ومميز يأخذ من بهجة البلد ويعطيها من قدسيته. تضاء المساجد فور إعلان بداية شهر رمضان وتقام الاحتفالات، وتبدأ التحضيرات للسحور الأول، وعلى صوت المسحراتى يستيقظ مسلمو الهند ليتناولوا السحور الأول، وعلى الرغم من أن مهنة المسحراتى اختفت فى بعض البلاد العربية إلا أنها ما زالت حاضرة فى الهند حتى أن بعض الهندوس يعملون بها فى شهر رمضان متجولين فى مدن الهند ممسكين بمكبرات الصوت يعلنون اقتراب موعد أذان الفجر. يحكى محمد شاه عن رمضان ببلدته فى الهند: «الوجبة الرئيسية للإفطار هى الحليم، والتى تعرف أيضا، فى بعض البلاد العربية»، أما المشروبات التى يتناولها الهنود فى رمضان فيتصدرها حليب جوز الهند وعصير الليمون، يقول «شاه»: «فى ليالى رمضان يتم توزيع الحلوى وثمار جوز الهند على المصلين عقب صلاة التراويح للمشاركة فى السحور الجماعى ولتخفيف حدة العطش فى اليوم التالي». يلبس مسلمو الهند قبعة تميزهم ويحافظون على ارتدائها خاصة فى هذا الشهر الكريم، يقول «شاه»: «نحافظ على ارتداء القبعات وصلاة التراويح فى المساجد، وفى أغلب المساجد تقام صلاة التراويح عشرين ركعة وفى بعض المناطق يكتفون بثمانى ركعات فقط». أما طقوس الهند الفريدة فتتمثل فى الجمعة الأخيرة فى رمضان والتى تسمى «جمعة الوداع»، يقول «شاه»: «الجمعة الأخيرة تكون مناسبة عظيمة لاجتماع العائلات والأصدقاء، ونذهب لأكبر مساجد المدينة وتقام الصلوات وتغلق الشوارع حتى انتهاء صلاة الجمعة الأخيرة فى رمضان»، ويحكى أن فى يوم الخميس السابق لجمعة الوداع يتم غسل الشوارع والساحات المجاورة لأكبر مسجد والذى يسمى «مسجد مكة» نسبة لمدينة الرسول عليه الصلاة والسلام، أما فى ليلة السابع والعشرين من رمضان فيذهب الهنود إلى القبور لقراءة القرآن وزيارة الموتى، يكمل «شاه»: «رمضان مناسبة عظيمة للدعوة لموتانا وذكراهم».